الشعوذة بين الحلم والواقع
يلجأ الأنسان الى الشعوذة حين يجد نفسه أستنفذ كل كل طاقاته فى الوصول الى مايريده ويجد نفسه استنفذ كل الحيل للوصول الى مبتغاة دون تحقيق رغباته التى حارب من أجلها وحين يدرك ان تحقيق غرضه لايتوقف عليه او على شىء يتحكم فيه . فى هذه اللحظة يبدأ تفكيرة فى البحث عن ضوء جديد يتعلق به .
يبحث فى عالم الشعوذه عن مهرب لضائقته الماليه بالبحث عن الكنوز المدفونه بباطن الأرض أو تجارة الأثار أو البحث عنها وهنا يسلك طريق الشعوذة ويلجأ الى اشخاص قد يجد فيهم ضالته ويترك عالمة الحقيقى ويبحث عن الخيال فى وجود علاقة سببيه خفيه فى عالم الأرواح ورحلة البحث عن كنز ينتشله من عالم الفقر الى عالم الثراء ولاشك أن السذاجه وخفة العقل لهما دور كبير فى تسويغ الشعوذه والمعتقدات الخرافيه وتدعيم أنتشارها بين فئة من البشر يسعون الى الثراء فى باطن الأرض ونجد فى الأساس بأن الأنسان يخدع نفسه قبل أن يخدعه المشعوذ . فتجد الشخص الذى يوهم نفسه بهذا الطريق ولايجد فيه ضالته يصاب بعد ذلك بمرض القلق والوسواس القهرى والأكتئاب ويحاول أن يخدع نفسه وأيهامها بأن الأمور لاتزال تحت السيطرة بدلا من مواجهة الأمر الواقع بشجاعه وحكمه ونوع من العقل يتصرف فى كل ماهو محيط بعالمه بنوع من الواقعيه بدلا من العالم الأفتراضى الذى رسمه لنفسه ويبدأ فى رحلة التخبط مابين الواقع والحلم .
لا شك أن السذاجة وخفة العقل لهما دور كبير في تسويغ الشعوذة والمعتقدات الخرافية وتدعيم انتشارها، لكن الأمر الجوهري، في نظرنا، يتعلق في الأساس بحاجة الإنسان إلى خداع نفسه. فحين يفلت زمام الأمور من يد الإنسان وتحيط به المخاطر، ويدرك عجزه أمام قوى الطبيعة، عندئذ يتملك الإنسان قلق عميق قاس لا يقوى على تحمله .
وهذا الأمر نجربه جميعًا؛ فكثيرًا ما يلجأ أشخاص ذوو مستويات تعليمية عالية إلى ممارسات خرافية إذا ما أعوّزهم العلاج من مرض أو عقم لم يكتشف له علاج. كذلك ينتشر بين العشاق الاهتمام بالأبراج والاعتقاد بتوقف صفات البشر عليها رغبة في الاطمئنان على مستقبل علاقاتهم الغرامية مع منْ يحبون والتأكد من عدم خيانته أو سوء معاملته في المستقبل، وهو ما يشكل الخوف الأكبر للعشاق. بل يظهر هذا الأمر في ممارسات أقل شأنًا؛ كالتفاؤل بشيء أو شخص معين والتشاؤم منه. وفي ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة، وانعدام كل أمل في التغيير بعد إجهاض الثورات العربية، فإن معدل الخرافات يتزايد يومًا بعد يوم، ولن يكون الأمر غريبًا إذا أصبحنا ذات يوم نمشي في الشوارع معلقين في رقابنا تمائم وأصدافًا وتجد الشباب يلبسون فى ايديهم الحظاظات وغيرها!
وهنا لابد وأن يكون لرجال الدين وقفه وعظه وعودة الى التعاليم الدينيه سواء
بالمساجد او المدارس والجامعات ويكون للأسرة الدور الهام فى غرس القيم
الدينيه لأفراد الأسرة حتى لانخلق مجتمع يعيش على الأوهام بين رد المطلقه
وجلب الحبيب وحجاب زيادة الرزق والخاتم السحرى.