”صحوة المارد المصري”بقلم - عبد الناصر محمد

إن عقيدة الشعب المصري في الدفاع عن أرضه تحوله إلى جيش موحد وقت الخطر منذ فجر التاريخ جسد الشعب المصرى نموذجا فريدا فى الوحدة والتلاحم عند الإحساس بأي تهديد يمس أرضه. لم يكن الدفاع عن الوطن حكرا على الجيش وحده بل كان عقيدة متأصلة في وجدان المصريين كافة حيث يتحول الشعب بكامل طوائفه إلى جيش موحد عند الإحساس بالخطر. وتكررت هذه الظاهرة عبر العصور منذ حرب أحمس ضد الهكسوس إلى دعم ثورتى يناير و30 يونيو.
هكذا بدء حديثه معنا السيد – محمود الطوبجى المستشار بلجنة التحكيم الدولى وفض المنازعات فى سلسلة حواراته مع جريدة أنباء اليوم
وأسرد حديثه قائلا .
البداية التاريخية للوحدة الوطنية في أواخر عصر الدولة الوسطى عندما تعرضت مصر لغزو الهكسوس الذين استغلوا ضعف الحكم المركزي لفرض سيطرتهم على البلاد. لكن الشعب المصري ابى ان يستسلم بل وحد صفوفه تحت راية أحمس الأول الذي قاد جيشا من مختلف طبقات المجتمع لطرد المحتلين واستعادة سيادة البلاد. كان النصر تتويجا لالتفاف المصريين حول هدف واحد مما أرسى قاعدة أساسية في العقيدة المصرية وهى الدفاع عن الأرض مسؤولية الجميع.
وتلى ذلك صمود الأمة أمام الغزو عندما اجتاحت جيوش المغول العالم الإسلامى و كانت مصر المحطة الأخيرة التي وقفت فى وجه هذا الطوفان الجارف توحد الشعب المصري خلف قيادته العسكرية بقيادة سيف الدين قطز الذي لم يكتف بحشد الجيش النظامي بل وجد دعما شعبيا واسعا حيث أسهمت الفئات المختلفة في تجهيز الجيش وكانت معركة عين جالوت شاهدا اخر على أن المصريين يتوحدون دائما وقت الأزمات.
ومرورا بالملحمة الوطنية ضد الاحتلال فى ثورة ١٩١٩ في العصر الحديث حيت برهن المصريون على أن الدفاع عن الأرض والاستقلال الوطني لا يكون بالسلاح فقط بل أيضا بالصوت والإرادة فحينما اشتد بطش الاحتلال البريطاني اندلعت ثورة 1919 التي جمعت المصريين من جميع الطوائف والفئات في احتجاجات واسعة للمطالبة بالحرية والاستقلال مما أثبت أن الشعب قادر على خوض معاركه الوطنية بشكل موحد.
وخلفها حرب أكتوبر 1973عندما كان الشعب في قلب المعركة وحينئذ مثلت حرب أكتوبر ذروة التلاحم الوطني حيث لم يقتصر النضال على الجيش فقط بل امتد ليشمل كل فئات الشعب . قدم المصريون الدعم الكامل للقوات المسلحة سواء بالمشاركة المباشرة أو بالمساهمة في مجهود الحرب عبر التبرعات والعمل التطوعي. تحولت المصانع إلى مراكز إنتاج عسكري وأصبحت الشوارع منصات لدعم الجبهة مما أثبت أن المصريين جميعا جيش عند الضرورة.
واخيرا وليس اخرا ثورتا 25 يناير و30 يونيو عندما قام الشعب يحمي دولته فى غياب الامن الداخلى وكان ذلك فى مستهل عام 2011 حينما خرج المصريون للمطالبة بالتغيير والإصلاح وسرعان ما تحولت ثورة 25 يناير إلى اختبار جديد لوحدة المصريين. وعلى الرغم من التحديات ظل الشعب متمسكا بحقه في تقرير مصيره. وعندما شعر المصريون بأن الدولة تواجه خطر الفوضى والانقسام انتفضوا في 30 يونيو 2013 بموجة شعبية هائلة دعمها وساندها الجيش لاستعادة الاستقرار.
إن عقيدة المصريين هى الوحدة وقت الأزمات ويثبت التاريخ أن المصريين يتوحدون دائما حينما يستشعرون الخطر لأنهم يدركون أن قوة بلادهم تكمن في تماسكها. هذه العقيدة ليست مجرد شعار بل هي نهج راسخ في وجدان كل مصرى يجعل الدفاع عن الوطن واجبا وطنيا يلتف حوله الجميع.
وختاما فإن عقيدة الشعب المصري في الدفاع عن أرضه ليست وليدة لحظة عابرة بل هي جزء أصيل من هويته. وبينما يواصل المصريون مواجهة التحديات يبقى الدرس الأكبر من التاريخ واضحا:
مصر قوية بشعبها، متحدة أمام الأخطار، وقادرة دائمًا على حماية أرضها بوحدة لا تنكسر.
فان الشعب المصري لن يتردد للحظه ان يقوم ببناء جسر من اجساده يعبر عليه جيشه الابي العظيم للمحافظه على كل حبه رمل من ارضه
نصيحه الى كل من تسول له نفسه داخليا أو خارجيا ان يقترف خطا في حق هذه الدوله العريقه الابيه اقول لهم احذروا صحوة المارد المصري .