ندى مجاهد تكتب: ”كلام الناس”
إننا قد نعمل حساب للناس وكلامهم على حساب حياتنا الشخصية، وقد يؤدى بنا الأمر إلى إتخاذ قرارات مصيرية تخص كل شخص فينا بناءاً على كلام الناس.
وهذا أصبح تفكيرنا الخاطئ الذى لابد من تغييره، فأصبح الكثيرون يخافون من كلام الناس، ويحسبون له ألف حساب، ويتخذوا فى بعض الأحيان قرارات سريعة إرضاءً لهم ومحاولة التخلص من كلامهم السلبي غير مدركين أن إرضاء الناس شيء لا يدرك، لأنهم فى كلتا الحالتين بيتكلموا، سواء رضناهم أو لم نرضيهم ، فالكلام مستمر.
فنجد الأشخاص بعد ذلك يعانوا من نتيجة إتخاذ هذه القرارات دون تفكير، حيث اتخذوا هذه القرارات بشرط التخلص من كلام الناس.... فيأتي في بالي عدة أسئلة وهي....
- لماذا نخاف من كلام الناس ؟
-لماذا نتأثر به ؟
-لماذا نعمل حساب كبير لهم ؟
وتوصلت إلى أن الإجابة هي أننا متوارثين ذلك السلوك الخاطئ منذ القدم بمعنى :- إننا كبرنا ووجدنا أهلنا كده قبل أى خطوة نتخذها فى حياتنا يقولوا لنا فكر فى كلام الناس..هتقول إيه وهذه هى موضع المشكلة، أصبحنا نعمل لهم حساب فى كل شئ حتى لو كان يخص حياتنا الشخصية، التى يجب التفكير فيها جيداً قبل إتخاذ أى خطوة.
ويوجد أمثلة كثيرة بتنتمى إلى هذا النوع على سبيل المثال:- نجد إن فتاة تبلغ من العمر 26 عام ولم تتزوج بعد ، فتبدأ الناس فى الكلام عنها والتدخل فى حياتها ويوجهون إليها كلام قد يؤدى إلى الضيق، ومن هذا الكلام هو " عايزين نفرح بيكى" أو " مفيش حاجة كده جديدة "
وكلام يشبه ذلك كثير.
وكأن الفرحة هى 'العريس' فقط، فلا نجد أحد يشجعها على دراستها أو نجاحها فى عملها أو أى شئ آخر غير هذا الكلام ،الذى قد يؤدى فى بعض الأوقات إلى سرعة إتخاذ القرارات دون تفكير، فهى قرارات تواصل معنا إلى نهاية العمر، لذلك لو الإختيار خاطئ من البداية هنتحمل عواقبه طوال حياتنا.
فنجد الفتاة مع أول عريس يأتى إليها توافق عليه دون تأني فى التفكير وكل هذا بسبب ضغوطات الناس وكلامهم السلبي، فتبدأ فى التفكير فعلاً فى كلامهم أنها كبرت ولابد من أن تتزوج في هذا الوقت دون مراعاة أى شئ آخر، وهذا سبب من أسباب الطلاق الذى ارتفعت معدلاته، ونجد بعد فترة من الزواج تبدأ تتعرف على عيوبة وهو كذلك،وتكون هى الضحية أحيانا أو هو؛ وقد يؤدى الأمر فى النهاية إلى ' الطلاق'ولكن بعد فوات الأوان، بعد وجود أطفال.
وحقيقة الأمر إن الأطفال هم الذين يدفعون أخطاء الكبار.
غلطة بسيطة ومتسرعة كان سببها كلام الناس تؤدى فى النهاية إلى أمر صعب ومشكلة كبيرة على أساس إن الناس خلاص كده لم تتكلم بل العكس كلامهم هيزيد، لذلك يجب على الأشخاص لا يتأثروا بكلام الناس، لأنهم لو عملوا حساب لهم، هم الذين يدفعون ثمن إختيارتهم الخاطئة والمتسرعة ليس أى إنسان آخر.
"فغلطة بسيطة تؤدى إلى مشكلة عصيبة".
وننتقل بعد ذلك إلى الناس الذين يتدخلوا فى حياة الأشخاص والكلام عنهم ،يجب على هولاء الناس التفكير فى حياتهم فقط ولا يتدخلوا فى شئون الآخرين، لأن هذا الأمر مرفوض
فأصبحت الناس لا ترحم، تتحدث عن الأشخاص وكأنهم قضاة ، يحكمون عليهم،والحقيقة أنهم لا يعرفون إلا الظاهر فقط.
وعلى الأهالى أن لا تعمل حساب للناس على حساب أبنائها وحياتهم الخاصة.
وفى النهاية علينا أن لا نفكر فى كلام الناس الذى لا يقدم ولا يؤخر، إلا أنه يجعلنا نشعر بالتشتت فى التفكير ولذلك يجب عدم التسرع لأى سبب من الأسباب لأن كل شخص هيتحمل عواقب إتخاذ قراره وليس الناس ، فالناس شغلهم الشاغل هو الكلام فقط، لذلك بتمنى أن لا نأخذ كلام الناس السلبى بعين الإعتبار، وكل شخص لا يسمح بأن يوثر فيه كلام الناس.