ولاء مقدام تكتب: ”الغرف المغلقة”
يطلق على عصرنا هذا عصر التكنولوجيا وعصر التقدم العلمي .سمى العالم الفترة الأخيرة أنه قرية صغيرة وظهرت مصطلحات كثيرة مثل العولمة وايضا ميتا فيرس وهى تتحدث عن الواقع الافتراضي وهو المستقبل للتكنولوجيا ،والجيل الرابع والجيل الخامس وكل ما هو حديث في التطبيقات الحديثة والأجهزة حيث أصبح العالم كله يأتي للإنسان في الغرف المغلقة بدون أن يتحرك .ولكن السؤال هنا ماذا دفع الإنسان مقابل هذا التقدم الرهيب ؟هل المكسب اكبر ام الخسارة ؟
من الواضح أمام الجميع أن المكاسب كبيرة تقدم ،رقى ،تطور وايضا متعة .تقدم علمي ،تكنولوجي ،مادى أيضا وبالإضافة إلى ذلك متعة وإثارة وتشيق .تخيل أن ينفصل الانترنت عن العالم لمدة أسبوع ،بالاصافة لكم الخسائر المادية والانهيارات العالمية سوف يكون هناك ملل قاتل يشعر به الإنسان .هل معنى ذلك أن الإنسان أصبح منفتح على العالم ؟نعم أصبح منفتح على العالم ومنغلق على نفسه.
أصبح العالم كله يأتي للإنسان في الغرف المغلقة من جميع التطبيقات المختلفة ولكن أصبح الإنسان أكثر عزلة ،غربة ،بعد .وأكثر عرضة للاكتئاب حيث ظهر نوع جديد يسمى اكتئاب السوشيال ميديا .أكدت كثير من الدراسات الحديثة أن هناك حالات كثيرة تصاب بالاكتئاب بسب منصات التواصل الاجتماعي من مراحل مختلفة .أصبحت هذا المنصات مثل الفيس بوك والتيك توك والانستجرام كلها مليئة بالصور المبهجة ،والاماكن الجميلة وصور الفتيات الجميلة ويعتقد رواد هذه المواقع أن ما يتم تداوله على هذا المنصات شيء حقيقى مما يصيب الشباب المراهق والفتيات بكثير من الاحباط والاكتئاب لأنهم يريدون هذا النمط من الحياة من جعل البعض يسعى للشهرة والعمل ما (بلوجير )وهذا مسمى جديد لمن يعرض حياته ويقدم فيديوهات أي انواع الفيديوهات على هذا المنصات )وهناك من الشباب من يصاب بالاكتئاب لأنهم يمتلكون حياة عادية وليست مجملة بالفلاتر ونجد أنه أصبح العتاب بين الاحباب على الفيس بوك ،وكذلك للتعبير عن الاشتياق والتقدير بين الزوجين من خلال بوست أو تعليق على التويتر أو التيك توك ،حتى اصبح الموت والانتحار يتم بتصوير الفيديوهات على هذا المنصات .
للأسف هناك انفتاح عالمي بين الشعوب ،ولكن انغلاق في إنسانيته .عزلة وغربة. قد يمتلك الإنسان آلاف المتابعين والأصدقاء الإلكترونية ولكنة وحيد وليس له صديق أو حبيب .حتى العلاقات الأسرية تأثرت وأصبحت رسائل على الواتس اب او تعليقات على الفيس بوك .حقيقي نحن فى زمن التطور والعالم الافتراضي فكان الثمن كبير ،تحول الإنسان من كائن اجتماعي إلى كائن تكنولوجي إلكتروني ،يعيش في واقع افتراضي ينتظر التقدير من بوست أو عدد اليكات في الغرف المغلقة .