أنباء اليوم
الخميس 21 نوفمبر 2024 02:31 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
محافظ بني سويف يتفقد سير ومنظومة العمل بمجمع مطاحن شركة مصر الواسطى وزير الإسكان ومحافظ دمياط يفتتحان محطة مياه دمياط القديمة وزير الدولة للإنتاج الحربى يلتقى ممثلى جرين تك إيجيبت رئيس الوزراء يلتقي وفداً من مؤسسة رجال الأعمال المصريين الصينيين د.ياسمين فؤاد تلتقى نظيرتها الإماراتية لبحث التعاون المشترك فى عدد من الموضوعات البيئية المختلفة وزير العمل يُعلن بدء صرف منحة قدرها 70 ألف جنيه للمصابين من العمال ضحايا حادث ”المطرية - بورسعيد” أسباب عدم توجه برشلونة للتعاقد مع لاعب ريال مدريد الحالي حقيقة إنتقال كريستيانو رونالدو إلى الدوري التركي محافظ بني سويف يناقش تنفيذ حزمة من الإجراءات لتطوير منظومة العمل محافظ المنوفية يشهد إطلاق التشغيل التجريبي لمشروع رفع صرف صحى طوخ طنبشا نائب وزير الإسكان يتفقد مشروعات الصرف الصحي المتكامل بمحافظة المنوفية عاجل .. الرئيس السيسى يجتمع بعدد من قادة القوات المسلحة بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية

مرفت النبوي تكتب : المفهوم الصحيح للهجرة

هناك نداءات غريبة تدعو الشباب إلي الهجرة من مجتمعاتهم واوطانهم ، وتَدَّعي أن المجتمعات الإسلامية الآن مجتمعات جاهلية وكافرة ومعوجة السلوك، إلي الحد الذي يخشي المسلم فيه علي دينه وخُلُقه .

لذلك ومن هذا المنطلق الخطأ والفاسد يري المضللون : أن الهجرة من المجتمعات الإسلامية واجبة ، كوجوب الهجرة من مكة قبل الفتح ، والذي أصبحت المدينة المنورة بمقتضاه دار إسلام ، وأصبحت مكة دار حرب ، وكلنا نعلم أنه مفهوم خاطئ للهجرة ، عندما فتحت مكة سنة ثمانية من الهجرة وصارت دار إسلام ، قال النبي صلي الله عليه وسلم : « لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونية ، وإذا استُنفِرتم فانفروا» (البخاري ومسلم ) .

الغريب أن تلك الفئة الإرهابية يستدلون علي هجر مجتمعاتنا اليوم بالآيات الواردة في الهجرة أيام الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية الإسلام وما لاقى المؤمنون وهم قلة والكفار كثرة من أذي نفسي ومعنوي وجسدي ، وكان المفروض آنذاك أن يهاجر المستضعفون من المسلمين إلي بلاد آمنة تؤويهم ، وتحترم دينهم وتمكنهم من إقامة شعائرهم ، وحتي لايتسلط عليهم كفار مكة أيضا بالتجويع والتعذيب .

اليوم يحاول هؤلاء الكارهون لنا أن يطبقوا الآيات التي وردت في شأن المسلمين الاوائل الذين عاشوا في مجتمعات كافرة وتآمرهم بالهجرة من مكة .

ورغم اختلاف الظروف والفروق بين هجرة المسلمين الأوائل وبين استقرار المجتمعات الآن ، فإن هؤلاء يستدلون علي دعوتهم الفاسدة ببعض آيات القرآن ويجعلون هذه الهجرة الآن من تمام الإيمان، يستدلون زورا بتلك الآيات في قوله تعالي ( وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُمّ مِن وَلاَيَّتِهِم مِن شَئٍ حٍتَّي يُهَاجِرُواْ ) الأنفال 72.

وقوله تعالي : ( وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنْ بَعدُ وَجَهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُلَئِكَ مِنْكُمْ ) الأنفال 75 .

إن استدلالهم بهذه الآيات يدل علي سوء فهمهم ، وفساد عقولهم، لأن الآيات التي يرددونها خاصة بالهحرة من مكة إلي المدينة ( يثرب ) ، حيث يوجد الرسول الكريم و المجتمع المسلم ، ليشترك المهاجرون من مكة معهم في الجهاد في المدينة المنورة ، ويتخلصوا من فتنة الكفار لهم واجباتهم علي الارتداد عن دينهم ، فكانت الهجرة يومئذ واجبة ، لأجل هذا السبب الذي لايوجد اليوم في مجتمعات المسلمين .

سُئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن الهجرة فقالت : لا هجرة اليوم ، كان المؤمنون يفر أحدهم بدينه إلي الله سبحانه وتعالي ، وإلي رسوله صلي الله عليه وسلم ، مخافة أن يُفتن عليه ، فأما اليوم فقد أظهر الله الإسلام، واليوم يَعبُد ربه حيث شاء، ولكن جهاد ونية ) اخرجه البخاري .

وأمان للمسلمين ؛ منع الهجرة إلي الأبد ، وهذا معني قوله صلي الله عليه وسلم « لا هجرة بعد الفتح ...... » ؛ أي لا يجوز للمسلمين أن يهاجروا من بلادهم بنية الخوف علي دينهم وإسلامهم بعد فتح مكة .

فكيف يزعم هؤلاء أن أيات الهجرة في القرآن تدل علي هجر المجتمعات الإسلامية واعتزالها ؟!

فالحكم علي بلد بأنه بلد إسلام أو بلد كفر ، يتوقف علي توفر الأمن علي الدين والنفس ، فلو عاش المسلم في بلد له دين غير الإسلام ، ومارس شعائر دينه بحرية ، فلا تجب عليه الهجرة منه.

هنا كيف نحكم علي بلد أنه غير إسلامي ؟

عندما يرفض هذا البلد رفع الأذان ، وأن تقام فيه الصلوات. وتمارس فيه شعائر الدين في أمن واطمئنان ، فهنا الحكم ويجب هجرة.

كل دول العالم بإختلاف عقائدها في الآونة الأخيرة تحترم وتدعم المسلمين وذلك بسبب الانفتاح الصناعي والتجاري والثقافي .

وكل مجتمع لديه من السلبيات حتي المجتمع الإسلامي لا يخلو منها. فهل يصلح هذا سببا للهجرة من هذه المجتمعات؟

المجتمع المثالي فقط في مجتمع رسول الله صلي الله عليه وسلم وصحابته - كانت فيه بعض الأخطاء الفرديه ، ولم يثبت أن الرسول الكريم دعا إلي الهجرة لما في المجتمع من أخطاء.

قال رسول الله صلي الله عليه « والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ونجا بقوم يذنبون ، فيستغفرون الله ، فيغفر لهم » ( مسلم ).

مفهوم الهجرة الصحيح .... هو ترك ما يؤذيك ويؤذي الناس في قول وعمل، والامتناع عما نهي الله عنه.

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم« المسلم من سلم المسلمين من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهي الله عنه » البخاري.

هناك مفهوم ايجابي للهجرة عند المسلمين الآن ؛ مثل :

الحج والعمرة.

طلب العلم

طلب الرزق

التزاور من أجل الأخوه الدينة أو الإنسانية .

الترويح عن النفس.

كلها جانب ايجابي ،يتحقق بكل سفر يقصد به .

المدعون يهجرون أوطانهم إلي جماعات تعيش في الصحاري والجبال وبين الحدود ..... أهذا وطن ؟!

وطني أحبك لا بديل ... دام عزك يا وطن.

اتريد من قولي دليل..... سيظل حبك في دمي.

لا لن احيد ولن أميل ... سيظل ذكرك في فمي.

حب الوطن ليس ادعاء ... حب الوطن عمل ثقيل.

قسما بمن فطر السماء ....ألا أفرط في الجميل.

عهد علي يا وطن ....سأكون ناصح مؤتمن لكل من عشق الرحيل .