أنباء اليوم
الخميس 7 نوفمبر 2024 09:07 مـ 5 جمادى أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

ملائكة الشيطان .. بقلم - ولاء مقدام

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

منذ أكثر من عشرون عاماً كان هناك سلسلة جميلة تدعى ما وراء الطبيعة للكاتب المبدع أحمد خالد توفيق وكان هذا المبدع رحمة الله عليه يقدم كل شهر عدداً مميزاً في هذه السلسة، كان العدد في الغالب كل عشرة أعداد، أي عدد رقم ١٠ أو ٢٠ أو ٣٠ وهكذا، وتحديداً العدد رقم ٢٠ كان يحمل معنى غريب وقتها، كان يحمل اسم حكايات التاروت.

كانت القصة عبارة عن مجموعة قصص لمجموعة مختلفة من البشر تم تواجدهم بالصدفة في حفلة ويتم الإجتماع بينهم ويحضر العدو اللدود لبطل القصة شخص يسمى لوسيفير ويقوم بفرض أن يقرأ التاروت لكل الشخصيات الموجودة داخل الحفلة.

لوسيفير هنا رمز للشيطان وهو اسم من أسماء الشيطان، الغريب أنه يخبرهم بتفاصيل كثيرة وتؤكد الشخصيات صحة ما يقوله حتى مع بطل السلسلة د. رفعت إسماعيل ويتنبأ لهم بمستقبل كل فرد، تصدق الشخصيات كلامه وتتصرف بناءاً على ما قاله لهم وينتهي الأمر بمأساة لكل شخصية، إلا د رفعت اسماعيل الذي رفض أصلاً تصديق ما تنبأ به وتصرف بناءاً على العقل والمنطق والدين.

سوف نتناول فى هذه السطور القليلة قضية بدأت في الظهور فى مجتمعاتنا حديثاً وهي قنوات قراءة التاروت وما مدى مصداقية هذه القنوات من خلال الإجابة على الأسئلة الآتية

١-ما هو التاروت؟

٢-مم يتكون التاروت؟

٣-ما رأى الدين فى التاروت؟

٤-ما أثر ذلك على المجتمع؟

٥-ما هى روشتة العلاج؟

التاروت هو:- يُعتقد أن أوراق التاروت ظهرت في إيطاليا، خلال القرن الرابع عشر الميلادي كإحدى ألعاب الورق وشاع استخدامها للعب في فرنسا وبريطانيا قبل أن تشهد تصاميم حزم الأوراق تطوراً كبيراً خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر إثر الإنفتاح على تأثير الثقافات والأديان الأسيوية والمصرية القديمة واليهودية والهندية.

ولا يُعرف على وجه التحديد متى استخدمت أوراق التاروت لأغراض العرافة، للمرة الأولى، ولا توجد أي أدلة موثقة على ذلك حتى بداية القرن الثامن عشر، غير أن الباحثة شريهان الأخرس، التي تحمل درجة الدكتوراة في الميثولوجيا والأدب المقارن من جامعة درم البريطانية تقول إن الربط الذي لا يقوم على أدلة تاريخية بين أوراق التاروت والثقافات الشرقية خلال القرن الثامن عشر لعب دوراً في تسويق تلك الأوراق وجذب الأوروبيين إليها بوصفها "حاملة أسرار الحضارات القديمة وتمتلك قيمة روحانية".

وأكد الباحثين أن الكلمة وهي تارو تعني الطريق الملكي وذلك تبعاً إلى اللغة الفرعونية لذلك ظن بعض الناس إن هذه الأوراق تعود إلى العصر الفرعوني.

وأكد البعض الآخر من الباحثين أن السبب وراء التسمية يعود إلى أنهار موجودة في إيطاليا.

يتكون ورق التاروت من ٧٨ورقة برسوم مختلفة كل ورقة تحمل أرقام مختلفة عن الأخرى، تعكس التجارب التي تحيط بالإنسان، وتنقسم الأوراق إلى ٥٦ورقة يطلق عليهم السر الأصغر و٢٢يطلق عليهم السر الأعظم.

وخلاصة القول إن من يقرأ التاروت يستطيع من خلال الأوراق أن يحكي قصة متكاملة للشخص عن حياته وعن ماضيه، عن مشاعره النفسية والعاطفية وأخيراً يتوقع له المستقبل.

وأطلت علينا مجموعة من القنوات فى الفترة الأخيرة وانتشرت بصورة كبيرة لقراءة التاروت وليس فقط القراءة ولكن أيضاً تعليم قراءة التاروت وأصبحت تدر ربحاً كبيراً على أصحابها، لأن عدد المشاهدات كثيرة وأيضاً لأن القراءات الخاصة تكون بمبالغ مالية قد تصل إلى ١٠٠٠دولار وذلك لمن يرغب معرفة وتوقع المستقبل أو مشاعر تخص المحيطين به أو أي شيء متعلق بحياة من يطلب القراءة .

رأى الدين في التاروت؟

الدين راية واضح فى هذة القضية ،اى محاولة لمعرفة الغيب حرام ومن يصدق ويؤمن بما يقولون العارفون هو خارج من الملة ، وتُعد أوراق التاروت من وسائل معرفة الغيب، فما حكمها في الدين الإسلامي؟ وأما عن حكم الدين الإسلامي في استخدام أوراق التاروت لقراءة الطالع والتنبؤ بالمستقبل؛ فقد حرّم الإسلام قراءة تلك الأوراق أو التعامل معها وسؤال العرافين وتصديق ما يقولونه.

فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: من أتى عرافًا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. رواه مسلم.

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أتى عرافًا فصدقه بما يقول، لم تقبل له صلاة أربعين يومًا“.

وعن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “من أتى كاهنًا أو عرافًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد“.

كما أن ذلك أحد أشكال الإطلاع على الغيب، وهو ما حرّمه الله سبحانه وتعالى، فقد قال في كتابه العزيز سورة النمل: “ قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله

“ فلا يعلم الغيب سوى الله سبحانه وتعالى، لا يعلمه حتى ملائكته ورُسله، ونفى الأنبياء معرفتهم بالغيب، فقد قال سيدنا نوح عليه السلام لقوله في سورة هود “ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب“.

ولذلك أبطل الدين الإسلامي جميع وسائل معرفة الغيب من تنجيم وكهانة وطرق وغير ذلك، فعلى كل مسلم ألا يلجأ إلى أيًا من تلك الوسائل التي تتنبأ بالمستقبل، فهي وسيلة من الشيطان حتى يضل بني أدم ويجعله يحيد عن طريق .بالإضافة إلى ذلك هناك قصص داخل هذا التاروت تتنافى مع الشريعة الإسلامية مثل حياة أو توئم الشعلة التى تتحدث عن انقسام روح واحدة وضعت فى جسدين رجل وامرأة وحياتهم كلها عذاب وتربطهم علاقة عاطفية ولابد أن يكون الطرفين مرتبط بشخص آخر ،ونجد أن عند القراءات العاطفية يردد القارء أن صاحب أو صاحبة القراءة فى علاقة توئم شعلة وأنها كل ما يحدث معها داخل علاقتها المسمومة هو بسب انها فى علاقة توئم شعلة والحقيقة أنها فقط ضحية شخصية سيكوباتسة أو نرجسية مريضة تتعامل معها بأسلوب مريض .

المخيف أن من يستمع لهذا للقنوات حتى لو على سبيل التسلية يحدث له ادمان ويستمر يشأهدها باستمرار لأنها تخبرة عن مستر الآخرين ،مشاعر داخلة ،وهناك أشخاص توقف حرفيا حياتها لأن قراء التاروت اخبروهم أن من تركهم سوف يعود ويظلوا وفى انتظار الغائب .ونجد فى بداية كل قراءة خصوصا القراءات العامة كلمة يرددها القراء وهى قراءة عامة لا تنطبق على الجميع خذ من القراءة ما ينطبق عليك فقط .

وهناك اوراق داخل ورق التاروت تسمى ملائكة الرومانس تقدم نصيحة عاطفية للشخص ،او نصيحة عامة حول ماذا يجب أن يفعل فى حياته وايضا هناك الملاك المرشد ،باسماء ملائكة المعتقد أنها كل شخص له الملاك الخاص به هو من يرشدة ومن يشاهد هذا الخزعبلات يؤمن ويصدق كل ما يقولو له قارء التاروت بدون اعمال للعقل .

لابد من منع مثل هذا القنوات وتجريم من يقوم بها لأنها هى دجل وشعوزة وكذلك لابد من الوعى الدينى لطلاب الجامعة والمدارس والشباب بمدى خطورة مثل هذه القنوات .وان محرمة شرعا وكذلك بها معتقدات غريبة على مجتمعاتنا العربية .لابد من انتشار حملات توعية على جميع وسائل التواصل والقنوات الفضائية بدلا من استضافة مثل هؤلاء وإظهار أن ما يقولونة حقيقى كما يحدث كل عام فى بداية العام الميلادى وتوقعات الابراج ،كل ذلك هدفة هدم وكسر العقائد السماوية

واخيرا عزيزى الشاب وعزيزتى الشابة تجربة كل ما هو جديد شئ جميل لكن قبل أن تجرب اى شئ ردة إلى الدين إذا وجدت له اصول واساس ليس هناك مانع أما إذا كان غير ذلك ابتعد لانه لعب بالنار يحرق فى الدنيا وفى الآخرة.