الزراعة المميتة بقلم - ولاء مقدام
تعتبر جائزة نوبل من أهم الجوائز على مستوى العالم، ومن يحصل عليها يعتبر إعتراف من كل أنحاء العالم أنه مميز وأنه قدم شيء مفيد للعالم، ولها مجالات عديدة (العلوم ،السلام ... وغيره) فهذه الحائزة بمثابة حافز كبير حتى يقدم المبدعون كل ما يخدم العالم ويساهم في تطوره، وبنظرة سريعة عن أصل الجائزة والعالِم الذى سميت على اسمه نوضح الآتي:
يقال أنه نوع من أنواع التكفير والإعتذار للبشرية.
كيف ذلك؟
هذا العالم اخترع الديناميت وهو مادة قاتلة وتم استخدامه في القتل والتدمير وتكفيراً منه لما قام باختراعه قدم جائز نوبل العالمية حتى يكفر عن إراقة دماء الشعوب،
وكالعادة البشر يخترعوا الأشياء لاستخدام ما ويتم استخدامها بصورة سيئة، وسوف نتحدث فى السطور القليلة التالية عن وسائل التواصل الإلكتروني وأثرها على تغير الحقائق وإثارة الفتن وطمس الحقيقة ونشر الفساد.
يوماً بعد يوم يزداد تعلق الناس بالتقدم التكنولوجي والرقمي الذى أصبح المحرك الأساسي له الإنترنت، ومن هنا ظهرت وسائل التواصل الإلكتروني التي باتت بالنسبة لبعضهم كالماء والهواء اللذين لا غنى عنهما، وهناك من يستخدم مواقع التواصل الإلكتروني للعلم والثقافة، عقد اجتماعات ،مقابلات عمل ،تسويق والتواصل مع الأهل والأقارب أوعقد صداقات جديدة من كل أنحاء العالم، وهذا الإستخدام الحميد لها.
وكالعادة نحن البشر نستخدم الأشياء بصورتها السيئة أكثر من صورتها الحسنة، لكن بينما هناك من يستخدمها للنفاق والمجاملة من أجل منفعة شخصية أو دفع الآخرين لأخذ نظرة مغايرة عن حقيقته.
كثيراً ما نسمع جملة (قضية رأي عام) وهذه الجملة هي بمثابة تصريح لأي شخص أنه يتحدث ويعبر عن رأيه، أصبح من حق أي شخص أن يتحدث في أي شيء، الأمور الدينية ،الإجتماعية ،العلمية ،الأخلاقية، أصبح كل من يمتلك صفحة على منصات التواصل الإجتماعي من حقه نقد الآخرين، نشر أي شيء وحينما توجه له نقد لما يفعله تكون الإجابة أنه حر وهذه صفحته الشخصية، من حقه أن يعبر عن رأيه.
من أعطى الحق لكل شخص أن يتحدث فى أي شيء، من أعطى الحق أن يتم تشويه سمعة الآخرين وتبرير الأخطاء ونشر الفساد والاحباط والتنمر على الآخرين.
الكلمة قاتلة، تفعل الكلمة ما تفعلة الرصاصة وسوف يحاسب الإنسان على كل كلمة تخرج منه، وليس من حق أحد أن يجرح، أو أن يقسو أو أن يسب أحداً، وهذه ليست حرية أو تعبير عن رأي.
نشر الاخبار الكاذبة، تغيير الحقيقة، قذف المحصنات، نشر الفساد كلها أصبحت أشياء عادية ومباحة على شبكات الإنترنت.
ليس كل ما تراه صحيحاً، ليس كل ما تسمعه أيضاً صحيحاً، أصبح التلاعب بالعقول والمشاعر فن يقوم به الآخرين لمجرد الشهرة وتحقيق التريدندات.
حتى الموت لم يعد له حرمة على مواقع الفساد الإجتماعي .
إذا أرادت الأمم التقدم لابد أن تحافظ على دينها وأخلاقها وانسانيتها وهذا ما يتم انتهاكه يومياً وكل دقيقة على وسائل الفساد الإجتماعي. فا يا أيها الانسان اعلم جيداً أن كل ما تقدمه للعالم يرتد إليك .هذا قانون إلٰهي ،من قدم خير يحصد خير ومن قدم شر يحصد شر .فقدم ما تريد أن يعود اليك .كما قال الحكيم لقمان: إن من الكلام ما هو أشد من الحجر , وأنفذ من وخز الإبر , وأمر من الصبر , وأحر من الجمر , وإن من القلوب مزارع , فازرع فيها الكلمة الطيبة , فإن لم تنبت كلها ينبت بعضها.
-سوف نتحدث فى المقالات القادمة عن عيوب استخدام مواقع التو.اصل الإجتماعي وأثرها على الصحة النفسية للشعوب