ذهب صينى بقلم -ولاء مقدام
انتشر الفترة الماضية اكسسوارات وحلى جميلة الشكل ولها نفس شكل الذهب الاصلى وأطلق عليها ذهب صينى ،حيث أنها لا يتغير لونها لفترة طويلة ،ولا تستطيع العين المجردة التفرقة بينها وبين الذهب الحقيقى ،لابد من متخصص حتى يستطيع الإنسان أن يميز بينها وبين الذهب الحقيقى .
فكرة الشي الغير حقيقى الشبيه بالشئ الحقيقه ليست فقط فى الذهب أو الأشياء المادية قد نجدها أيضا فى الأشخاص انفسهم .
هل هناك أشخاص معدنهم ذهب حقيقى وآخرون ذهب صينى ؟هل الشخص نفسة يدرك معدنه الحقيقى أم أنه يظل طوال عمرة لا يدرك حقيقته؟
هناك ثلاثة اراء حول الشخص ،حول كينونته وهذه الآراء الثلاثة هى رأى الشخص فى نفسة ،رأى المجتمع والمحيطين بالشخص فيه والرأى الثالث هو حقيقة الشخص ومدى قرب هذه الحقيقة من رأى الشخص فى نفسة ورأى المجتمع .
قد تتقارب هذة الآراء الثلاثة من بعضها البعض وهنا يكون شخص حقيقى .وقد تختلف هذة الآراء عن بعضها البعض وهنا يكون يوجد خلل .
معظم المشاكل وانتهاء العلاقات بين الأفراد يعود إلى ادعاء المثالية تقمص الصفات الحميدة .نجد أشخاص تتدعى الصفات الحميدة وأنهم ملائكة على الأرض وقد يكون ذلك عكس صفاتهم الحقيقة وقد لا يدرك الشخص نفسة هذة الحقيقة ويعيش دور الشخص الكريم ،المحب ،المخلص ،المعطاء وهو ابعد ما يكون ذلك وعندما يقترب منه الآخرين يجدونة مختلف عن الصورة التى يصدرها للمجتمع وان حقيقته غير ظاهرة .وهنا تكون الصدمة ،فهو شخص غير حقيقى لدية نفاق اجتماعى وشخصي فهو ينافق نفسة قبل الآخرين .
لابد أن يكون الإنسان حقيقى مع نفسة قبل أن يكون حقيقى مع الآخرين .الصفات الحميدة جميلة ولكن لابد أن تنبع من الداخل وليس مجرد إطار من الخارج .
تصنع الصفات شي مثل القناع لابد أن ياتى وقت وينتهى وتطفو الحقيقة على السطح .لابد الإنسان أن يدرك أنه بشر به مميزات يساعد على إبرازها وعيوب يحاول أن يتغلب عليها .ويدرك جيدا أن كل إنسان يخطئ وان ليس هناك ملائكة على وجة الارض .
اننا نتعلم بالتجربة والخبرات وليس هناك شخص معصوم من الخطأ وليس هناك شخص مثالى ،فالمثالية لا تنطبق مع الكرة الأرضية وأننا لسنا فى المدينة الفاضلة إنما نحن فى دار تعب وشقاء .
إن من يدعى المثالية سرعان ما ندرك أنهم أشخاص ضعفاء ليس لديهم ثقة فى انفسهم يحاولون كسب الاحترام بادعاءات ليست حقيقة .
الشخص الواثق فى نفسة يدرك عيوبه ويدرك مميزاته.ويعلم أنة بشر وليس علية أن يكون ملاك ولا شيطان هو انسان فقط يحاول أن يحسن من نفسة ويطورها .
لسنا مطالبين أن نكون مثالين أو بدون أخطاء إنما نتعلم من أخطائنا ونحسن من انفسنا
لا قيمة للذهب الصينى حتى لو كان يلمع مثل الذهب الاصلى .إذا كنت غير حقيقى سوف تقابل الجواهرجى الذى يستطيع أن يميز بين حقيقة الأشخاص سواء ذهب صينى أو ذهب اصلى ،وكما قال الحكماء ليس كل ما يلمع ذهب .لذلك كن انت ولا تحاول ادعاء اى شئ حتى لا تأتى اللحظة التى تشعر بأنك ذهب صينى لا قيمة له .