ولكني انتصرت..! بقلم - ثويـبة صابر
وحين يشتد الصراع لابد من مواجهة حامية أظهر فيها قوتي ولا أُبالي إن بقيت أو بقروا جباهي، وإن كان عمري الكُلفة فلا أُبالي.
فحتماً يستوجب أن أقف بقوة..
وبعد أن أنهيتُ نصفها مغطى بالجروح والقروح والملابس البالية أكمَلت الهجوم وصارعت و فزت في صراعهم علي ليوقعوا ما بنيت و يقتلوني ولكني انتصرت..
انتصرت ؟!! أحقاً انتصرت !!
وسمعت أحدهم بصوت خافت يشابه المذبوح من الداخل يحدثني..
علام تتسائل يا مغلق العين؟
ما أنت والله منتصر، ويحك ما أنت سوى خاسر وهم المنتصرين.
انتصروا حين أدخلوك معاركهم واستنزفونا حتى أسقطونا عن مضاجعنا ليسكونها ويهلكونا وقد أهلكونا
وظل الصوت ينخفض ويضغف
قد كان قلبي في رمقه الأخير
ما لبث أن اختفى الصوت حتى صمت كل شيء حولي ولم أُدرك بعدها شيء.
ودارت أنفاس حولي لا هي أنفاسي ولا نبضاتي
ونظرت بغير عيناي لأجد كل اللاشيء و كل شيء
ما عشته و لم أريد، وما أردت ولم أعشه ،ومن باغضني ولم أبغض، ومن تمنيت وجودهم ولم يتمنوا.
والضوء متلاشي يشتد ضياءه ليريني كل الكل ورغم أنه لن يفيدني أحد من الكل أراد صوتي أن يصرخ يخبرهم ببعض الكل؛ لكنه استسلم يشاهد معي هل كانت تستحق لحظاتي أن تكن ممتلئة بكل هذا؟
هل استحق التاج الذي أُهديت به أن أخربه لأجلهم ؟!
أو يأخذوا من قوته ليحيوا..
لكن لم يستحق تاج الصحة وجوهرة القلب أن تهدرا ولو في أقصى وأشرس معارك الحياة فكلتاهما مقدستين تبنى لهن أسوار ويوضع لهن حراس،
ويبدو أن حراسها يريدوا الآن أخذها مني لعدم أمانتي عليها ..
وبينما أحدث نفسي سمع أحدهم حديثي فوقف عند رأسي مبتسماً واضعاً يده على صدري لتغلق عيناي مرة أخرى وأقم على صرخة قوية هزت أوصالي ورد النبض بها لقلبي ونظرت أرجاء الغرفة حولي فلم أجد سوى أنني في منحة ربانية جديدة لأحيا.
فهل تستحق أرواحنا حقاً أن نهدرها لأجل أي شيء ؟!