أنباء اليوم
السبت 22 فبراير 2025 10:34 مـ 24 شعبان 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
برشلونة في ضيافة لاس بالماس من أجل الاستمرار علي قمة الليجا وزيرة التنمية المحلية : إنطلاق القافلة التنموية الشاملة بقرية بهبيت بالعياط لخدمة المواطنين الأولي بالرعاية التعادل الايجابي يحسم مباراة الاهلي والزمالك ”مستقبل وطن” يطلق مسابقة أوائل الطلبة للمرحلتين الإبتدائية والإعدادية وزير التربية والتعليم يشارك فى احتفالية ”مرور 70 عامًا على التعاون التنموي بين مصر واليابان” المباحثات المصرية البحرينية إيجابية وبناءة وتمهد الطريق لتعاون أكبر يعزز التنافسية الاقتصادية للبلدين الاثنين..مناقشة رواية العقوبة البديلة بنقابة الصحفيين وزير التعليم العالي يستعرض فعاليات زيارته لجامعة المنوفية رئيس الوزراء يصل دولة الكويت الشقيقة في زيارة رسمية لتعزيز مجالات التعاون المشترك محافظ المنوفية يستقبل نائب وزير الصحة ويترأسان إجتماع المجلس الإقليمي للسكان البرلمان العربي والاتحاد البرلماني العربي يوقعان مذكرة تعاون نائبا رئيس جامعة الأزهر يفتتحان معمل كمبيوتر متطور بكلية الهندسة للبنات بالقاهرة

الحب علاج الإكتئاب .. بقلم - محمد عبدالعاطي دهشان

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

المكتئب إحساسه مرهف .. يسهل جرحه .. شديد الإحساس بالألم .. يمزقه الحزن .. يعذبه ضميره .. يشعر أنه مخطئ آثم في حق الآخرين .. يتهم نفسه ولا يتهم غيره .. يرى في نفسه الشر ويرى الآخرين ضحايا له .. يشعر بالعجز والضعف والوهن وقلة الحيلة والهوان والمذلة والخزي .. ويتمنى الموت وقد يسعى إليه وينهى حياته بيديه .. وبذلك يكون قد وصل إلي أعلى قمة جبل الحزن .. ويقذف بنفسه من فوقه خلاصاً من عذاب لا يحتمل .

الاكتئاب مرض يصيب الوجدان فتضطرب المشاعر وتختلط .. في البداية يشعر الإنسان المكتئب بتنميل في مشاعره .. كأن شيئاً تعطل .. توقف عن الاستقبال والإرسال .. ويندهش المريض وينزعج ويشعر بالألم .. الألم من أجل انه لا يشعر ولا يحس .. وهذا أمر عجيب أن يتألم الإنسان لأنه لا يشعر .. إذن من أين يتألم ؟ أليس الألم مصدره الوجدان الحي ؟ نعم إن هذا الإنسان وجدان لم يمت .. إنه في حالة تنميل .. أي في حالة توقف مؤقت .. ويكون الإنسان مستبصراً .. أي يستطيع أن يشعر بوضوح بذلك العطل المؤقت الذي أصاب وجدانه ..

وبالتالي يكتشف هول المصيبة التي ألمت به .. وهذا هو ألم الفقد .. ألم من ضاع منه شيء ثمين .. إنه الألم من أجل نفسه .. ومما لا شك فيه أنه بقى من وجدانه جزء قادر علي الألم .. جزء قادر علي الإحساس .. جزء قادر علي إدراك ما تعانيه بقية الأجزاء من تعطل وتوقف .. إنه هنا يأسي نفسه ، يشعر بالإشفاق من أجلها إنه كالزاهد عن العالم من حوله .. كالغريب .. كمن يراه هذا العالم لأول مرة .. يشعر كأنه يحلم .. يفقد الاتصال المباشر بهذا العالم .. لا يستطيع أن يمسك شيئاً ليتأكد من وجوده .. إذا أمسكه فكأنه لا يمسكه ، أي لا يشعر به ..

هذه مسافة سحيقة تفصله عن كل شيء ويتساءل ما هذا ؟ ومن هذا ؟ وقد يتساءل عن نفسه فيندهش .. من أنا ؟ من أكون ؟ وما علاقتي بهذا العالم ؟ يشعر بجمود في عواطفه تجاه العالم من حوله .. حالة من الحيادية .. لا كره ولا حب .. ويشعر بنفس الشيء تجاه نفسه .. إنه يندهش لنفسه .. وهذا الإحساس يصاحبه ألم وجزع .. إحساس مؤلم ومزعج ويثير الزهق و القرف .. وأحياناً الرغبة في الموت ! .. أي انفصال الإنسان واندهاشه للعالم من حوله باختلال الواقع وانفصاله عن نفسه واندهاشه لها .

وقد نجد ضمن أعراضه أمراض أخرى كالقلق الشديد والمواقف الحادة جداً التي يتعرض فيها الإنسان لكارثة أو مصيبة ، وفي بعض حالات الفصام وبعض إصابات مراكز معينة في المخ .

كما أن أحد أسباب الاكتئاب الهامة أو أن جوهر الاكتئاب هو فقدان موضوع الحب – فإن علاج الاكتئاب يكمن أيضاً في الحب .. ♥

حقيقة أن للاكتئاب أسبابه الكيميائية أيضاً والتي تعالجها العقاقير إلا أن الحب ذاته ضرورة لاستعادة المريض للحياة .. لابد أن تكون هناك يد حانية تطبطب عليه وتمسح علي رأسه وتأخذ بيده ♥ .. لا بد أن يشعر أن هناك ولو إنساناً واحداً يهمه وجوده واستمراره .. أن هناك ولو إنساناً واحداً يهتم به ويرعاه ويقف بجانبه ويشاركه أحزانه .. إن هذا الإنسان سوف يجسد للمريض أجمل المعاني التي ستعيد له ثقته بالحياة وهي معاني الإخلاص والوفاء والصدق .. سيرى الحياة من خلاله جميلة وتستحق أن يحياها معه.. ♥

إن من يفقد إيمانه بالناس يفقد رغبته في الحياة تماماً .. تصبح الحياة مؤلمة معذبة ويسعى للخلاص منها .. إن لحظة الخلاص من الحياة لحظة اليأس الكامل حين تقفر الدنيا من الأحباء المخلصين الصادقين .. إذا أردت أن تعيد إنساناً للحياة فضع في طريقه إنساناً يحبه .. إنساناً يؤمن به .. العقاقير وحدها لا تكفي .. العقاقير حين تكون مغموسة في الحب تصبح أكثر فاعلية .. في الحقيقة الحب وحدة يكفي لعلاج الاكتئاب… ♥