محمد دهشان يكتب ” تلك الجميلة ”
تلك الجميلة التي تتهادى بخطواتها كأنها نسمة خفيفة تمر على الأفق، لا تترك وراءها إلا عبيرًا لا ينسى. هي التي حين تلتفت، يرتجف الزمن بين يديها، كأن الكون بأسره يتوقف لينصت إلى نبضات قلبها. هي قصيدة لم تُكتب بعد، وحلم يتجسد في أعين كل من يراها.
عيناها بحر عميق، فيه من الأسرار ما لا يُدرك، ومن الجمال ما لا يوصف. حين تنظر إليك، تشعر وكأنك تغرق في عالم من السحر، يختلط فيه الخيال بالحقيقة. ضحكتها أشبه بصوت المطر في ليلة هادئة؛ تهدئ القلوب وتحيي الأرواح، كأنها دعوة للفرح الخفي الذي لا يعرفه إلا القريبون منها.
تلك الجميلة ليست مجرد ملامح فاتنة، بل هي امرأة تحيا بكل ما تملك من إحساس، تُضفي على اللحظات رونقًا خاصًا، وتترك في الروح شعورًا بالاكتمال. هي المرأة التي يُكتب عنها الشعراء، ويصمت أمامها الفلاسفة. هي مزيج من النار والندى، من القوة واللين، من الصمت العميق والكلام الساحر.
جمالها يتجاوز الجسد، ليصل إلى الروح؛ كلما اقتربت منها، شعرت أنك تقترب من سر لا يُفصح عنه. هي التي تُعطي دون أن تنتظر، وتحب دون أن تقيد، تُشعل فيك نار الشغف، ثم تهدئها بنظرة واحدة. تلك الجميلة التي تحيا في الظل، لكنها تضيء حياة كل من يعبر طريقها.
إنها ليست مجرد أنثى، إنها قصيدة غزلية تمشي على الأرض، جمالها يُلهب الخيال ويشعل في القلوب شوقًا لا ينطفئ.