”الدين أفيون الشعوب” بقلم - محمد فاروق
مقولة فاسدة تبناها المفكر والفيلسوف الألماني الملحد " كارل ماركس " وقصد من خلالها أن الدين يُخدِّر العقل والفكر ويُكبله فلا تستطيع الشعوب التقدم والإزدهار بسبب تحكم الدين فيهم فهو يحد من قدراتهم ويتحكم في مصيرهم فيجعلهم يرتضون بالدنية في كل شيئ حيث أن الدين يؤثر بالسلب والضعف على أفكار وقدرات الشعوب كما يؤثر مخدر الأفيون على جسد المدمن فيجعله لا يستطيع مقاومة أى مؤثر خارجي وربما يرضى بالذل والهوان لأنه لا يملك القوة والقدرة الجسدية التى تجعله قادراً على المقاومة أو الرفض.
وبالطبع الدين برئ من هذا التشبيه العقيم والظالم الذى لا يصدر إلا من إنسان ملحد كاره للدين والمتمسكين به ، فلو أنصف هذا المفكر وتعرف عن قُرب على أثر وأهمية الدين فى حياة الشعوب وما يدعو إليه الدين من أهمية التفكر والتدبر والإرتقاء سواء على مستوى الفرد أو على مستوى المجتمع ككل.
نعم أمرنا الدين بالصبر على الإبتلاء وتحمل الشدائد والصعاب ولكنه فى نفس الوقت أمر بالسعى وبذل الجهد للنهوض والإرتقاء وتحسين الأوضاع وعدم الخنوع والخضوع لأى مثبطات فى طريق النجاح.
وكذلك أمر الدين بالتدبر والتفكر والتمسك بالعلم والمعرفة والبحث عن كافة السبل التى تيسر للمجتمع سبل الحياة الكريمة .
ولعل اهتمام الدين بالعلم والعلماء ووضعهم في مكانة متميزة بين أفراد المجتمع أكبر دليل على تشجيع الدين للأخذ بأسباب العلم والمعرفة ، وأكبردليل على كذب مقولة " الدين أفيون الشعوب " هو ما أحدثه الدين في شبه الجزيرة العربية فبعد أن كانوا مجموعات متفرقة من رعاة الشاة والإبل يتناحرون ويتقاتلون على أبسط وأتفه الأشياء ، وحدَّهم الدين ولم شملهم وجعلهم فى سنوات معدودات سادة وحكام للأمم في مشارق الأرض ومغاربها متفوقين على القوتين العظمتين في ذلك الوقت ليس بكثرة عدة أو عتاد ولكن بدعوة وفكرة ورؤية حثهم عليها الدين وأمرهم بها نبيهم فحققوا ما يشبه المستحيل في بضع سنين أقاموا حضارة لم يزل العالم ينهل من معينها الصافي إلى يومنا هذا.