العشرة الطيبة رزق.. بقلم - راندا عطوان
كثيراً ما تكلمنا عن العشرة وعن أهميتها ،في حياتنا وعن مدى وجوب صيانة العشرة والحفاظ عليها .
والحديث كثيرا عن أن الشخص الأصيل هو من يحافظ عن العشرة الطيبة ويرعاها .
لكننى اكتشفت ان الحديث شئ والاستيعاب شيء آخر.
فاستيعاب العشرة واى شئ يمكن ان يفقدك تلك العشرة هو أكبر من أي حديث .
في الفترة السابقة تعرضت إلى أن أبتعد عن مجموعة من الأشخاص الأصدقاء والاقرباء الى قلبى وذوى عشرة طيبة في حياتي .
ولأول مرة عرفت أكثر وأكثر معنى العشرة وأدركت ماذا وأهمية تلك العشرة في حياتنا .
فالعشرة ليست مجرد شخص تعودت على رؤيته يوميا إنما هي أشخاص امتزجوا معك وامتزجت معهم فأصبح هناك رابط خفي بينك وبينهم لا يستقيم يومك بدونهم ولا يستقيم يومهم بدونك .
العشرة هى مجموعة من الأشخاص تراهم يوميا وتجلس معهم يوميا تتحدثون وتضحكون و تتهامسون وتتناقشون كل شئ ربما حتى احلامكم تتقاسموها معا ثم ينشأ ما بينك وبينهم رابط خفى يجمعكم معا كأنك امتزجت بهم وامتزجوا بك .
إن العشرة مفهوم عميق لا يعلمه إلا من عاشه وتعايشه ولا يحافظ عليه إلا من كان أصيلا حقا وكان يعلم مدى أهميتها وكان صادق فى عشرته لا لمنفعه ولا مصلحة وواكتشفت أيضا ان التواجد اليومى معا يعطى للعشرة بريقا ولمعانا لكن البعد المكانى لايقتل العشرة أو يفقدها أبدا وستظل العشرة بداخلها الموده والرحمه وستظل عشرة القلوب مهما ابتعدت الاماكن .
ان لكل منا في حياته عشرة أيا كانت فقد تكون أصدقاء قد تكون إخوات قد تكون أهل قد تكون جيران لكن في النهاية هي عشرة ما بينك وبينهم .
هم ناس اعتيادوا على وجودك في وسطهم واعدت على وجودك معهم تفكرون معا وتحافظون على بعضكم البعض الله ويجمعكم الوفاء والاخلاص .
ما أقوله الآن أن العشرة الطيبة رزق ورزق كبير ،لا يمنحه الله إلا لاصحاب القلوب التقية و لمن يقدرونه ويعلمون مدى أهميته .
إذا كانت لديك عشرة وقريبة منك ومن قلبك حافظ عليها فهي رزق ورزق كبير، ولا تقتلوا تلك العشرة او تعكروها بصغائر الأمور والتفاهات فلربما يأتى يوما تجد نفسك تشتهى تلك العشرة وتندم على اضاعتها وتذكر دائما ان العشرة الطيبة رزق من الله .