أنباء اليوم
الخميس 21 نوفمبر 2024 11:46 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
رئيس الوزراء يبدأ زيارة محافظة الوادي الجديد لتفقد وافتتاح عدد من المشروعات وزير الرياضة: لن نتخلى عن أبناء محمد شوقي لاعب كفر الشيخ وسندعم زوجته صندوق النقد الدولي: مصر تنفذ إصلاحات جوهرية للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي نبذه عن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير ” محمد الشناوي” ”أصالة” تروي أولى ”حكايات الطرب” في موسم الرياض محافظ الوادى الجديد: انطلاق أول ”سباق هجن” محافظ الجيزة يقود حملة لمنع الإشغالات والتعديات للمحال والمنشأت التجارية البرلمان العربي يدين تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بضرب جمهورية العراق وزير الخارجية والهجرة يتوجه إلى الكونجو الديمقراطية في زيارة ثنائية الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب يكرم وزير التموين بجائزة التميز والانجاز المصرفي العربي للعام 2024 وزيرة التنمية المحلية تتابع مع محافظ البحيرة تنفيذ المبادرة الرئاسية” بداية جديدة ” خمس لاعبين يتنافسون علي أفضل لاعب بالشهر في الليجا

الذكاء الإصطناعي ثورة هل يمكن تطويعها؟ قطوف اقتصادية بقلم - أميرة عبد العظيم

أ/ أميرة عبد العظيم
أ/ أميرة عبد العظيم

إنتشرت التكنولوجيا الحديثة على كافة الأصعدة والمستويات وامتدت أزرعها في كل مكان،

ومع ظهور الذكاء الإصطناعي إندلعت ثورة في عملية إنشاء المحتوى ومشاركته وتنظيمه

وقدتجاوز ت إمكاناته وقدراته إنشاء النصوص لتشمل الصور والتصاميم ومقاطع الفيديو والشعارات

ومن ثم فقد أثّر الذكاء الإصطناعي بشكل كبير في المحتوى المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي ظل زيادة الإهتمام بالتطبيقات الجديدة بهذه التقنية المستمرة في الانتشار

وجد مشرعون أمريكيون وأوروبيون ضرورة وضع قوانين ناظمة لإستخدام هذه التكنولوجيا الحديثة، خصوصا حين أقروا بضرورة تقنين إستخدام الذكاء الاصطناعي، مع مخاطره المحتملة.

فالذكاء الإصناعى يعتبركغيره من التقنيات الحديثة، يعد سلاحا ذو حدين، يقدم عديدا من الفرص والتحديات في نفس الوقت.

وفى هذا السياق يوجد قلق بشأن وتيرة تطوير الشركات لأدوات الذكاء الاصطناعي، ولا سيما فيما يتعلق بفكرة إمكانية إنتشار المعلومات المضللة، خاصة في عالم التواصل الإجتماعي المتسارع بشكل مستمر، ولا يمكن التغاضي عن تأثير التكنولوجيا في المحتوى الذي نستهلكه ونشاركه، فمع وجود 4.62 مليار مستخدم نشط في جميع أنحاء العالم، خاصة منصات التواصل الإجتماعي التي تحتل موقع الصدارة في نشر المعلومات، وفقا لإحصائيات رسمية.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغير النتائج؟

لا أحد يمكنه تحديد مدى قدرة هذه الأنظمة وتأثيرها في قرارات الإنسان العادي، فهي أصبحت قادرة بشكل مذهل على أن تفعل أي شيء سواء كان مقطع فيديو، أو كتابة مقال أو تقرير من كلمات محددة، ولا يتوافر لأي شخص القدرة على تمييز الحقيقي وما تم إنشاؤه بوساطة الذكاء الاصطناعي.

وإذا كان الوضع هكذا، فإن إحتمالات تأثير الذكاء الاصطناعي فهو خطر حقيقي مقبل، ما لم يتم التصرف بشكل عاجل لمنح الإنسان العادي قدرة التمييز بين ما هو حقيقي وما هو من توليد هذه التقنية المخيفة.

وفي دراسة لشركة ماكينزي الإستشارية، التي راقبت على مدى عامين أثره في عديد من القطاعات الاقتصادية وما هو غير مألوف، إذ أنه يجعل الأخطار تتجلى بطرق جديدة وصعبة، فعلى سبيل المثال، التحيز بين الموظفين الأفراد عند تقديم المشورة للمستهلكين واقعي ومرصود كخطر في بيئة الأعمال، لكن عندما يقدم الموظفون المشورة بناء على توصيات الذكاء الاصطناعي على أساس أن التقنية أكثر دقة ـ وإن كانت توصياته متحيزة أصلا ـ فإن النتيجة أن المؤسسة ـ واقعا ـ أصبحت كلها متحيزة في عملية صنع القرار لكن بشكل منظم ومنتظم، وفي عالم مثل هذا إن تم تأكيد بعض الاستنتاجات التي يتوصل إليها بمقطع فيديو أو تصريح صحفي لرئيس تنفيذي حول أن مستوى أرباح الشركة قد انخفضت، وإذا تم تسريب كل هذا للأسواق فإن الخسائر ستكون فوق التوقعات، ومثل ذلك في قطاعات العقار والأسهم والدواء،

كل ذلك يحدث إذا لم يستطع الإنسان التمييز بين ما هو حقيقي حدث في الواقع وبين ما هو من إنتاج هذه التقنيات.

وهناك خطر آخر لا يقل عن سابقه، وهو الخطر الكامن خلف نتيجة تصورات الذكاء الإصطناعي، كيف يمكن مقاومة الثقة والإعتماد المطلق على هذه التقنيات، فقد تعود الإنسان منذ إكتشاف الحاسب الآلي على عدم مناقشة مخرجاته، فإذا لم نعد ندرك ما المدخلات أصلا، فجميع أنظمته الحالية تفتقد للشفافية، خاصة في نماذج التعلم العميق المعقدة التي لا يمكن تفسيرها، وهذا الغموض يجعل من عملية تقييم القرار الذي وصل إليه عملية شبه مستحيلة، لذلك كانت الخطوة الأساس التي اتخذها البيت الأبيض هي أن تلتزم الشركات التي تقود هذه التقنية اليوم بمستويات عالية من إدارة المخاطر، خاصة في مجال التمييز بين ما هو حقيقي وبين ما هو توليدي، وأن يتم اكتشاف وتحديد مصدر معلوماته، فالشفافية اليوم هي أكثر ما يفتقده، خاصة فيما يتعلق بمصدر معلوماته، ولهذا تم التركيز عليها بشكل أساس.

ولمعالجة هذه الأخطار

طورت شركة OpenAI طريقة لتمييز بين ما هو حقيقي وما هو توليدي، وتعيين مصدر المعلومات التي يستخدمها، وهذه الطريقة تسمى بالعلامة المائية watermark، العلامة المائية ـ كما هو معروف ـ هي شعار شبه شفاف مضمن في صورة،

لكن إذا كان هذا ممكنا في المحتوى الذي يتضمن صورا أو فيديو، فكيف يمكن ذلك في النصوص.

الذكاء الاصطناعي القائم على النص يسعى لإنتاج الكلمة التالية الأكثر منطقية في الجملة، فمثلا، في جمله تبدأ يمكن للطالب في المدرسة، فإن الذكاء الاصطناعي يتنبأ بطريقة معينة تسيطر عليها الشركة المصممة له بأن الكلمة التالية يجب أن تكون تعلم أو فهم وهذه الاحتمالات من النص الأساس الذي تم التدرب عليه، وهذه النمطية يمكن توقعها، وهي وفقا لرأي العالم آرونسون تختلف عن طريقة اختيار الإنسان العادي لكلماته، وعلى هذا يمكن تحديد النص الذي أنتجته الآلة وتحديده بعلامة مائية، بهذا فقط يمكن للإنسان العادي معرفة النص الحقيقي من النص التوليدي، ويمكن تحديد درجة تحيز الآلة، وما مصادرها الأساسية.

لكن هل هذا كاف؟

تظل الأسئلة قائمة بشأن مدى مصداقية الشركات المصنعة للعلامات المائية واستخداماتها.