وليد عبد الجليل - ذلك الشتاء
ذلك الشتاء برائحة المطر و عطر الذكريات والبيت الكبير الذي جمعنا صغاراً بمن ملأوا قلوبنا بهجة و حناناً هؤلاء الذين ذابت قلوبنا ألما لفراقهم.
ذلك البيت صغير الحجم عظيم الشأن و إن ضاقت جنباته مساحة فكم اتسعت لتشملنا عطفا و حنانا لم نشعر يوما فيه بالضيق أو بالغربة فكم اتسع لنا و لإخوتنا و أخواتنا و أحلامنا التي كبرت معنا .
لم نشعر فيه يوما ببرودة الشتاء فكلما اشتد البرد ازددنا دفئا و حنانا.
كم ذابت قلوبنا فيه شوقا لعطر أمهاتنا و حنانها و رائحة طعامها و صوتها الحنون الذي طالما ملأ أرجاءه.
كم اشتقنا لصوت أبائنا الذي بث الأمان و الطمأنينة في قلوبنا.
كم ضم في جنباته قلوبا لم تغيرها الأيام و لم تشوه براءتها تقلبات الزمن.
مازال ذلك البيت القديم يداعب قلوبنا كلما هبت رياح الشتاء و روائح المطر وسكون الشوارع.
مازال رمزا لذكرى عطرة احتلت قلوبنا و لم تفارقها يوما.
مازالت نفوسنا العطشى ترنو إليه مع كل قطرة مطر ومع سقوط كل ورقة شجر.
مازال الشتاء يحمل ذكرى عطر أمهاتنا و آبائنا و روائح الزمن الجميل وأحلامنا البريئة تداعب نفوسنا شوقا و تملأنا النشوة وتذيب حبات قلوبنا .