هكذا أنا..! بقلم - ثويبة صابر
من يقدر على ضم البحر أو احتوائه؟
وهل للجبل أن يميل على أحد ؟!
لا أحد..
هكذا أنا، فأنا البحار والجبال.
لدي الكثير بحياتي لن تستطيعه،
ليس مقدر لي أن أميل على أحد،
قوة لا ضعف ووحدة
كملكة وُجدت ليراها الجميع متوجة وقد حُرِّم عليها العشق،
وكل معشوق منها مخذولة به لا تقدر أن تحيا كالغانيات والجواري ولا تستطع أن تبرح مكانها لتحيا كامرأة حرة.
نبيلة قومها وحيدة في قصرها
لم يقدر لها الميل فهي بنفسها مرسى لمن حولها لنفسها،
وبرغم قوتها ماسية القلب دافئة العينين ولم تُفهم يوماً
تلك التي يضيع معها الوقت برفقة عينيها فى حديث يطمئن القلب، تلك التي لا تمل معها الحديث وكأن كل مرة أول مرة..
من لا يمكنك الاقتراب منها ولا تقدر أن تبتعد..!
لعنة لا تملها ولا تستطع أن تنساها فهي لا تنسى
فلا تدري صديقة هي أم حبيبة أم عاشقة أم أمّ تدفئ قلبك أو هي الجميع ومحرمة..
فهي تُدخر لملك قادر على إدراك قوتها رفيقاً برقتها
لن تدوم مع عاشق ابتغاه قلبها فلطالما ازدادت حمقاً و عطاءً كلما فاضت عينها بما قر بقلبها؛
لذا هي مُدخرة لمن يقدر على فهم طبيعة الجبال وعنفوان البحار ورؤية ما بهم من جمال الذي لم يُري من قبل.