لقيت الطبطبة؟! بقلم - محمد دهشان
كثيرون هم أولئك الذين شعروا بوخز في قلوبهم عندما وجه إليهم هذ السؤال؛ لأنه يشعرون بالوحدة ومتلهفون لهذه الطبطبة.
الإنسان كائن هزيل يتصرف بغرابة ودون حذر، تدمره كلمة وتبنيه طبطبة!
نحن نبحث عن المواساة في أشياء وأشخاص ليسوا أهلًا لذلك، يقع علينا اللومم بنسبة لا بأس بها في كثير من الأوقات
لأن ما نقدم عليهم يكون سببًا في حزننا ووحدتنا،ودون أن ندرك ذلك فإن هذه التصرفات الحمقاء تعزز مكانتها في أنفسنا وحياتنا الشخصية،
ونعلم جيدًا أن ذلك خطأ وذنب في حق أنفسنا، لكن ما من استعداد للتخلصمن كل تلك الشوائب، إنه حكم لا نهائي بالمعاناة والألم، قرارات لا عدول فيها ولاتراجع!!
خلق الانسان في كبد وهذا هو حاله حتى تقوم الساعة، لكن ذلك ليس مبررًا لتمنع نفسك من أخذ استراحة قصيرة.
ما المانع أن تكون أنت الحاضن لنفسك، المحب لها؟ ما الذي يدفعك لأذية نفسك أكثر مما حل بك؟ ألا تكتفي بما تشعر به؟
لماذا عليك أن تكون دائما الضحية؟
هل تشعربأنك على حق فقط لأنك فضلت دور الضحية، قد تكون مقصرًا بدورك وذلك لا يبرر لك طريقتك في التعامل مع نفسك ومع الآخرين.
إن ما يرهقنا هو الاعتماد على الآخر، ننتظر منهم ما لا ننتظره من أنفسنا، نرغب في المزيد مما لديهم دون أن نعي أن العطاء خيارًا وليس اجبارًا.
الذي لا يجيب على اتصالك ولا رسائلك المتراكمة هو ذاته الشخص الذي كنته في يوم من الأيام حين كانت المكالمات تردك، لكنك لا تجيب، إما لانشغالك وإما لرغبة منك بعدمالمضي في تلك العلاقة مهما كانت، وإما لأنك متعب ولا تطلب سوى الهدوء لبعض الوقت.
هذا من حقك، لست مضطرًا للتبرير، قل ما ترغب به وكن صادقًا مع نفسك، ليس لأحدٍ أي حق في أن يسألك ما ليس لك به طاقة.
ستجد الطبطبة حين تتفهم نفسك وتتفهم الآخر، فالوضوح أفضل الحلول لإبقاء حياتك في صفاء وسلام.
لا تتوقف عند واقعة واحدة، القادم حافل بالكثير من الوقائع، الجميلة والسيئة معًا.
لا تحاول تجاهل المشكلة التي تواجهك وتتطلب منك حلًا فوريًا.
لا تصدق شيئا قبل أن تراه بعينك، ولا تحكم عليه قبل أن تعرف أصله ومغزاه، أعي تمامًا أن ذلك صعب جدًا، لكنك بالغ وعاقل وتستطيع التدرب على ذلك.
أظهر بجهدك، واظهر ما لديك بثقة، لا تحاول أن تطلب من الآخرين ذلك دون أن يكون لك يد في الأمر.
لا تنتظر سؤالًا ولا تطلب حبًا، لا تناضل من أجل من تحب، فقط لأنك تحبه وهو لا يشعر، كن عادلًا وبادل نفسك بعض الحب الذي تسرف به على للآخرين وما من مقدرٍلذلك.
لا تجعل من التشابه مقياسًا، التشابه قد يكون لطيفًا، لكنه ممل والتغيير ضروري وفيه من الحياة الكثير.
لا تبحث عن سعادتك في الآخرين فذلك حل مؤقت لا دوام له،
إبحث عن سعادتك في أشياء تستحقك وتستحقها، في مرافقة أسرتك ، الكتب ، مشاهدة الأفلام ، الكتابة ، المهارات التي تمتلكها وتجيدها ، الخروج للتنزه ، السفر للأماكن المرغوبة التي كنت تتمنى السفر إليها،
عش كما هو مطلوب منك لتسعد نفسك، وهذه الخيارات مطروحةللجميع فئات المجتمع، لا عذر لديك مهما كانت ظروفك، خذ منها ما يتناسب مع احتياجاتك وظروفك وتقدم.
لا يجب أن تفهم من كلامي هذا أن تقطع اتصالك وتواصلك مع البشر من حولك، هذا قصور في الفهم، الناس للناس، لكنهم لا يدومون وتطرأ عليهم التغيرات وتجبرهمالظروف، كن على حياد دائما مع نفسك ومع من حولك، لست أحطمك، إنما أخبرك بالواقع.
لا توجد حياة مثالية أرجوك كن على يقين أن ذلك مستحيل وليس سمة بشرية، لذا فإن مصادر الراحة والسلام متعددة خذ ما شئت ودع ما لا يناسبك.
ستضحك الآن على نكتة قالها زميلك أو صديقك، لكنك ستكون مستاءً بعد ذلك بقليل إما لحادثة حدثت أو حتى لذكرى عبرت أو تقلب مزاج ليس في وقته.
ليكون الأمر سهل الفهم، خذ مثالًا على ذلك، وجباتك في اليوم متعددة المذاقات والألوان والتصنيفات،
فيها الحلو والمر واللاذع والحارق، ورغم اختلاف الأصناف إلا أنك لاتستطيع أن تستمتع دون أن تجمعها في معدتك وتتجشأ لذةً وشبعًا،
وعندها تشعر بالراحة والاسترخاء والسعادة، هذه هي الحياة فيها المرارة والحلاوة هي خليط من كلشيء ولن تكون صامدًا ما لم تتذوقها كما هي على حالها،
الفرق فقط أنك لا تملك خيارًا نهائيًا، لكن الاستعداد يحتم عليك ذلك، وهذا ما يجعل الحياة شيقة رغم التعب،مفرحة رغم الضيق والظلم، جميلة رغم الدمار والأحزان.