الصراع بين الشيطان وحزبه مع المؤمنين باقٍ إلى يوم القيامة.
بقلم/أميرة عبدالعظيم
الصراع كلمة بسيطة من ستة احرف ولكنها ليست
بسيطة فى معناها فهى تحوى فى باطنها العديد من المعانى ذات المحاور
المختلفة.
وأول هذه المحاور صراع
الإنسان مع المجتمع حيث يبدأ الصراع بداخل كل فرد من أفراد المجتمع مع اول احتكاك بمعتركات الحياة
لكن هل حقيقة هذا الصراع
تكون من أجل ضمان البقاء
والاستمرارية ام انه للحفاظ على ماقد وصلت إليه..
ام انه صراع للوصول إلى الأفضل
سواء كان هذا اوذاك فالملاحظ أن الصراع فى حد ذاته يكون له هدف وغالبا مايكون هذا الهدف قابل للتحقيق ولكن هل هذا الصراع اللذى بكمن بداخل كل فرد هو صراع شرعى ام انه..اغتصاب!!
والمعنى الضمنى لهذا الكلام
إنه إذا كان شرعيا فإنك تسعى وراء هدف نبيل وحق مكتسب.
أما إذا كان صراع عدوانى فأنت إذا فى ضلال مبين
ففي كل تجمع إنساني تنشأ علاقات تنافسيةبكون أساسها التّدافع والتّسابق على الموارد والخيرات والمال والقوّة والمنصب والجاه والنفوذ
وهذه المقاصد لا تتحقّق عفويا إنما تأتي في سياق خلافات تأخذ أشكالاً وأنواعاً متعددة: شريفة أو خبيثة وذات مظاهر فكرية أو عقائدية أو سياسية أو اقتصادية أو أمنية.
ومن أبرز المشاكل التى تعانيها الحياة الإنسانيّة هي مشكلة تحقيق التوازن بين مصلحة الفرد أو الأنا ومصلحة نحن أو المجتمع، وتبدأ المشكلة عندما تتسلَّط روح الأنانيّة على الإنسان، فتصبح مصلحته ومنفعته هما المعيار لأيِّ سلوكٍ أو موقف، أي أنَّه يصبح على استعدادٍ لأن يغلِّب الظّلم على العدل، أو الكره والتعصّب على الحبّ والتّعاون والتّسامح، ويغلِّب الباطل على الحقّ.
ويبدأ الصِّراع عندما يستشري الفساد، ويتحكَّم الظلم والاستكبار بحياة مجتمعٍ ما ويعمّ الخراب.
ولله سبحانه وتعالى حكمتة أن يخلق في النفس البشرية الشيء ونقيضه فخلق فيها الخير والشر قال تعالى: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه) وخلق فيها البغض والحب، قال تعالى:هَا أَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)
وخلق فيها الرحمة والشدة
قال تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ)
هذا التضاد والثنائية في الإنسان وهو جزء صغير في الكون ما هو إلا حالة مصغرة لفكرة الصراع الموجودة في الكون والخلق أجمعين، لتضفي على الكون حالة من التدافع والحركة التي تحول دون فساد هذا الكون، قال تعالى: (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)
ويعتبر هذا الصراع قديم بقدم الإنسانية؛ بدأ مع بدء الخليقة، فمنذ خلق الله فيها آدم -عليه السلام- وأسجد له ملائكته الكرام أعلن إبليس حربه على هذا المخلوق الجديد، وعاهد ربه على إغوائه وإضلاله، وهذا الصراع بين الشيطان وحزبه مع المؤمنين باقٍ إلى يوم القيامة، فهو صراع ماض لا مناص منه، إنه سنة من سنن الله الثابته .