فصبرٌ جميـــــــــــلْ
الشاعر -عزت جاد
وتَرْشُونَ بالدَّمِ والدُّودِ والمستحيلْ
عصَافيرَ ( يافا )
ورَمْلَ ( الجليلْ )
فصَبْرٌ جميلْ
*****
وإنّا سنَرْمي عليكم ب( نونْ )
وما ( يَسْطرونْ )
وهلْ يسْتَوونْ ؟!
غُرابٌ علي حافّةِ القبرِ حَامْ
وطِفْلٌ ينامْ
علي وجْنَتَيْهِ استراحَ الَحمَامْ
كئِيبٌ . .
إذا ضاعَ في الوَحْلِ وَجْهُ النساءْ
إذا أصبحَ الدَّمُ خُبْزاً وماءْ
إذا خرَّ تحت النجيلِ النَّخيلْ
فَصَبْرٌ جميلْ
*****
وطوفتُ في الأرضِ داراً فَدَارْ
وغاراً فغَارْ
ولمْلمْتُ من كلِّ حَبٍّ وقَضْبٍ وأَبّْ
ولمْلمْتُ من كلِّ جَدْبٍ قِفَارا
ومِلْتُ إلي البحرِ والبحرُ سُجِّرْ
ومِلْتُ إلي البرِ والبرُ أَنْكَرْ
وملتُ إلي الشمسِ مالَتْ
ومال الزمانُ اسْتدارتْ
علي ظَهْرِ ( حيفا )
ورَأْسِ ( الخليل )
فصَبْرٌ جميلْ
*****
وفي القُدْسِ شابَتْ _
عيونُ المآذنْ
من الحُزْنِ واحْمرَّت الضّفتانْ
وفي القدسِ لا يزرعُ الناسُ ( أَرْزاً )
ولا ( أُقْحوانْ )
وفي القدسِ تنمو رفاتُ الضحايا
بنَاناً بنَانْ
وفي القدس نهرُ الدَّمُ المسْتباحْ
لمَنْ يشربونْ
لمَنْ يزرعونْ
لمَنْ يشتلون الجَمَاجمَ
عَرَاجينَ حبٍّ إلى ( أورشليم )
وهُزِّي إليكِ بجِذْعِ النخيلْ
تُسَاقِطْ عليكِ بطفلٍ قتيلْ
فصبرٌ جميلْ
*****
وتَعْلونَ في الأرْضِ
كي تسقطوا
وتمشونَ في المَهْدِ
كي تَعْجزوا
ويهوي عليكمْ سحابُ الدِّمَاءِ التي تَسْفِكونْ
سيولَ المنونْ
وإنّا سنَرْمي عليْكُمْ ب( كُنْ )
وإنّا سنرمي عليكم ( يكونْ )
وإنّي رأيتُ النجومَ الْلآلي
إلى ( بيتِ لحْمٍ )
قَعُوا ساجدينْ
وإنّي رأيتُ النبيَ البهيَ
_ على مَفْرِقِ القدسِ _
يَرْفو بدَمْعِ العيونِ الوَطَنْ
ويَتْلو من الذَّكْرِ " بَلْ سَوَّلَتْ "
وعنْدَ الرَّحيلْ
" فصبرٌ جميـــلْ