حقٌ علينا
لماذا الواحد والعشرون من شهر مارس كل عام عيد للأم؟
هل ننتظر حلول يوماً كل عام لنتذكر أن لنا أم وأنها مازالت على قيد الحياة!!
أو حتى وافتها المنية وصارت ذكرى عابرة عبر الأزمان.....
حينما يأخذنا الحديث عن الأم فلو أننا جمعنا كل كلمات الدنيا لا نستطيع أن نُكملها على أكملِ وجه لأن يكون حديثاً شافياً ووافياً يضمن لكل أم حقها في الكلام عنها .
فالحديث عن الأم حديثٌ ناطقٌ بمَ تُقدمه لأبنائها ومن ثمّ إستحقت عليه أن تكون الجنة تحت أقدامها وهذا عنوان الحديث
قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم الْجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِ الأمَّهَات مَن شِئن أدخلن، ومَنْ شِئن أخْرَجن.
فبهذا الحديث تكون المعادلة العادلة حيث أعطانا النتيجة ثم ترك لنا الإختيار
فبِرُ الأم أبناىى الأعزاء لا يحتاج إلى أن تخصصون لها يوم لكى نَبِرٌها فيه ونغمرُها بالهدايا باقات الزهور والعبارات الرنانه والزيارات الواجبه....
لا والله.... فالأم لا تنتظر يوم مخصص لترفع يدها وتتضرع بالدعاء إلى الله لأولادها بل إن قلبها يدق بالدعاء لك قبل أن ينطق لسانها
الأم التى تبكى فرحاً بنجاح أبنائها
ويزرف قلبها حزناً وتتوجع بأوجاعهم
الأم التى يمتلئ قلبها بعطاء بلاحدود ولا شروط ولا وقت محدود بل عطائها عطاء ممدود ومميز لأنها تعطى بلا مقابل ولهذا السبب فهو عطاء لايستطيع أحد أياً من كان أن ينازعها فيه
عطاءٌ عَطِر مُلئَ بالصفاء والنقاء وحُسنَ الظنِ وصدق الأداء
لن تجد أحد كان من يكون يحبك ويحب لك الخير سواها...يفرح لفرحك ويحزن لحزنك.
من قال المقولة الشهيرة (أنا مثل أمك)
فلا والله ماصدق
الأم خُلِقت وليس لها مِثلٌ ولامثيل
الأم قيمة ومعنى عظيم الأثر وجُلّ فى هذه الحياة
فماذا أنتم فاعلون بعد أن علمتم أن الجنة تحت أقدامها؟!
أدركوا المعنى الحقيقي ولا تنتظروا حتى يدرككم القدر ويصبكم الندم على مافرّطتم فى حقها اليوم هى معكم
والله أعلم غداً أين ستكون .....
يقول الله سبحانه وتعالى
ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كُرهاً ووضعته كُرها وحملُه وفصاله ثلاثون شهراً.
تدفعنا هذه الآية الكريمة إلى أن نكون على يقين تام بأن الإحسان للوالدين وخصوصاً الأم مستمر ودائم وحقٌ علينا أن نحسن إليهم ماداموا على قيد الحياة.... ليس فى يوم واحد وانما فى كل ساعة وكل يوم علينا أن نجعله لهم عيداً قدر الاستطاعة.
حتى إذا فارقوا الدنيا فلهم أيضاً حق علينا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم؛ إنقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له
نعم ماتوا ولكن يستحقون منّا الدعاء المستدام.
نعم حق وواجب علينا جميعاً أن نغذى أنفسنا بذكراهم العطرة
حق وواجب علينا أن نكون لهم قُرة عين دوماً فلا نقطع عنهم السؤال ولانكون سبباً في دمعة من عيونهم ولا كسراً لهم فى عجزهم فاليوم هم حاضرون وغداً مفارقون.
أمى وإن طال الفراقُ
فذكراكِ أنفاسى وغذاء روح المُشتاق .