زينة الحياة.. بقلم - نهى عسل
قال تعالى ( لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً ) (سورة الشورى ٥٠,٤٩)
يهب الله الأولاد للأبوين لكونهم زينة الحياة وعلى الآباء تاهيلهم دينياً ودنيوياً وإعدادهم ليكونوا مواطنين صالحين لخدمة المجتمع قادرين على الكسب متفاعلين مع البيئة والمجتمع متواصلين معهم بالمعروف ومايرضي الله ومحافظين على العادات والتقاليد الصحيحة .
يهب الله سبحانه وتعالي الآباء الأطفال مثل صفحة بيضاء لكن مع مرور الزمن هذه الصفحة قد تمتليء رسومات أو كتابات مبعثره تفسد تلك الصفحة ولا تصلح للكتابة عليها مره اخري .
وذلك ليس عن عمد من الآباء فجميع الآباء الأسوياء نفسياً يريدون أبناءهم في أحسن وأفضل وانجح حال عن البشر وعنهم شخصياً كآباء .
لكن أحياناً التربية قد لا تأتي بما يشتهى الآباء والأمهات أو قد تكون التربية صارمة وقاسية لانقاش فيها ولاتفاوض ولا إختيار فقط نعم لتنفيذ الأوامر أياً كانت حتى لو تتعارض مع الأبناء.
وقد تكون تربية متساهلة يتقبلوا الاباء تصرفات الابناء سواء ايجابية او سلبية دون اى توجية مع تنفيذ رغبات ومتطلبات الابناء ومنتهي السهوله حتي أو كانت ضد مصالحهم.
وقد تكون لا صارمة ولا متساهلة اى بلا قواعد وبلا إشباع رغبات
وقد تكون تربية بلا معايير مرات حازمة ومرات اخرى مدللة
فى كل هذه الحالات لا تصح التربية فكل اسلوب من الاساليب السابقة ينشئ الطفل غير واثق من نفسه غير مقدر لذاته لديه اضطرابات فى السلوك والعدوان او الانطواء.
لذلك يجب على الآباء إن يدركوا إن التربية عملية لا نهائية وان التربية لا تغير الطبع بل تهذبه ويجب ان تشتمل على الحزم والحب فالحزم فى وضع قواعد ثابتة فى البيت وعلى الوالدين والابناء الالتزام بهذه القواعد وفى حالة عدم الالتزام لكلاهما بتلك القواعد أن يتحمل العواقب سواء كان الاباء او الابناء .
فالاباء مطلوب منهم الاصغاء إلى الابناء حتى يتعرفون علي مشاعرهم واسباب تصرفاتهم التي يرونها خطأ ومعرفة نقاط قوتهم والارتكاز عليها وتشجيعهم حتى يستطيعوا اتخاذ القرارات وتحمل مسؤولية هذه القرارات ويكونوا افراد صالحين لانفسهم والمجتمع
فعلينا جميعا ان نكون موجهين ومعلمين واصدقاء لأبنائنا ونعلم أن
التربية تطور المواهب لا تخلقها كما ذكر الكاتب فولتير .