شنطة سفر
مما لاشك فيه أن كل إنسان في هذه الدنيا لديه شنطة سفر يحتاجها حين ينوى السفر إلى أى مكان.
يعدها بل ويجتهد فى إعدادها لكى لا ينسى شئ حين يقرر الرحيل.
ولكن السؤال الحقيقي الذي وددت أن أوجهه لكل إنسان ماالذى أَعدَتَه فى شنطة السفر للرحيل النهائي والذى أقصده هنا وأشير إليه
هو الرحيل عن الدنيا والإنتقال إلى دار الآخرة
والقرآن الكريم يحتوى على العديد من الآيات العظيمة والتي تُذَكرنا بالآخرة والدعاء بالخير في الدنيا والآخرة.
يقول الله سبحانه وتعالى: وَمِنۡهُم مَّن یَقُولُ رَبَّنَاۤ ءَاتِنَا فِی ٱلدُّنۡیَا حَسَنَةࣰ وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ حَسَنَةࣰ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ.
ولهذا السبب وقع على كل إنسان أن يجهز شنطة سفره التى يحتاجها للدار الآخرة..على المدى القريب أو البعيد
فالدنيا حينما تتزين للناس وتُظهِر مباهجها ومفاتنها ينخدعُ أهلُ الغفلة بها وتغرُّهم زينتُها ويركنون إليها حتى تَشغلهم عن أُخراهم
فى حين أن أهلُ الإيمان يقفواصامدين أمامها، ثابتين على مبادئهم لا تغرّهم الفتنُ، ولا تؤثّـر فيهم زينة الحياة الدنيا، بل إنهم يكونواعلى العكس من ذلك حيث يبدلون هذه الزخارفَ والمفاتنَ إلى عوامل تثبيت ووسائل تذكير تذكِّرهم المصيرَ الأخير، وترغِّبهم في نعيم الجنة المقيم، فالمَشاهد واحدة، والصور كما هى... لكنها فتنةٌ للغافلين بل وتثبيتٌ للمتقين المؤمنين .
من هنا كان من مقاصد القرآن وأهدافه العظيمة بل والراقية ربطُ الدنيا بالآخرة والتذكير بالميعاد والإهتمام بالحقائق والمقاصد ومنتهى الأمور، والعبور بالمشاهد الحسيّة الملموسة إلى مشاهد معنوية روحية وفكرية تنفع كل إنسان في آخرته ودينه، وهي من الأمور التي متى ما إهتم كل إنسان بها وتمرّس عليها فإنها ترتقي به في شعوره وتفكيره فيعيش بين الناس بجسده، ويأكل معهم ويشرب شربهم يرى ما يرون، ويسمع ما يسمعون لكنه يحلِّق بروحه وفكره وخياله فوق السماء ويَسْرح ويسعد بعالم آخر فريد
ليس كمثلة شئ
ولهذا السبب فإنه قد وقع علينا جميعاً أن نَعُدَ العُدة والعتاد التى ستكون لنا خير زاد حين ياتى الميعاد.