أنباء اليوم
السبت 21 ديسمبر 2024 06:22 مـ 20 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

رأى على مسرح الحياة الاقتصادية .. الذهب والفضة والاستقرار

هل ستصبح الفضة البطل الرئيسي على مسرح الحقبة الزمنية من تاريخ هذا القرن؟!

منذ نهاية سبعينات القران 19 أصبحت الفضة التي كانت بأهمية الذهب نفسها حتى 1873 معدنا ثانويا يستخدم في الأغلب في سك العملات في الدول الهامشية وكان لذلك تأثير هائل في النظام النقدي.

فما بين 1873 ونهاية العقد، تراجعت قيمة الفضة بما يقارب 20 في المائة مقارنة بالذهب، بعد أن كان يتم تداول المعدنين بقيمة ثابتة طوال 70 عاما. وشهدت الدول العاملة بقاعدة الذهب موجة إنكماشية حادة إستمرت حتى أوائل تسعينيات القرن الـ19.

غير أن تقدير التداعيات الحقيقية أكثر صعوبة لعدم توافر حسابات قومية شاملة عن سبعينيات هذا القرن، وإن كانت المؤشرات، كالإنتاج الصناعي، تعكس ركودا حادا ومطولا في دول عدة

ففي ألمانيا مثلاً، تعرف أعوام ما بعد 1873 بحقبة الأزمة.

وبشأن النظام المعدني العالمي، فإن آلية عمل نظم العملات في القرن الـ19 إختلفت إلى حد كبير عن النظام النقدي الحالي، حيث كانت النقود تربط بالمعادن الثمينة "السبائك"، وكانت العملات المعدنية يتم سكها من السبائك، وكانت النقود الورقية قابلة للمبادلة مقابل السبائك بقيمة مضمونة.

وفي أوائل القرن الـ19، تم ربط عملات معظم الدول بالفضة ـ ما عدا في المملكة المتحدة، والولايات المتحدة بداية من منتصف ثلاثينيات القرن نفسه، اللتين استخدمتا الذهب. أما فرنسا، فقد ربطت عملتها بالذهب والفضة كليهما.

فوفقاًللتاربخ الفرنسي الذي يذكر بأن فرنسا كانت آنذاك إحدى ركائز إستقرار النظام النقدي العالمي: فمن خلال آلية تعرف باسم قانون جريشام، كانت التغيرات في كميات الذهب والفضة العالمية تؤدي أساسا إلى تغيرات في تكوين العملات في فرنسا، بينما ظلت أسعار الصرف بين عملات الذهب والفضة مستقرة. كذلك كان نظام المعدنين أكثر فاعلية في الحفاظ على استقرار الأسعار .

وظل نظام المعدنين العالمي قائما بسلاسة ويسر حتى 1850 تقريبا حينما أدت اكتشافات الذهب الضخمة في كاليفورنيا وأستراليا إلى زيادة إنتاج الذهب عالميا بخمسة أضعاف.

تدريجيا، أدرك خبراء العملة خطر هذه التطورات على نظام المعدنين.

حيث أنه لو أن الذهب أقصى الفضة تماما من العملات المعدنية الفرنسية، لأصبحت فرنسا من الدول المطبقة لقاعدة الذهب بحكم الواقع، وإنقطع الرابط بين عملات الذهب والفضة، وإنقسم العالم إلى كتلتين

ربما أدى ذلك إلى تحركات حادة في أسعار الصرف والأسعار عموما...