وليد عبد الجليل يكتب : عفواً لقد نفد رصيدكم
جملة كثيراً ما نسمعها كرسالة صوتية مثبتة لدى شركات الهواتف المحمولة رداً على طلب تنفيذ خدمة في حال عدم تسديد المقابل.
و هي مبدأ عظيم يجب أن يتبناه كل منا في حياته
نعم نقولها بملء فينا لكل من لم يقدر ما فعلنا من أجله و صبرنا وتجاوزنا عن أخطائهم كثيراً .
لمن خذلونا و كنا نعول عليهم في الشدائد و كنا ندخرهم للمستقبل.
لمن تخلوا عنا واستهانوا بنا حين ضاقت علينا الأرض بما رحبت ولم يقدرونا حق قدرنا.
لمن هانت عليهم عشرتنا وباعوا ذكرانا بأبخس الأثمان.
لمن أعطيناهم الفرصة فأعادوها لنا غصة و التمسنا لهم الأعذار و لم يترددوا لحظة في الرحيل .
لمن جعلونا نلعن طيبتنا و صدق مشاعرنا و حسن ظننا بالآخرين .
لمن أفقدونا الثقة في كل شيء حين خانوا ثقتنا بهم .
لمن جعلونا نعشق الظلام و نؤثر الوحدة و نعتزل العالم و نكتفي بأنفسنا.
لمن قتلوا براءتنا و اغتالوا أحلامنا و سرقوا أجمل أيام عمرنا .
لمن قفزوا من سفينتنا نجاة بأنفسهم و تركونا نختنق غرقا .
لمن بخلوا بمشاعرهم علينا حين كانت أرواحنا عطشى لكلمة رقيقة تضمد جراحها وتروي ظمأها .
نقول لهم عفوا لقد نفد رصيدكم وندعوا الله ألا يجمعنا بهم صدفة ولا حلماً و لا واقعاً ولا خيالاً .