أنباء اليوم
الثلاثاء 21 يناير 2025 12:47 مـ 22 رجب 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
النيابة الإدارية تآمر بإحالة ثلاثة من مسؤولي مستشفى بالشرقية للمحاكمة التأديبية وزير الصحة يشهد فعاليات مبادرة سداد ديون المزارعين ويشيد بدورهم في دعم الثروة الزراعية والأمن الغذائي هيئة فلسطينية : نعول على الجهود المصرية لاستدامة وقف إطلاق النار بغزة محافظ الوادي الجديد يترأس اجتماعي مجلس إدارة ”الخدمة” و”الإسكان” الداخلية : ضبط عدد من قضايا الإتجار فى العملات الأجنبية المختلفة بقيمة 7 مليون جنيه محافظ المنوفية يلتقي حالة إنسانية من ذوي الهمم الديوان الملكي السعودي ينعي الأمير عبدالعزيز بن مشعل بن عبدالعزيز آل سعود مدير تعليم القليوبية يتفقد لجان امتحانات الشهادة الإعدادية بمدارس القليوبية رئيس الوزراء يلتقي الرئيس التنفيذي لشركة ”ديمي” البلجيكية محافظ بورسعيد يتفقد منطقة ” الداون تاون ” بحي العرب المتحدث العسكرى : تعاون مشترك بين وزارة الإتصالات والأكاديمية العسكرية المصرية الأوقاف و الأعلى للشئون الإسلامية يعيدان إحياء تراث الشيخ محمد صديق المنشاوي

طفولة مع إيقاف التنفيذ ..! بقلم - أميرة عبد الباري

أميرة عبد الباري
أميرة عبد الباري

أتذكر عندما كنت طفلة صغيرة ، أنني رأيت يوماً شخص مريض يتألم ، ولم يكن بإستطاعته الحصول على الدواء ، وأحزنني هذا الأمر كثيراً ، ومنذ ذلك الوقت، أردت أن أُصبح طبيبة وأمتلك مشفى ، لكي أعالج فيه جميع المرضى ، في بلد كل همها هو الحفاظ علي حقوق الصغار ، حتي لا تضيع طفولتهم ، عن طريق بناء مراكز لرعايتهم يوم بعد يوم ؛ فإن الحرمان من الطفولة من أسوأ الأمور التي يمكن أن يتعرض لها أي شخص .

وعندما كبرت أدركت أن أي شيء مهما كان صغيراً ، يؤثر في شخصيتنا ، بل و يترك فيها بصمات لا تمحوها السنين ، سواء بالإيجاب أو بالسلب .

فقد يلمس عقلي ألم ما ، عند متابعة أن العدو الإسرائيلي الغاشم ، لا يزال يقصف غزة بلا هوادة ، بالغارات الجوية والمدفعية دون مراعاة لأطفال أو نساء أو شيوخ ، بعد أن شن مقاتلوا حماس هجوماً على إسرائيل .

فقد ورث هؤلاء الأطفال من أهلهم ، الحنين إلى وطن حر ، بلا عدو شرس يتربص بهم ، وطن تملؤه الضحكات والإنتصارات ، فباتوا حائرين بين المسؤلية التى فرضتها عليهم الظروف ، وبين أحلامهم المستقبلية ، فمنهم الذي يحلم بأن يكون عالماً ، ومنهم من يحلم أن يكون طبيباً أو محامياً مدافعاً عن الحقوق ، وآخرين حلموا بأن يكون لهم نصيباً في بناء مستقبل وطنهم ، وأن يصبحوا مهندسين .

أحلام معلقة لم تتحقق ، ورغم تلك الأخطار التي تهدد براءتهم ، أحلامهم تشكلت فى وجدانهم ، إلى أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه واقعاً ملموساً .

تمتزج في عيني صور الحاضر المؤلم مع تطلعات المستقبل ، فهولاء الأطفال يستقيظوا مبكرًا على دوي نيران المدفعية ، التي تعصر قلوبهم ألماً وحسرة ، وضجيج الطائرات يصمم آذانهم وهم يستمعون إلى صرخات أهلهم وذويهم ، ومشاهد القتل والدمار شريط يتجدد أمام أعينهم كل يوم .

في لحظة تحوّلت أمامهم الأرض إلى منطقة حرب ، كل شيء ينفجر كما لو أنّها ألعاب نارية ، وأصبح هذا الكابوس يطارد إخوانهم في كل بلدان العالم ، الذين يعيشون حالة من الذعر وهم يشاهدون على شاشات التلفاز نقلا حيًّا لفصول الحرب والدمار .

إذا نظرنا إلى ما هو أبعد من المعاناة ، والأزمة الإنسانية الناجمة جراء تلك الحرب ، وبرغم صعوبة قياس مدى تردد هذه الأصداء ، فإننا لا يمكننا أن نتغافل أن هناك احتمالات ستزيد من المصاعب التي تواجه الأطفال جراء الحرب وما أفضت إليه من مشكلات عصبية ونفسية ، حتي وإن إنتهى مصير تلك الحرب .

ليس عليك أن تضمن البحر حتي لو كنت من السباحين الأقوياء ، فأحيانا يصبح غاضبًا وغادرًا ذو أمواج عاتية ، هكذا هي الحياة مع المحتل الغاصب ، الذي لم يترك سوى لحظات لإتخاذ قرار بين الموت أو الحياة في سباق مع النيران ، في واحدة من أبشع المجاذر البشرية ، لإبادة شعب يدافع عن وطنه ببسالة وصبر ضد عدو ظالم ..

في الختام .. لا يسعني إلا أن أقول وأردد دائمآ ، حين تتعرض لظلم ابتسم وقل للشامتين صبراً ، فإن نوائب الدنيا تدور ، إلى ديان يوم الدين نمضي ، وعند الله تجتمع الخصوم ، ففى النهاية الأمر كله عزيزي القارئ ما هو إلا مسألة وقت ، وسيرد الله لكل ذي حق حقه ولو بعد حين .