صوت الضمير ينادى العقل
هل يعيش المجتمع أزمة ضمير
ام أنها حالةمثيره للجدل مابين الصعود والهبوط..
هل أُنهكت بعض النفوس البشرية إلى أن وصل بها حجم المعاناة إلى وضع تجريف للضمير بل وتخدير كل الحواس الإنسانية التى وهبنا الله اياها
فالنقف معا وقفة تضامنية لنعرف ما هو الضمير؟
جميعنا يعلم أنالإنسان مادة وروح
أما المادة فهي تلك الأجزاء التي يتكون منها هذا الجسم الذي نراه وأما الروح فهي من أمر ربي لا نراها ولكن نشعر بآثارها بما يؤلف كينونتها داخل نفوسنا وإنما تتألف كينونتها من شعور وأحاسيس وشهوة وعقل، وإرادة وقدرة، ومن جزء آخر له الرياسة العليا المطلقة عليها وهو (الضمير) فالضمير هو الموجه لكل هذه الأجزاء، أو هو مركز التوجيه لهذه الأجزاء.
ويعتبر الضمير حاسة فطرية يرى بها الإنسان صواب الأمر من خطئه كما ترى العين الألوان .
والقرآن الكريم يشير إلى هذا الضمير في قوله تعالى:وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ
هذه الوسوسة أو هذا الصوت الخفي، هو صوت الضمير الذي نسمعه كل يوم يناجي عقلك ويصرفك عن الشر.
وإذا عرفنا أن الوريد عرق في العنق يرده الدم الذي به الحياة، عرفنا مبلغ قرب الله سبحانه وتعالى منا بعلمه الواسع.
وأن الله تعالى يعلم هذه الوسوسة النفسية ويطلع عليها ولكن السؤال
هل يحاسب الإنسان على نية الشر أم أنه يحاسب
على فعلته
ففي الحديث الصحيح: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار)، قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: (إنه كان حريصاً على قتل صاحبه)
فالضمير يمرض كما يمرض الجسم، فهناك ضمير سليم، وترى هذا يوجه صاحبه دائماً إلى الخير، ويصرفه عن الشر، ولا يرضى بغير ذلك بديلاً، وصاحب هذا الضمير تراه دائماً مطمئناً، وصاحب هذا الضمير يصفه القرآن الكريم بقوله:[يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي
اماالضمير المريض ترى صاحبه يخطئ ويصيب وإذا أخطأ لام نفسه ورجع إلى صوابه والرجوع إلى الحق فضيلة.
أما الضمير الميت ونعوذ بالله منه فترى صاحبه يدبر لغيره المكايد والمصائب حتى إذا أوقعه فيها سر لذلك سروراً كبيراً وهذا الشخص لا مانع عنده من أن يصل إلى غرضه ولو على جماجم البشر أجمعين ومثل هذا الشخص أضل من الحيوان لأن الحيوان لا ضمير له أما هذا فقد ميَّزه الله بنعمة الضمير، ومع ذلك لم يشكر نعمة الله عليه.
وإذا كان الضمير الإنساني يمرض كما يمرض الجسم فهل من علاج له؟!
ليس على من يريد أن يعالج ضميره إلا أن يتذكر دائماً قدرة الله عليه وأن يكرر في الخارج التزام توجيه الضمير الحي بأن يحتكم إلى ضميره في كل ما يعمل وما يفكر.
ساعياً إلى نقاء السريرة
سيراً فى طريق الهدى والنور
وفقنا الله لما فيه صلاح النفوس واستقامة الأمور.