الطريق (خواطر)
محمد سعد شاهين
كان شاردا، حزينا، يسير بلا هدى..كانت مشاكله قد أثقلت ظهره حتى بدا وكأنه فعلا يحمل أثقالا ..
كان يتمنى لو كان والده حيا يرزق ليغوص داخله ويبكى بحرقة ويترك وراءه كل أحزانه ..
كان يدرك أن بوفاة والده انهار السد الذى يحتمى وراءه من آلام الزمن وأوجاعه..
تكونت سحابة ضبابية أمام عينيه تحجب عنه نور الحياة ..
أبى الهواء أن ينساب إلى صدره فى سلاسة ..
وفجأة ..ثبتت قدماه فى مكانها..
كان أمامه مسجد كبير مضيء. .
سمع صوت الآذان يدوي فى كل مكان ..
كان ينساب داخل عقله ليمحى الضباب ..
يغسل شرور أفكاره ويمحو آلامه تماما..
هرول داخل المسجد وكأنه عرف السد الحقيقى الذى يبحث عنه ..
توضأ وكأنه يغسل نفسه من آثام الدنيا ..
وقف يصلي أمام ربه وقد تيقن أنه الآن داخل الحصن المنيع الذى يحميه ويقيه من مشاكله وهمومه وآثامه. .
وفى خشوع ..
بكى..
ولأول مرة كان يبكى وفى نفس الوقت يشعر بالراحة ..
لم يكن أول مرة يصلي..
ولكن كان أول مرة يشعر بالراحة. .
وبالأمل..
تمت