أنباء اليوم
الجمعة 22 نوفمبر 2024 12:34 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
التضامن الاجتماعي: استمرار عمليات التقديم لحج الجمعيات الأهلية لموسم 1446هـ- 2025م حتي الخميس المقبل 28 نوفمبر نشرة الحصاد الأسبوعي لأنشطة وزارة الإنتاج الحربي المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى يناقش الجهود المبذولة لحوكمة الذكاء الاصطناعي وزير البترول يستقبل المدير العام لشركة الامارات للبترول وزير التموين والتجارة الداخلية يفتتح “سوق اليوم الواحد” في حلوان وزير الخارجية والهجرة يلتقي مع كتيبة الشرطة المصرية المشاركة في مهام حفظ السلام بجمهورية الكونجو وزير الإسكان : جار تنفيذ 1392 وحدة سكنية ضمن مبادرة سكن لكل المصريين بمدينة بدر مسئولو الإسكان يتابعون مشروعات الكهرباء والمحطات بمدن شمال الصعيد وزير الإسكان يُصدر قراراً بحركة تكليفات وتنقلات بأجهزة المدن الجديدة عاجل .. وفاة الفنان عادل الفار بعد صراع مع المرض السفير المصري في سراييفو يلتقي وزير خارجية البوسنة والهرسك وزيرة التضامن الاجتماعي تشهد فعالية المجلس القومي للطفولة والأمومة واليونيسف

أماكن وحكايات.. كنوز السلطان إينال

صورة
صورة

يقع مسجد السلطان إينال وقبته التي تحوى ضريحه بقرافة المماليك والتي تقع ناحية الشرق بجوار طريق صلاح سالم وكان البناء في هذا الموقع حينذاك يعد أول محاولة لإعمار الصحراء فى العصر المملوكى فقد حاول أمراء وسلاطين المماليك البحرية أن يقوموا بإعمار المنطقة عن طريق إنشاء مقابر لهم هناك بالإضافة إلى المساجد الصغيرة وقويت هذه المحاولات فى العصر المملوكى الجركسى الذى تلاه خصوصا فى عهد السلطان الناصر فرج بن برقوق وذلك عندما قام بإنشاء خانقاة له هناك.

وكان السلطان الملك الأشرف إينال فى الأصل مملوكا جركسيا جاء إلي مصر مجلوبا من بلاد القوقاز وإشتراه الملك الظاهر برقوق ولما آل الحكم إلي إبنه فرج بن برقوق بعد وفاة أبيه أعتقه وظل يتقلب فى مناصب الدولة الكبيرة فى عهدى السلطان الأشرف برسباى والسلطان الظاهر أبو سعيد جقمق إلى أن وصل إلى وظيفة أتابك الجند ثم صار كبير الأمراء فى عهد الأخير وإستمر كذلك حتى وفاة الظاهر جقمق وتولية إبنه المنصور عثمان الملك وعندئذ ثار الجند على الملك الجديد وإتفقوا على توليه إينال السلطنة فى عام 857 هجرية الموافق عام 1453م ولقب بالملك الأشرف إينال وليصبح السلطان الثاني عشر في دولة المماليك الجراكسة

وكلمة إينال هى كلمة جركسية أو شركسية من مقطعين و تعنى شعاع القمر وكان السلطان إينال ملكا هينا لينا قليل الأذى لم يسفك دما قط بغير وجه شرعي كما كان ينقاد للشريعة الغراء ويحب العلماء ويعتبر من خيار ملوك الشراكسة وفي بداية فترة حكمه تصادف ذلك مع فتح السلطان العثماني محمد الفاتح القسطنطينية والقضاء التام علي الإمبراطورية البيزنطية في يوم الثلاثاء 20 من شهر جمادى الأولي عام 857 هجرية الموافق يوم 29 من شهر مايو عام 1453م وقام السلطان محمد الفاتح بإرسال رسالة له تبشره بهذا النصر المبين حيث كانت تربط دولة المماليك الجراكسة والدولة العثمانية علاقات طيبة حينذاك وفي خلال فترة حكمه تمكن السلطان الأشرف إينال من إخماد سبع ثورات داخلية قامت بها الفئات المنافسة له من الأمراء كما قام بإرسال حملة حربية إلى بلاد التركمان بقيادة الأمير خوشقدم فإستولى على مدن طرطوس وأدرنة وكولك في عام 861 هجرية الموافق عام 1457م فأرسل اليه أمير التركمان إبن قرمان إعتذارا وسأل السلطان العفو عن تحرشات إمارته السابقة وطلب عقد الصلح معه في عام 862 هجرية الموافق عام 1458م ومن أهم أعماله إنشاء أسطول بحري لدفع الفرنجة الذين حاولوا إستعادة جزيرة قبرص من الحكم المصرى التي كان قد فتحها الملك الأشرف برسباى عام 828 هجرية الموافق عام 1424م كما حاصر جيشه مدينتي قونية وقيسارية ودمر تحصيناتهما العسكرية حتي يأمن جانبهما.

وقد ظل السلطان إينال فى الحكم 8 سنوات حتى مرض وخلع نفسه وتنازل عن الحكم لإبنه أحمد ثم توفى بعد هذا الخلع بيوم واحد في يوم الخميس 15 من شهر جمادى الأولي عام 865 هجرية الموافق يوم 25 فبراير عام 1461م عن عمر يناهز 81 عاما ودفن بالقبة الضريحية الملحقة بمسجده في قرافة المماليك .

وتعتبر هذه المجموعة من المبانى من أهم المنشآت الأثرية التى أنشئت بقرافة المماليك فإلي جانب المسجد والقبة نجدها تشمل مدرسة وخانقاة وهى وإن إعتدى عليها الزمان فأضاع بعض أجزائها إلا أنها إحتفظت بأغلب معالمها ناطقة بما كانت عليه من روعة وجلال ويستدل من الكتابات التاريخية على باب القبة ومن إنفصال هذه القبة عن مبانى المسجد أن الفراغ من إنشائها كان فى عام 855 هجرية الموافق عام 1451م عندما كان إينال أتابك للجند فى عهد الملك أبو سعيد جقمق أما الخانقاة والمسجد فقد أنشئا بعد أن تولى الملك فأنشئت الخانقاة عام 858 هجرية الموافق عام 1454م وأنشى المسجد عام 860 هجرية الموافق عام 1456م .

وتشرف واجهة هذه المجموعة الأثرية على شارع السلطان أحمد ويقع على إمتدادها إلى الجنوب واجهة مسجد وقبة الأمير قرقماس التين أنشئتا فى عام 913 هجرية الموافق عام 1507م ويقع ضريح إينال فى الطرف الشمالى من الواجهة وهى مربعة من أسفل تعلوها قاعدة هرمية الأركان وفتح بكل واجهة بين كل ركنين ثلاثة شبابيك معقودة ومتجاورة يعلوها ثلاثة شبابيك مستديرة وترتكز على هذه القاعدة قبة فتح بدائر رقبتها شبابيك معقودة وحلى سطحها بخطوط متكسرة على هيئة دالات ويلى القبة المسجد بمدخله الذى يتميز بطاقيته المخوصة وبمقرنصاته الجميلة ويلى ذلك المنارة وهى قائمة بذاتها في الضلع الجنوبي الشرقي للواجهة الرئيسية على يسار المدخل الرئيسى وهى مئذنة رشيقة متناسقة يبلغ إرتفاعها عن سطح الأرض 25 مترا وتتكون من ثلاثة طوابق وتقوم على قاعدة كبيرة مربعة الشكل مزينة بزخارف نباتية محفورة في الحجر ويتكون الطابق الأول من شكل مثمن مزخرف أضلاعه بحنيات مستطيلة يعلوها عقد ذو زاوية وقد فتح في أربعة منها نوافذ تتقدمها شرفة صغيرة ترتكز على ثلاثة صفوف من الدلايات أما الطابق الثاني فمستدير الشكل ومضلع ومنقوش برسوم هندسية بدبعة ويفصل بين الطابق الأول والثاني والثاني والثالث شرفة ترتكز على أربعة صفوف من الدلايات أما الطابق الثالث فيتكون من ثمانية أعمدة ويعلو هذا الطابق خوذة يأتى بعدها هلال من النحاس وتعتبر هذه المئذنة من أرشق المنارات المملوكية وأجملها وقد أنشئ المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد وهو مكون من صحن مكشوف تكتنفه أربعة إيوانات متقابلة كانت تغطيها أسقف خشبية فقدت جميعها وكان يكسو جدران رواق القبلة كما كان يكسو جدران القبة وزرة رخامية لم يبق منها إلا آثارها وبوسط جدار القبلة محراب حلى تجويفه بزخارف محفورة فى الحجر شأنه شأن المحراب الموجود بالقبة وبأسفل أرض المسجد خلوات مفتوحة على فضاء يحيط به بقايا مبانى الخانقاة التى زال الكثير من أجزائها وأهم ما بقى منها بابها الواقع بالواجهة الشمالية .

وللسلطان الأشرف إينال حمام يعد أحد الكنوز الآثرية التى يزخر بها شارع المعز ويقع بجانب المدرسة الكاملية بالجمالية وقام بتشيده السلطان الملك الأشرف سيف الدين أبو النصر إينال بن عبد الله العلائى