”الأمل مفتاح الحياة” بقلم - ندى مجاهد
اليوم نعيش وقلوبنا مليئة بالتفكير الدائم والمستمر على المستقبل والخوف والقلق منه، وفى أغلب الأوقات ينشغل بالنا ويتشتت تفكيرنا على أمور وواقع ليس لدينا أى شئ فيه، فالجميع يفكر دائما فى المستقبل،وكيف سيعيش فيه، وقد يؤثر هذا على صحتنا ويجعلنا دائما فى تعب مستمر وقلق دائم، بسبب مانفعله من تفكير وإرهاق لفكرنا وعقولنا ، وقد يأتى أمامنا أمثلة كثيرة ومختلفة من الناس الذى ينشغل بالهم دائما على مايأتى ، فننظر إلى هذا الأب الموظف الذى لديه أبناء وبيت وزوجة ، فنجد أمامنا رجل منشغل التفكير دائما على أبنائه والمستقبل ،وكيف سيوفر لهم حياة سعيدة وبسيطة خالية من التعب، فنجده منشغل ودائم التفكير، مما قد يؤثر هذا على حالته النفسية بل والإجتماعية أيضا ، وهناك الكثير والكثير من الأمثلة:-
على سبيل المثال: نجد تلك الأم الأرملة التى لديها أبناء من الإناث ، فنجدها منشغلة فى التفكير والقلق المستمر على أبنائها وكيفية توفير إحتياجاتهم فى المستقبل ، مما قد يؤثر على صحتها، ويعد هذا إرهاق للعقول.
فأصبحنا نفكر بطريقة سلبية وخاطئة عن المستقبل، ونرهق ونستنزف طاقتنا وفكرنا، وأمامنا الحل البسيط الذى قد يريح فكرنا ويهدى اعصابنا من القلق والتوتر المستمر ألا وهو
" الأمل" والثقة بالله عز وجل ،فهذا يعد الحل الأمثل بدلا من التفكير والإنشغال الدائم فى المستقبل بلا فائدة، فما أجمل أن يكون لدينا أمل وثقة مستمرة فى الله، وعند قيامنا بهذا سوف تنقلب الموازين ويتغير فكرنا إلى تفكير بسيط لا يحوى أى قلق وفزع .
مما قد يغير حياتنا للأفضل ويجعلنا نفكر بإيجابية ووعى بأن الله معنا فى كل خطوة ، فالأمل ليس مفتاح الحياة فقط،بل هو مفتاح كل ماهو مغلق أمامنا فى حياتنا ، فالأمل يفتح لنا كل الأبواب المغلقة،لذلك علينا أن نعيش ولدينا أمل وتفاؤل، وإن كل شئ بيد الله ، فالتفكير السلبى لايقدم ولا يؤخر بل بالعكس يؤثر على حياتنا ويستنزف طاقتنا ومشاعرنا، ،ولكن عندما نجعل الأمل هو طريقنا سوف نصل إلى الهدوء، والطمأنينة، وراحه البال، فمن الصعب أن يصل الجميع إلى الشعور بالأمل ،لأنه يعد طريقة تفكير ناضجة ومؤمنة بالله -عز وجل-
"فبدون الأمل تصبح حياتنا مليئة بعدم الأمان والثقة فى تحقق الأمنيات وعدم القدرة على العيش بسلام ، وبالإضافة إلى هذا يضفى الأمل على قلوبنا بالسعادة والشعور بالأمان ،فهو يعد من أفضل طرق التفكير التى يجب أن ننتهجها فى حياتنا ، فالأمل يعد سر من أسرار الحياة الممتعة التى علينا أن نفهمها جيداً وأن نبتعد عن الأمور التى ليس لدينا أى تدخل فيها ، ولا نجعل الصعوبات والظروف القاسية التى تمر على كل إنسان منا هاجساً يعرقل سعادتنا ويغير حياتنا للأسوأ ،لأن لا شئ يعادل الشعور بالأمل والتفاؤل بعد الإيمان والثقة فى الله، فهذا قد يساعدنا على مواجهة كل مايهدد ويشتت تفكيرنا.
فكل إنسان يمر عليه عقبات تعيق حياته وتجعله منكسر ومشتت ،لكن عند تغير تفكيره سريعاً ، وأن يضع فى أعتباره بأن هذه ماهى إلا لحظات قليلة، ويمر ذلك اليوم الصعب ، وتأتي شمس يوم جديد مليئة بالأمال .
وقد ذكر فى القرآن الكريم آيات كثيرة عن الامل بالله عز وجل ومنها :-
بسم الله الرحمن الرحيم
"ولَا تَيْأَسُوْا مٍنْ رَّوْح اللًهٍ إٍنَّهُ لَا يَيْأَسُ مٍن رَّوْحٍ اللّهٍ إلَّا الْقَوْمُ الْكَافٍرُونَ "
صدق الله العظيم.
كما يعد الأمل والتفاؤل من صفات النبى صلى الله عليه وسلم ،لذلك علينا أن نتمثل بهذه الصفات.
فالأمل يبعث فينا الطاقة الإيجابية،وحب الحياة من جديد .
ففى النهاية علينا أن نتعلم كيف نرى الأمل ونجعله منهجنا فى الحياة ،
فكلمة الأمل صغيرة فى حجمها، ولكن كبيرة فى معانيها "تحوى كل المعانى الجميلة من راحه البال والفكر والسعادة ،فعندما نسأل شخص ما
- ماذا يكون غايتك التى تريد أن تحققها؟
فيجيب النجاح والسعادة الدائمة، فهذا مطلب كل انسان، ولا يتحقق إلا بالأمل والثقة بالله .
لذلك علينا من اليوم أن نعيد تفكيرنا ونعيد ترتيبها إلى الأجمل فى الحياة وهو" الأمل" وأن نأمل خير فى الله. وأن نبتعد عن التفكير المستمر الذى يستنزف طاقتنا.