الديمقراطية تتمزق في عقر دارها
كتبت/ أميرة عبدالعظيم
بالأمس قد أصيبت الديمقراطية الأمريكية
وهى المثل الأعلى للديمقراطية في العالم بختام غير متوقع وحالة
مذرية توجها العنف والفوضى
والسؤال كيف يحدث كل هذا في عقر دار الديمقراطية الأمريكية؟!
لقد بلغ الاحتقان أوْجه في العاصمة الأمريكية واشنطن أمس حينما اقتحم العشرات من مناصري الرئيس دونالد ترامب عقر دار الديموقراطية الأمريكية متمثلا في مبنى الكابيتول الذي يضم مجلسي الشيوخ والنواب احتجاجا على ما رأوه اختطافا لفوز انتخابي ناله الرئيس الملياردير.
وقد ساد التوتر محيط مقر الكونغرس بين محتجين جيّشتهم خطابات ترامب الذي ما فتئ يندّد بالتزوير في استحقاق نوفمبر تشرين الثاني الماضي.
وقد لقيت سيدة مصرعها داخل مبنى الكابيتول برصاص الأمن هناك بحسب تصريح لمسؤول في شرطة واشنطن. وتنحدر السيدة التي تدعى أشلي بابيت من منطقة في جنوب ولاية كاليفورنيا وكانت من أشد المناصرين للرئيس ترامب.
ووسط كل هذه الفوضى فرضت قوات الأمن حظرا للتجوال وعمدت إلى تطويق المحتجين في تقنية مثيرة للجدل تقضي بمحاصرة المتظاهرين في مساحات صغيرة.
مشهد اقتحام الكابيتول كان سرياليا بامتياز، إذ لم يكن أحد يتصور أن معقل الديموقراطية الأمريكية وتحت وطأة ما جرى، يضطر لتعليق جلسته التي كان من المفترض ان تصادق على فوز الرئيس الديموقراطي المنتخب جو بايدن. وبعد انقطاع دام ساعات، استأنف الكونغرس جلساته في مجلس الشيوخ وبعدها في مجلس النواب رفض خلالها طعون مشرعين جمهوريين في نتيجة الانتخابات الرئاسية بولاية أريزونا. لكن النقاش سرعان ما عرف تأخيرا جديدا بعد أن تقدم مشرّعون جمهوريون آخرون بطعن يدعو لإعادة فحص قانونية الانتخابات في ولاية بنسيلفانيا.
صورٌ للتاريخ..
وبعيدا عن هذه التجاذبات السياسية فإن صور اقتحام مبنى الكابيتول العريق ستبقى عالقة في الأذهان. إذ شوهد بعض أعضاء الكونغرس وهم يلبسون أقنعة واقية من الغاز فيما أظهرت صور أخرى رجال أمن الكابيتول وهم يصوّبون أسلحتهم نحو الأبواب الموصدة التي كان يقف وراءها المحتجون الذين كانوا يهمّون باقتحام القاعة.
فى الوقت نفسه بدا الرئيس ترامب معزولا حتى داخل معسكره الجمهوري. إذ صرّح ليندسي غراهام عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كارولاينا الجنوبية بان بايدن هو الرئيس الشرعي للولايات المتحدة.
وأضاف السياسي الحليف لترامب منذ وقت طويل: كفى لقد طفح الكيل..
لكن لماذا يختم ترامب فترة رئاسته بهذا المشهد المثير للجدل؟
بالرغم من أنه لم تعد إلا أيام قليلة على إنتهاء ولايته إلا أنه
إلا انه يختم عهدته بمشاهد مثل تلك التي شهدها مبنى الكابيتول مع مقتل أشخاص سقطوا ضحايا لهذا الاستقطاب السياسي.
إذ إلى جانب المرأة التي قتلت، لقي ثلاثة أشخاص آخرون حتفهم خارج الكونجرس
لكن رغم كل ماحدث فقد
قام الكونجرس الأمريكي بمهمته على أكمل وجه
ولكن السؤال ماهو مستقبل الحزب الجمهورى بعد تلك الأحداث التي شهدتها أمريكا ؟
وماذا عن عباءة دولاند ترامب فى الإقتصاد وعلاقته بالجمهوريين؟
كلها تساؤلات ولكن الإجابة
عليها مازال ينتظره الجميع.