فاتورة الحساب بقلم - ولاء مقدام

عندما نذهب الى مطعم ،ونطلب الطعام ،بعد الانتهاء من تناول الطعام يأتي لك النادل بفتورة الحساب لما أكلته ،ومن الطبيعي أن تدفع الحساب وليس من الطبيعي أن تطلب من شخص آخر أن يدفع ثمن طعامك أو أي شيء اخر أنت قمت بشرائه .ولكن سوف تجد من البشر من يجعلك تدفع فاتورة حسابه وانت ليس لك ناقة أو جمل في الموضوع .

كثير من الأشخاص التي تعرضت لأذى من الآخرين ،وخذلان أو خيانة تترك من تسبب لها بمثل هذه المشاعر وتجعل آخرين ليس لهم أي ذنب أن يدفعوا فاتورة خذلانهم واحباطهم من الحياة .تجد هؤلاء الأشخاص تعلموا وتعبوا من ما أصابهم من علاقات مؤذية علاقات سامة ،فاذا بهم عندما ينخرطوا فى علاقات مع أشخاص آخرين يستخدموا معهم نفس الطرق المؤذية والاستغلالية فهم بذلك يدافعوا عن أنفسهم ويجعلوا أشخاص ابرياء يدفعوا فاتورة الالم والحزن والخذلان الذى تعرضوا له في حياتهم السابقة .

هؤلاء الاشخاص هم شخصيات هشة ،ضعيفة ،ليس لديها ثقة في النفس ،لم يشعروا يوما بأهميتهم ،يعانون من نظرة دونية لأنفسهم يتقمصون شخصيات ليس لها علاقة بشخصيتهم الحقيقة ،يحاولوا أن يستغلوا كل من يقع فريسه شباكهم ،اعتقاد منهم أنهم ضحايا وأنهم لا يحب أن يتأذوا مرة أخرى ،وفى سبيل ذلك ياذوا أشخاص قد احبتهم بالفعل أو على الأقل لم تقدم لهم أي ضرر .

الاهمال ،والنبذ وعدم الثقة في النفس أغلبها مشاعر ناتجة الأسرة والمحيط القريب من الشخص المؤذي ،وعندما يخرج إلى العالم الخارجي ويتعامل مع شخصيات أخرى يكون لدية أمل أن يجد من يحتويه أو يكون به عوض عما شعر به طوال عمرة ،اذا تعرض للاستغلال أو الظلم أو القهر ،يتحول إلى شخص قاسى ،لا مبالى بالآخرين يصبح ذئب ويفترس من يقترب منة ،وهنا الذى يدفع الحساب شخص آخر ليس له ذنب غير ان اوقعه حظة في شباك صياد ماهر

لماذا نقابل شخصيات مثل هذه في مشوار حياتنا ؟

قد يطرح البعض هذا السؤال لماذا اقابل مثلة في حياتي ؟والاجابة بسيطة لأنه يكون درس في حياتنا ،وجود مثل هؤلاء الأشخاص وتعرضنا الخذلان المستمر منهم وكذلك النرجسية التي يتعاملوا بها تجعلنا ندرك قيمة أنفسنا ،وندرك أيضا قيمة الأشخاص الآخرين في حياتنا .قد نهمل أشخاص تحبنا حقيقي ولا تحتاج الى أي شيء مننا ونتجاول مع شخصية مريضة تسعى دائما إلى الاستفادة والتمكن من مشاعرنا وعقولنا ،قد نعطى من ليس له قيمة أو قدر كثير من الأهمية ونهمل حقيقي الأشخاص الجميلة ،قد يكون لدينا مشكلة في حب أنفسنا ونتعلم من مثل هذه العلاقات المشوه أن نحب أنفسنا أكثر من أي شخص ،لأنه يعلمنا درس في أن التضحية في غير مكانها ومع من لا يستحق هي اكبر ذنب نرتكبه في حق أنفسنا .الحياة تريد أن تكسبك خبرة ولكنها خبرة صعبة بالتجربة ،من يتعلم الدرس يدرك بعد ذلك قيمة نفسه ولا يقع في حبال مثل هذا الشخصيات مرة أخرى ،اما من لا يتعلم الدرس ،تقوم الحياة بصفعة مرة أخرى بشخص آخر نفس المواقف والتعاملات ولكن باختلاف الأشخاص ،أي أن هؤلاء المؤذنين هم درس من الحياة لكى ندرك قيمة أنفسنا وأننا نستحق دائما الافضل .

كل البشر ضعيف أمام رغبته ولكن هناك من يتحكم في نفسة ،قيمة هي من تحركه ،جميعا معرضين للاستغلال أو أن نقابل أشخاص مؤذية في مشوارنا ولكن هنا يظهر قوة الشخص ومعدنه الذى لا يجعل الآخرين يؤثرون عليه بالسلب ،لا تتبنى اسلوب القاتل ،لا تستخدم نفس السلاح مع ناس آخرين ،لا تكذب وتستغل وتتحول من شخص له صفاته التي تميز عن غيرة إلى مسخ يمتص دماء كل من يقترب منة ،فالشخص المؤذية يصبح مثل مصاص الدماء الذى يمتص دم الضحية ويحولها مثله مصاص دماء يمتص دماء آخرين .وفى النهاية الذى يدفع الحساب شخص آخر ليس له علاقة بأي شيء ،لا تدفع فاتورة أحد إذا كنت في مثل هذه العلاقات المشوه اهرب يا صديقي انج بنفسك واعلم أن هناك من ينتظرك وان لك كل الخير معه

ولا تكون سبب في أذى أي انسان لأن مهما طال الزمن سوف تختبر نفس الشعور وبنفس المواقف ولكن باختلاف الأشخاص .