راندا عطوان تكتب: الباحث العلمي بين المطرقة والسندان
البحث العلمي من الموضوعات التي يجب أن تلاقي اهتمام كبير من المهتمين بالعلم والمجتمعات المتحضرة، لأن العلم أساس تقدم الأمم،
وكلما كان للبحث العلمي مكانة كلما وضعت الدولة قدميها على الطريق الصحيح.
وإذا كنا نتحدث عن البحث العلمي وأهميته واعتباره أساس تقدم الدول، فلابد أن نقف جاهدين للبحث عن أسباب تدهور البحث العلمى أو بالمعنى الأدق عن أسباب عزوف محبي العلم والباحثين العلميين عن استكمال المسيرة العلمية فأصبحنا نجد كثيرين من الباحثين يترك مجاله العلمي وشغفه بالعلم ليتجه إلى العمل المهني أكثر من الأبحاث الأكاديمية،
حتى تراهم عازفين عن فكرة محاولة ربط أبحاثهم بأعمالهم المهنية والإستفادة منها وأصبحت كلمة لقد فقدت الشغف العلمي متداولة بكثرة على جروب الباحثين والدراسات العليا،
وبدأ ينزوي الباحثين في آخر الأمر وبدأت تظهر فئات أخرى لا تنم إلا عن خلل مجتمعي ونفسي عميق.
تلك الفئة التي تتجه للبحث العلمي من باب الوجاهة والمنظرة وهم لا يملكون الموهبة العلمية الحقيقية..
نعم أنا أرى أن حب البحث العلمي والمضي قُدُماً هو موهبة وهبةٌ من الله يمنحها لمن يشاء وليست لأي مخلوق.
ونظراً لافتقارهم لتلك الموهبة بدأ الإتجاه إلى "بائعي العلم"
أعرف أنه مصطلح غريب لكن للأسف ظهر فعلاً من يقوم ببيع العلم لتلك الفئة فيقوم بعمل بحث له حتى تطور الأمرر لبيع الرسائل العلمية ولكل رسالة ثمن
ثم ظهر أيضاً البياعيين الغشاشين مما زاد الأمر سوءاً
فقام البائع بغش البضاعة فأصبح يبيع أي كلمتين لكل من يدق بابه وبما أن المشتري جاهل فلن يسطيع التفرقة بين الجيد والرديئ.
وفى وسط كل هذا الزخم المؤلم لضمائرنا العلمية لما نراه يظل الباحث الصغير المجتهد المحب للعلم هو الركيزة الأساسية للبناء والتنمية، لكنه لايملك تكاليف البحث العلمي واصبح بين فكي الرحى، لاقادر على ترك العلم ويعافر من أجل الوصول ويرفض أن يبيع ضميره العلمي ومبادئه وبين أن يترك الأمر برمته ليبحث عن باب رزق له ويصبح ما بين المطرقة والسندان كما يقولون.
لذا كان لزاماً على الدولة المصرية التوسع في دعم البحث العلمي ورعاية الباحثين، ونتيجة للدعم غير المسبوق الذي قدمه الرئيس عبد الفتاح السيسي للعلماء والباحثين ولتطوير مجال البحث العلمي شهدت تلك المنظومة قفزة هائلة، ونجحت المراكز والهيئات البحثية في تعميق التصنيع المحلي وتقليل الاستيراد وخلق فرص عمل تكنولوجية جديدة.
إعلان
وشهدت السنوات الـ8 الماضية من حكم الرئيس السيسي اهتمامًا ملموسًا بالبحث العلمي في مصر وخلق البيئة العلمية المشجعة للباحثين والمبتكرين بهدف إحداث تطوير إيجابي في كل المجالات بما يتماشى مع خطط التنمية في مصر وتحويل مخرجات البحث العلمي إلى تطبيقات يستفيد منها المجتمع المصري، وتلبي احتياجاته في كل المجالات، وتجسيدًا لذلك تم مضاعفة الميزانيات المخصصة للتعليم العالي والبحث العلمي خلال السنوات الماضية لتبلغ في مشروع موازنة 2022- 2023 للتعليم العالي والبحث العلمي 85 مليار جنيه.ونتيجة لهذا الدعم غير المسبوق من الدولة المصرية تقدمت مكانة مصر في مؤشر الابتكار العالمي من المرتبة 105 خلال عام 2018 إلى المرتبة 96 خلال عام 2020، واحتلت المرتبة 26 في مجال النشر الدولي من بين 232 دولة من قائمة دول العالم لعام 2021 مقارنة بالمركز 28 في عام 2020، وذلك وفقًا لإحصائية صادرة من هيئة سيماجو (SCImago) العالمية، حيث بلغ النشر الدولي لمصر في المجلات المفهرسة عالميًا 38.651 ألف بحث عام 2021 مقارنة بـ31.786 ألف بحث عام 2020 بزيادة قدرها 21.6%.
وختاماً: إذا كانت الدولة إمكانياتها لا تتحمل أناشد رجال الأعمال من باب المسؤلية الإجتماعية أن يقف بجانب الباحثين العلميين والبحث العلمي.
وأهمس فى أذنهم أيضاً أن تلك المساهمات سوف تكون لها بصمة مجتمعية تزيد من قوة تواجد وجودهم بالمجتمع وتعود عليهم أيضاً بالخير والربح.
على الجميع أن يتكاتف فعلاً لدعم البحث العلمي لأنه بمثابة باب التقدم للأمم.