صورة اليوم: ”قبة الخلفاء العباسيين”
أنشأتها شجر الدر زوجة السلطان الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب، وذلك عام 640هـ/ 1241م، وتقع خلف مشهد السيدة نفيسة داخل حوش الخلفاء العباسيين بقرافة السيدة نفيسة بحي الخليفة بمدينة القاهرة، وتلاصق هذه القبة جامع السيدة نفيسة من الناحية الجنوبية الغربية
وكان هذا الحوش يعرف في العصر الفاطمي بتربة بني المصلي، وتعتبر هذه القبة من الآثار المثيرة للجدل بين الأثريين، فالقبة تخلو من أي نصوص كتابية تبين تاريخ الإنشاء مما جعل علماء الآثار يختلفون في تأريخها إختلافاً كبيراً، فالبعض يرى أنها تعود للعصر الأيوبي نظراً لتشابهها مع قبة شجر الدر، بينما يرجعها آخرون للعصر المملوكي البحري إستنتاجاً من بعض النصوص التاريخية التي أوردها المقريزي وغيره، وأشهر المقابر الموجودة داخل القبة مقبرة أبي نضلة سفير الخلافة العباسية في القاهرة على عصر الصالح نجم الدين أيوب، والقبة عبارة عن مربع طول ضلعه تسعة أمتار ونصف تقريباً تعلوها منطقة انتقال ذات أهمية خاصة نظراً لأصالتها وعدم تجديدها في عصور لاحقة، كما أنها مزخرفة بألوان مائية على الجص بالأخضر والأحمر والذهبي والأسود تعتبر قمة في الجمال والذوق الفني الرفيع، ويعلو ذلك كله قبة الضريح.
تكون هذا المدفن من مساحة مربعة الشكل يبلغ طول ضلعها من الخارج 9.45 م، ويلاصق مدفن السيدة نفيسة من الجهة الجنوبية الغربية، وتتوسط الثلاثة جدران الأخرى ثلاثة مداخل يقع المدخل الرئيسى منها فى الواجهة الشمالية الغربية، وتم سد المدخلين الآخرين وتحويلهما إلى نافذتين، ويقع المحراب فى منتصف الجدار الجنوبى الشرقى ويتكون من دخلة معقودة بعقد منكسر زين من الداخل بزخارف مشعة تنتهى بحطات من المقرنصات تتسع كلما إتجهت نحو الخارج، ويحيط بعقد دخلة المحراب إطار من الكتابات المنفذة بالخط الكوفى على أرضية من الزخارف النباتية والهندسية، ويقطع بدن المحراب أسفل العقد المنكسر مباشرة شريط من الخشب يزين زخارف كتابية منفذة بخط النسخ.
لهذا المدفن ثلاث واجهات حرة والرابعة ملاصقة لمدفن السيدة نفيسة، والواجهات الحرة هي الواجهة الشمالية الغربية والشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية، وتشابه هذه الواجهات الثلاثة من حيث زخرفة كل منها بثلاث دخلات ذات عقود منكسرة مشعه مزينة من الداخل بالمقرنصات وبناصيتى كل واجهة شطف مقرنص عرضه 56 سم ينتهى بأربعة صفوف من المقرنصات، ويشغل الدخلة الوسطى فى الواجهتين الشمالية والغربية والشمالية الشرقية فتحة مدخل تؤدى إلى داخل المدفن بينما فى الواجهة الجنوبية الشرقية يتوسطها دعامة بارزة مشطوفة من أعلى تقع خلف دخلة المحراب.
يغطى المدفن قبة محمولة على صفين من المقرنصات، كل صف مكون من ثلاثة حنايا معقودة بعقود منكسرة ومغطاة بطبقة من الجص ويزين بعضها أشكال زخرفية تشبه البخاريات بداخلها زخارف هندسية ونباتية، ويشغل المساحة بين مناطق الإنتقال نوافذ ثلاثية كل منها تتكون من ثلاثة فتحات معقودة بعقد منكسر،ويغشيها شبابيك من الجص المعشق بالزجاج الملون. ويعلو منطقة الإنتقال شريط من الكتابات المنفذة بالخط الكوفى، يلى منطقة الإنتقال رقبة إسطوانية قصيرة لا نكاد نميزها عن بداية إستدارة خوذة القبة تحتوى على شريط من الكتابات الكوفية ذات هامات مضفرة، يليها خوذة القبة المزخرفة بزخارف نباتية وهندسية داخل دوائر مفصصة، وتعتبر منطقة إنتقال القبة غاية فى الأهمية لأصالتها و عدم تجديدها فى عصور تالية، بالإضافة إلى زخرفتها بالألوان المائية على الجص.
لهذا المدفن مدخلين، الرئيسي فى الواجهة الشمالية الغربية ويتكون من فتحة مستطيلة معقودة بعقد مدبب يعلوه دخلة أخرى ذات عقد منكسر مشع من داخله وعلى جانبيه دخلتان معقودتان بعقود منكسرة ولكن أصغر حجماً من فتحة المدخل. والثاني المدخل الشمالي الشرقي، وقد سد وتحول إلى نافذة، ويتكون من فتحة مستطيلة يعلوها عتب مستقيم يتوجه دخلة معقودة بعقد منكسر مشع من داخله.
توجد النوافذ في هذا المدفن في المستوى العلوي من المدفن في أواسط منطقة الإنتقال، وهى نوافذ ثلاثية تتكون كل منها من ثلاث دخلات، دخلتان في المستوى السفلي يعلوهما دخله ثالثة (قنديلية بسيطة)، ويتوج كل دخلة عقد منكسر، ويغشي هذه الفتحات شبابيك من الزجاج الملون المعشق بالجص. وإستحدث في المستوى السفلي لهذا المدفن نافذتين كان في أصلهما فتحتا باب تم اغلاقهما وتحويلهما إلى نوافذ.