أنباء اليوم
السبت 21 ديسمبر 2024 06:01 مـ 20 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

”البنت زي الولد” بقلم - ندى مجاهد

ندى مجاهد
ندى مجاهد

أصبحنا فى القرن الواحد والعشرين، عصر التقدم والتكنولوجيا إلا أننا مازالنا نفرق بين البنت والولد فى كل شيء، فنجد كثير من الناس يضعوا فروقاً واضحة في المعاملة بين البنت والولد، وهذا يعد أمراً خاطئاً، حيث أن البنت مثلها مثل الولد فى كل شيء .. فهي أم وأخت وإبنة وزوجة مسؤولة عن أشياء ومسئوليات كثيرة، قد تكون أكثر من الذكور أحياناً، حيث يقع عليها العبء الأكبر، فهي بجانب كل هذا أصبحت تعمل وتثبت نفسها، وبالرغم من علمنا بكل هذا إلا أن أغلب الناس مازالت تميز فى المعاملة بينهم.

ولقد ورد فى القرآن الكريم أيات كثيرة عن المساواة وعدم التمييز فى المعاملة بين الذكر والأنثى:-

بسم الله الرحمن الرحيم

"مَنْ عَمٍلَ صَالٍحاً مٍنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُو مُؤْمٍنُ فَلَنُجْيٍينَّهُ حَيَاةً طَيَّبَة وَ لَنَجْزٍيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بَأحْسَنٍ مَاكَانُوا يَعْمَلُونَ "

صدق الله العظيم.

وبالرغم من تأكيد المجتمع بأن المرأة أصبحت مساوية للرجل في كل شيء خاصة بعد إثبات نفسها في مناصب مهمة مثل:- وزيرة أو سفيرة أو مدرسة ومناصب أخرى كثيرة.

وبالرغم من ذلك إلا أن إنجاب البنات لا يزال مشكلة مأرقة فى مجتمعنا، حيث نجد أغلب الأهالي لديها الرغبة الكامنة فى إنجاب الولد، وهذه عقلية مسيطرة على أغلب الأهالي منذ القدم ومستمرة حتى الآن، فنجد على سبيل المثال:-

"أهالي الصعيد" لديهم الرغبة المستمرة على إنجاب الأولاد وليس البنات، وهذا الأمر ليس بيد أحد بل بيد الله -عز وجل-

كما أن هناك أمثلة كثيرة لهذه المشكلة على سبيل المثال:- إمرأة أنجبت خمس بنات ومازالت لديها الرغبة فى الإنجاب للمرة السادسة حتى يأتي الولد حتى ولو أثر هذا على صحتها فأهم شيء يدور في فكرها هو "إنجاب الولد " وهذا الفكر خاطئ يجعل الناس متمردة أحياناً دون أن يشعروا .

فالإنسان دائماً لا ينظر إلى الشيء الأقل منه، حيث لا تنظر تلك الأم إلى إمرأة أخرى لا تنجب تتمنى أن تنجب بغض النظر عن النوع، فعند النظر إلى هذا سوف نشعر بالرضا.

وقد تناسى بعض ضعاف النفوس من الناس قول الله تعالى:-

بسم الله الرحمن الرحيم

"لَّلَّه مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْاَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُكورَ "

صدق الله العظيم .

حيث نهانا الإسلام عن هذا الفعل، وهو أن نجد الكثير يفرح بإنجاب الولد، ويحزن لإنجاب البنت دون وعي ومعرفة إن كل شيء يأتي من عند الله فهو خير، فلدينا معرفة سطحية بإن إنجاب الولد حتى يكون سند لأهلة على أساس أن البنت ليست سند لأهلها، فمن الممكن إنجاب ولد عاقً لوالديه أو لدية مشاكل صحية، لذلك يجب توعية الأهالى بتلك الظاهرة المنتشرة وتسليط الضوء عليها وإدراك الاهالى بأن البنت لا ينقصها شئ عن الولد، تراعى وتُبر والديها أكثر من الولد الذى أخذته مشاغل الحياة، لذلك علينا عدم الإنشغال بإنجاب الولد وليس البنت ولكن الأهم من كل هذا هو كيفية التربية والتعليم السليم سواء للبنت أو للولد، فهذا الأهم من وجهة نظري .

وفى نهاية مقالي علينا أن نعلم أن الأفضلية فى عطاء الله لنا أياً كان نوع العطاء ولداً فكان خيراً وإن كانت بنت فهو أيضاً خيراً، وعلينا أن نتأكد دائماً أن الله يختار لنا مافيه صلاحنا فى الدنيا والآخرة حتى وإن منعك الولد خيراً .

وماعلينا إلا أن نستقبل عطاء الله بنفس راضية وقلب مؤمن بالله .