أنباء اليوم
الخميس 21 نوفمبر 2024 11:58 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
الرقابة المالية تدشن أول مختبر تنظيمي لدعم نمو الشركات الناشئة ذات الحلول الرقمية الابتكارية وزيرة التضامن الاجتماعي تجتمع بمجلس إدارة صندوق عطاء بتشكيله الجديد برئاسة شريف سامي رئيس الوزراء يتفقد القرية التراثية بالخارجة .. ومعرض ”أيادي مصر” وزير الإسكان ومحافظ دمياط يتابعان موقف خدمات مياه الشرب والصرف الصحى وزير الري يتابع إجراءات حوكمة المياه الجوفية والإدارة الرشيدة لها بمحافظة الوادي الجديد رئيس الوزراء يبدأ زيارة محافظة الوادي الجديد لتفقد وافتتاح عدد من المشروعات وزير الرياضة: لن نتخلى عن أبناء محمد شوقي لاعب كفر الشيخ وسندعم زوجته صندوق النقد الدولي: مصر تنفذ إصلاحات جوهرية للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي نبذه عن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير ” محمد الشناوي” ”أصالة” تروي أولى ”حكايات الطرب” في موسم الرياض محافظ الوادى الجديد: انطلاق أول ”سباق هجن” محافظ الجيزة يقود حملة لمنع الإشغالات والتعديات للمحال والمنشأت التجارية

مصابيح باهتة”2” بقلم - رضا العزايزة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

... فريدة....

فى البداية أنا فتاة جمالي متوسط ، من عائلة محترمة، وراقية، ثقتى فى نفسى كبيرة وأمتاز بخفة دم.

.............

تعليمى عالي جداً، وكل أخواتى هكذا مثلى، كنت أعمل بعد دراستى فى إحدى شركات التأمين، و أسكن فى مكان راقى لم يكن معى سيارة حينها .......

‏ متحرره فى ملابسي ، ليس بشكل مُبتذل لكن هذة طريقتنا فى هذا المكان الذى كنت اسكن فيه.

لم يتقدم أحد للزواج مني إلا القليل، لا أعرف لماذا؟!! ولم تكتمل لى خطوبة دون أسباب واضحة، كنت خائفة من أن أعيش بدون حب و زواج... لأن لدى أختان لم يتزوجا وهما أكبر مني.

لفت نظري شاب أقل من مستوانا، وكان مهتم بي كثيراً، وأسلوبه كان بسيط وراقي ...

كان يعمل سائق تاكسي ، و ينتظرنى كل يوم لأركب معه ومع الوقت أهتم لمظهره بطريقه ملحوظه، وطلب منى اجلس معهُ في المقعد الأمامي

ويُسمعنى أغانى أم كلثوم ويضع ورد وهكذا من أمور رومانسية ، وتعلقت به مع الوقت لأنه كان حنون جداً معي ، ويهتم لأمري كثيراً

‏كل شيء كان على مايرام بيننا ، نشأ الحب رغم الفارق فى المستوى المادي والتعليمي ، جاءت الخطوة التي كنا أنا وهو نخاف منها.

‏وهى أهلي كيف سأقنعهم به

‏ بالفعل تقدم لي لكن أهلى رفضوه ، وقالوا لي أن الحب ليس كافى لبناء علاقات ، يجب أن يكون هناك تكافؤ بين الزوجين.

‏ غضبت منهم كثيراً ، وقلت لهم سأحاول أن أبعد عنه بالتدريج مع إني أحبه كثيراً.

و لم تنفع معي المحاولة فى أن أنساه ، مع إني كنت أتعمد أن أُغير ميعاد العمل ، حتى أتلاشي أن يراني كل يوم معه.

سمعت من إحدى السائقين بعد ان سألت عليه

أنه مريض، بعد وفاة والدته

قلت فى نفسي يجب أن أذهب إليه لأقوم بواجب العزاء

‏ وفعلاً ذهبت إلى بيته في إحدى الأحياء الشعبية

‏ عندما رآني فرح جداً ، وإنهار فى البكاء ...

‏ طبعاً أنا تأثرت لأني أحبه كثيراً ، وأتفقنا على الزواج

‏قال لي لم يعد له أحد غيري ، هربت من أهلي

‏بعد أن قال لي أنه سيجعلني أسعد إنسانه فى الوجود

‏ وإن إحدى قريباته سترسل له من إحدى الدول العربية للعمل هناك ، ويجب أن أحضر نفسىي للسفر معه

‏أقوم بتحضير الأوراق اللازمة للسفر ، تم الأمر وأخذت أجازة بدون مرت من العمل.

‏أخذت ذهبي والمال الخاص بي و حضرت نفسي للسفر معه لأعيش الحب والعشق حتى ولو فى آخر الدنيا

‏ هربت من المنزل ، وتركت لأهلي رساله بأننى سأتزوج وأُسافر خارج البلاد مع زوجي لأني أحبه، ولا أستطيع العيش بدونه.

‏ وسافرنا أنا وهو وبعد شهور قليلة ظهرت أعراض الحمل على وضاق العيش فى تلك الدولة العربية بعد الحروب الذى كانت بها بعت كل شيء لدى أمتلكه

‏وبدأ بعد يتعصب علي كثيراً ، لدرجة مد الأيدى

‏ وكلام سيء من الشتائم والسباب بأبشع الألفاظ لأنه كان يتعاطى بعض المخدرات.

‏ بعد أن ضاق الحال بنا كنت أصبر لأنى لا أستطيع الرجوع لأهلي، بعد أن هربت من المنزل ، ولم أسمع كلامهم.

تحولت أحلامي إلى كوابيس ، كل يوم أُضرب وأُطرد من المنزل فى الغُربة

‏ويقوم الجيران بأستضافتي والصلح بيننا

ومرت السنوات وعُدنا إلى بلادنا مره أخرى و لم يتغير الحال.

‏ ‏بعد طفلي الأول والطفل الثانى رجعت للعمل ‏ ولكن العمل كان غير مناسب لي ، ولكن كنت مضطره لاساعده فى تعليم أولادي.

‏ تدهور الحال ومرت السنوات مابين مد وجزر حتى مرت ما بين ضرب وإهانة حتى كبرت أولادي وزوجت إحداهما ، بعد عناء وجهد ، تعبت كثيراً وٱنتبهت لحالي و لكن بعد أن ضاع العمر .

رفعت عليه قضية خلع دون أن يعلم ، وظللنا فى بيت واحد ولكن كلا منا ليس له دخل بالآخر ، سوى أننا نتشارك المنزل فقط.

وتعرضت أنا لأغراءات كثيرة لأحتياجي للحب والأهتمام والكل كان يرى أني كثيرة عليه، وأنه غير مناسب لي وهناك فارق كبير فى الأسلوب والمظهر بيننا.

لكني لم أكن أهتم للعلاقات كثيراً، وأصبح الأمر غير مهم بالنسبه لي ..

توفى أبى وأمي وأختي ، وكنت حزينه جداً لأنى لم أسمع كلامهم وكانوا غاضبين مني ومشفقين علي حالي.

ومع الوقت حاولت الرجوع لأهلي بعد كل هذة المعاناه ولكن لم يعد الامر كما كان أبداً.....

لي أخ كان خارج البلاد فى دوله أوروبية، يرسل لي مساعده مالية ،وأختى هكذا تفعل مثله

كانت موظفة وليست متزوجه ، وتعيش فى بيت أبى وامى ، رغم أنهم كانوا يساعدوني ، لا أحد كان يزورنى إلا أختى قليلاً .

وإلى الآن يبقى الحال كما هو عليه، مطلقه مع إيقاف التنفيذ خوفاً من بطشه والإهانة ولا أعلم إلى متى سأظل هكذا

عندما أكمل رسالتى مع ابنى الآخر أم ماذا ؟؟؟!!

وضعى غريب حقا لأنى معلقه لا اتعايش معه لا يربط بيننا سوى المكان

دائما أتذكر الوقت الصعب الذى قضيته معه خارج البلاد ، كان يطردنى بالخارج وأنا حامل فى إبنى الأول، ولازالت حياتي صعبه ولكن انا من جلب الحظ السيء لنفسه......

... ‏ هناك تفاصيل كثيرة فى قصتى ولكن قمت برواية الحكاية بسرد بسيط ، هناك الكثير والكثير من الخيبات والإهانات الجسيمه الصعبه على نفسي لن أقوم بسردها لأنها دقيقه، ومتعبه لي جداً ....

عدم ثقتى فى نفسى كلما أنظر للمرآه وأتظاهر بالقوة والثقه المزعومه، بدأت التجاعيد تظهر على وجهي، ومر قطار العمر سريعاً فى قرار خاطيء ، وأحتياج أودى بي إلى التهلكه.......

أصرخ من داخلى كثيراً، ولا أحد يسمع لأنهم أعتادوا على القوة الخارجية.

أما أنا ابكى بمفردي مثل الطفل الذى ليس لديه أى شيء سوى أمه ، وضاع منها وفقد شعوره بالأمان والأمل.

أحاول الإهتمام بشكلي ، ومظهرى ، لأخدع العالم أني بخير فى حين أنا لم يعد لي أى امل للحياة ، والسبب فى تعاستى هى أنا نعم أنا.

الأستعجال ، والضعف ، ضيع حياتى كلها

لم أجعل لى كبير أخذ رأيه و أصدق إنه صحيح أستهنت بأهلي فستهانت بي الحياة ..

أوصلت نفسي إلى رصيف الماضى المُهمل فى الأرشيف

‏.....انا فريدة......