الإستغلال الممنهج
فى حين أن العالم الإسلامي كله على شرف إستقبال ضيف عزيز وغالي لايأتى إلامرة واحدة من كل عام
فى الوقت نفسه نحن نعيش هذه الأيام المباركة مع روحانيات شهر شعبان الفضيل ذلك الشهر الذي ترفع فيه الأعمال .
إلا أنه قد فاجأتنا تلك الحرب بين روسيا وأوكرانيا وجميعنا يعلم أن هذه الحروب فى حقيقة الأمر مدمرة للشعوب إقتصاديا واجتماعيا وايضا سياسياً ..نعم إنها الحرب دمار شامل.
ولكن التجار هنا مالبثوا أن سمعوا بالأخبار وقد إنتفضوا إنتفاضة عتبة وحرب داخلية
حيث رُفعت أسعار جميع السلع الغذائية التي يحتاجها السوق المحلى
لإشباع حاجة الناس
نعم إرتفاع الأسعار وبصورة مثيرة للجدل ولا تعبر إلا عن حالة من الجشع والإستغلال الممنهج والذي بات واضحاً
من حيث طرح كميات هائلة من السلع الغذائية على كافة المستويات والأنواع
إلا أن أسعارها تفوق ضعف أسعار العام الماضي وقد أعزوا هذا لعبارة غريبة نطقتها ألسنتهم (إحنا فى حالة حرب)
ولكن عندما نطقوا هذه العبارة الصماء لم تعييها عقولهم فلو أنهم يعوا ما يقولون لعلموا أن هذه البضائع كانت مكدسة عندهم فى المخازن ولم يقوموا بإستيرادها اليوم ولا أمس
ولا حتى منذ إندلعت الحرب.
ولكن هناك عدة أسئلة قد جالت بخاطرى
لماذا هذا الطمع والجشع اللاإنسانى؟
ألم تعلموا أن الناس تتكبد المشقة لتطلب الرزق الحلال للحصول على المشاكل والمشرب من أجل العيش الكريم؟
ألم تعلموا أن البعض قد يلجأ من الطرق الغير مشرعة لتوفير لقمة العيش لأولادهم والتى أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر السرقة والرشوة
واشقها الإنتحار؟
ألم يخطر ببالك أيها التجار أن هذا الإرتفاع في الأسعار سيؤثر سلباً على نمط الحياة الرمضانيه من حيث أن هناك البعض يقوم بتوزيع بعض المواد الغذائية على مستحقيها من المحتاجين مما سيكون له السبق فى منعها أو التقليل من كميتها؟
ألم بأن لكم أن تستمعوا إلى قول الله سبحانه وتعالى:
(إتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله)؟
فإتقوا الله أيها المستغلون ..أين ذهبت الرحمة من قلوبكم..
وليعلم الجميع أن شهر شعبان شهر ترفع فيه الأعمال ولهذا فمن تعمّد رفع الأسعار فيه إلى مستوى يفوق الوصف
ويتعدى الحد الطبيعي لمتوسط دخل الفرد في المجتمع فهذا يعتبر من سوء الأعمال التي سترفع وستسجل على كل من سوّلت له نفسه المساس والتلاعب بحاجة الناس فى المأكل والمشرب.
ولنا أسوة حسنة فى هذا الشأن فى قول رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إِنَّ التُجَّارَ يُبعَثُونَ يَومَ القِيَامَةِ فُجَّارًا ، إِلَّا مَن اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ ).
فالإسلام يرفض سلوكيات بعض التجار الذين لا يلتزمون الأمانة وإستولى الجشع على قلوبهم بل وسيطر الطمع على نفوسهم ويتعمدون الغش وإحتكار ورفع أسعار السلع على الناس لزيادة أموالهم وأرباحهم.
نهايةً أود أن أذكر إلى أننا فى حاجة ماسة إلى محاربة الغلاء وغرس القيم الإسلامية الصحيحة التى تُحرّم الجشع والطمع الذى يسكن النفوس الضعيفة
بل يجب أيضاً محاسبة كل من تسول له نفسه المساس بالقيم المرتبطة بالمجتمع وبالسلع الأساسية للمواطنين.