في يوم عيدك يا أمي
كتب-وليد عبد الجليل
أمي لن أنسى أبدأ ما حييت تلك الابتسامة الباهتة التي ارتسمت على شفتيك في يوم رحيلك و هي تخفي بداخلها ألف وجع.
لن أنسى صوتك الحنون يطمأنني عليك كي لا أجزع و دقات قبل تعلن الرحيل و نظرات عينيك تودع ملامحي فكنت آخر وجه رأيتيه و ظل وجهك في عيني لا أرى سواه.
لن أنسى قسمات وجهك و تلك الملامح التي كستها تجاعيد الزمن و سنوات من الحب و الحنان و العطاء.
لن أنسى فرحتك بي يوماً و أنا أكبر أمام عينيكِ و تلك الدموع المنهمرة يوم نجاحي و يوم زفافي.
مازلت أقرأ فاتحة الكتاب التي علمتيني إياها و أنا طفل صغير و مازلت أقرأ التشهد في كل صلاة و مازلت أحفظ حكاياتك و أشعر بدفء أحاديثك.
مازلت أذكر يوم ودعتني ابتسامتك و أغمضتِ عينيك فأظلمت الدنيا أمام عيني؛ نعم مازلت أبحث عن وجهك في كل الوجوه ولا أجدك ؛ أبحث عن حنانك وعن عطائك عن وفائك فأعود محملاً بالخذلان في كل مرة .
نعم مازلت طفلكِ رغم مرور العمر و رغم الشيب الذي كلل المفرق طفل بلغ من العمر أرذله.
مازلت أبحث عن دفء أحضانك و أشتاق للبكاء بين يديك و أناملك التي كانت تداعب خصلات شعري .