”أنا وأنت والحقيقية المطلقة” بقلم - أميرة عبدالعظيم
القطار وسيلة ..
والكهرباء وسيلة ..
والطاقة الذرية وسيلة ..
وغيرها من الوسائل
التي يكون دورها في خدمة الإنسان
لتحرره من الضرورات المادية
فيفرغ إلى الفكر والتأمل وإثراء روحه بالمعرفه الحقة
ولكن ،، بدلاً من أن تكون هذه الوسائل في خدمتنا
أصبحنا نحن في خدمتها
نكد ونكدح ونتعارك ونتكالب لنملك سيارة وراديو وتلفزيوناً ..
وإذا امتلكنا هذه الأشياء ازددنا نهماً ورغبة لنمتلك
سيارة أكبر من التي قبلها
وقارباً ثم يختاً ثم فيلا وحديقه وحمام سباحه
وطائرة خاصه إن أمكن ..
ونتحول إلى جوع أكال يزداد جوعاً كلما امعن في الشراء
وحلقة مفرغه من الأطماع لا تنتهي إلا لتبدأ
العالم أصبح مسرحاً مجنوناً
يهرول فيه المجانين في اتجاه واحد نحو القوه المادية
أختفى الإيمان بالله ، وأختفى معه الإحساس بالأمن والسكينة والطمأنينة
وأصبحت الصورة الفلسفيه للعالم في غابة يتصارع فيها المخلب والناب
صراع طبقي ، وصراع عنصري ، وصراع عقائدي
فالوسيلة المادية لا تمنح النفس أمناً ولا سكينه
وإنما هي لتسير الحياه ، أما القلق الروحي لا يزول بهذه الوسائل
بل يتفاقم بإزدياد حضوع الإنسان لهذه الوسائل
ولا تنزل السكينه على القلب ولا تعمر الروح بالطمأنينة
ولن يشعر الأنسان أنه أصبح هو حقاً
وأنه أدرك ذاته وتعرف على نفسه ومكانته إلا من خلال
إدراكه ( لله الواحد الكامل )
وأن كل شي موجود لحكمه وأننا راجعون إليه ،
وأن آلامنا وعذابنا لن تذهب عبثاً واننا حقيقه مطلقة .