إنهم أخوة ولكن ،،!
منذ فترة ليست ببعيدة تمر بنا العديد من الأحداث المليئة بالمفارقات العجيبة بل والمثيرة للجدل والتى تجعلك تضع أمامها الكثير من علامات الاستفهام والتعجب!
وضمن هذه الحالات المرضية الطارئة التي تواجهنا تلاحظ ولادة ظاهرة إجتماعية غريبة من نوعها ولكنها تحمل بين طياتها الكثير من المعاني المقلقة للغاية حيث أن هذا المولود مولود غير شرعىٌ قد ولد من رحم عطن لأنه يعبر عن حالة من حالات سوءالعلاقات الأسرية وتقطعيعها بين الإخوة فى الأسرة الواحدة ،!!
إن ما أود قوله هو أن نعلم جميعاً أن الأخوة ليست علاقات صداقة تنهيها حين يغدر بك الصديق ويخونك وتحدث بينكم مشكلة ما ..
الأخوة هي دم يجري في عروقك ، لذلك حتى لو تجاهلت وجوده في حياتك فستصرخ كريات الدم في عروقك لتشعرك بالحنين إليه !!!
فإن زرتني زرتك .. وإن أعطيتني أعطيتك .. وإن أحسنت إليّ أحسنت إليك .. فمن يقيسون عطاء الأخوة بقانون الأخذ والعطاء لن يحصدوا سوى جفاف المشاعر وتصحر الأحاسيس وتباعد المسافات!!!
من الضروري أن تضع خطوطاً حمراء لزوجتك ( أو لزوجكِ) ولأبنائك وبناتك حين يكبروا ولا تسمح لهم بتجاوزها فيما يختص بإخوانك وأخواتك ..
فأغلب مشكلات القطيعة بين الإخوة تكمن في تدخل الزوجات أو الأزواج والأبناء والبنات وإيغار صدور الإخوة على بعضهم البعض .
لذلك لا تسمح لهم أو لغيرهم أن يتدخلوا في تشكيل إطار علاقتك بإخوتك ويدفعوا بك نحو طريق القطيعة والبعد ،
وإذا ما سمحت بذلك فسترى المشهد نفسه يتكرر بين أبنائك والقطيعة تدب بينهم وأنت تتحسر عليهم .
قال سبحانه على لسان موسى عليه السلام فى سورة المائدة:
قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ
جمال الأخوة وروعتها أن تشعر أختك أو أخاك بقيمته في حياتك .. باشتياقك له بأن أمره وهمومه ومشكلاته تهمك
و بأن دموعه تنحدر من عينيك قبل عينيه .
أن تسنده قبل أن يسقط أن تكون عكازه قبل أن يطلب منك ذلك ..
أن تكون له حاىط الصد لكل من يشاكله أو يعتدى عليه
الأخوة ليست أسماء متشابهة في بطاقة رسمية ولا أوراقاً مرسومة في شجرة العائلة ولا أرقاماً هاتفية مسجلة في هاتفك ..
أنتم إخوة حملتكم الرحم نفسها ، وأرضعتكم الأم نفسها ، وعشتم في البيت نفسه ، وأكلتم من طبق واحد نفسه وشربتم من الكوب نفسه، ولكم من الذكريات الجميلة مايجمعكم ، ولذلك لن تستطيع أن تمحو كل ذلك ، وحتى لو حاولت ستشعر في نهاية كل يوم بتأنيب الضمير فالدم الذي يسري في عروقك سيشعرك بالحنين لإخوة يقاسمونك كريات دمك نفسها .
فإياك ثم إياك أن تفرط بأخوتك من أجل أي شئ في هذه الدنيا فكل شئ يمكن تعويضه ولكن إخوتك إن ذهبوا فلن يأتي غيرهم .
وبر الأم إن ماتت نوصله في بر الخالة .
وبر الأب يوصل في بر العم .
نسأل الله عزّ وجل أن يؤلف بين قلوب المسلمين.