أنباء اليوم
الخميس 21 نوفمبر 2024 11:45 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
رئيس الوزراء يبدأ زيارة محافظة الوادي الجديد لتفقد وافتتاح عدد من المشروعات وزير الرياضة: لن نتخلى عن أبناء محمد شوقي لاعب كفر الشيخ وسندعم زوجته صندوق النقد الدولي: مصر تنفذ إصلاحات جوهرية للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي نبذه عن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير ” محمد الشناوي” ”أصالة” تروي أولى ”حكايات الطرب” في موسم الرياض محافظ الوادى الجديد: انطلاق أول ”سباق هجن” محافظ الجيزة يقود حملة لمنع الإشغالات والتعديات للمحال والمنشأت التجارية البرلمان العربي يدين تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بضرب جمهورية العراق وزير الخارجية والهجرة يتوجه إلى الكونجو الديمقراطية في زيارة ثنائية الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب يكرم وزير التموين بجائزة التميز والانجاز المصرفي العربي للعام 2024 وزيرة التنمية المحلية تتابع مع محافظ البحيرة تنفيذ المبادرة الرئاسية” بداية جديدة ” خمس لاعبين يتنافسون علي أفضل لاعب بالشهر في الليجا

”قتلة ولكن أحرار” بقلم - ولاء مقدام

أ/ ولاء مقدام
أ/ ولاء مقدام

في القانون من يقتل مع سبق الاصرار والترصد يتم الحكم علية بالقصاص أي القتل أيضا .لان النية كانت موجودة .لكن هناك نوع آخر من القتل لا يتم حكم على القاتل ويترك حر.قد لا يعلم أحد عنه أنه قاتل سوى المقتول الذى تعرض الأذى .

ما هو هذا النوع من القتل ؟وكيف يترك صاحبة بدون تنفيذ حكم الاعدام به ؟

هذا النوع من القتل يسمى الخذلان .

نعم الخذلان نوع من أنواع القتل العمد ،انه يقتل الروح ،والثقة ،قد يغير الإنسان من شخص مقبل على الحياة إلى شخص منطفئ فاقد الثقة في نفسه وفى الآخرين .

سوف نتناول في السطور القادمة توضيح لكل ما يتعلق بالخذلان وتاثيرة على القلوب والأرواح .

ما هو الخذلان ؟ هو شعور مؤلم وقد يكون من أصعب المشاعر التي يمر بها الإنسان لأنه في معظم الأحيان تكون داخلية وغير معلنة ولا يعرف عنها احد شيء ،فلا يتحدث عنها الإنسان وتظل داخل قلبه تؤذى روحه ،لأنه موقف صعب يحمل بداخلة كثير من

المشاعر ،الاحباط ،الحزن ،الوحدة ،كسرة النفس ،عدم الشعور بالأمان وعدم الاهتمام والنبذ ،كلها مشاعر سلبية تكون نتيجة تعرض الإنسان لصدمة مؤلمة من أشخاص مقربين ،قد تكون صدمة من حبيب ،او من صديق او ممكن من ابن أو ابنة ،فالخذلان قد لا يقتصر على الصدمات العاطفية بين الرجل والمرأة ولكن قد يكون اصعب بين الإخوة أو الأصدقاء أو الأبناء هو فى كل الأحوال شعور مؤلم يقتل الروح ويشوه العلاقة ولا تعود كما كانت وقد يحدث انفصال أو انهيار تام لهذه العلاقة .

انواع الخذلان .

يعتقد البعض أن الخذلان نوع واحد وهو خذلان من المحبوب أو لابد أن يكون هناك طرفان في العلاقة حتى يحدث هذا النوع من الخذلان .هنا يتم فقدان الثقة لأن أحد الأطراف لم يكن على قدر من توقعات الطرف الآخر ،فارتفاع سقف التوقعات بين الأشخاص سبب أساسي لحدوث الخذلان ،قد لا يكون طرف منهم مخطئ ،انما الخطأ كلة هو التوقعات العالية أو كما يقال عنها في العامية (العشم )ومن هنا تحدث الصدمة ،انا اتوقع شئ ويحدث شئ آخر والنتيجة بعد وانفصال وانهيار .

هناك نوع آخر من الخذلان قد لا يدرك عنة الكثير من الأشخاص رغم أنهم يعايشونه معظم الوقت ويكون سبب في كثير من المشاعر السلبية وهو خذلان الإنسان لنفسة !نعم اصعب انواع الخذلان أن يخذل الإنسان نفسه أن ،العلاقة هنا بين الفرد ونفسى وليس بين الفرد وفرد اخر ،ان يخذل الإنسان نفسة حين يضعها في مكانة أقل مما تستحق ،خين يقلل من قدرها ،حين يتعامل ويتحمل أشخاص مؤذين ،ان يتنازل ويقلل من نفسة أمام آخرين لأنه يشعر باحتياج عاطفي تجاههم ،يتحمل تلاعبهم النفسي به ولا يتخذ أي خطوة في البعد عنهم .أن يخذل الإنسان نفسة اصعب بكثير من أن يخذله الآخرين ،ثمة خيانة والخيانة هنا تأتى من نفس الإنسان وليس من خارجة ، ما اصعب ان يخون الإنسان نفسه ويجرحها بيده عندما يتقبل أوضاع وظروف تقلل منة ولا يتخذ أي خطوة للنجاة ،فالمشهد هنا مرعب أن نفسك تستغيث منك ولا تجد من يساعدها للنجاة من ظلمك لها قمة القسوة أن تقتل نفسك بنفسك من أجل شخص أو أشخاص لا تقدر وجودك ولا تعطيك قيمتك الحقيقة .فأنت هنا الحاكم والجلاد والقاتل والمقتول .

كبسولة علاجية

هل هناك علاج لكل هذه المشاعر ؟

نعم هناك علاج لأى مشاعر يمر بها الإنسان وفى السطور القادمة كبسولة علاج لهذا المشاعر ومحاولة التغلب عليها

١-الاعتراف بوجود مشكلة هو أول الطريق فى حلها ،لابد أن يعترف الإنسان أنة لدية مشكلة وانى لدية مشاعر لابد من إخراجها وتعديل بعض الجوانب لدية ،لأنه قد يكون السبب هو شخصية الشخص وليس الطرف الآخر

٢-التعبير عن هذه المشاعر .اصعب شيء على الإنسان عدم التعبير عما بداخلة سواء بالإنكار أو بالكتمان ،لا لابد ان تخرج ما بداخلك بأي طريقة ،كتابة ،بكاء ،تحدث مع الآخرين اهل للثقة اهم شيء تفريغ هدة المشاعر حتى لا تتراكم وتحول الإنسان إلى مريض نفسى

الابتعاد عن كل أسباب هذه المشاعر سواء أشخاص أو بيئة ،لابد أن يبتعد الإنسان ويغير المحيط ،والبعد هنا ليس مجرد بعد مكاني أيضا بعد نفسى ،أي الانفصال عن كل شيء وكل شخص يكون سبب في هذه المشاعر

٤-تقدثر وحب الذات ،ان يحب الانسان نفسه ،ان يعطيها قدرها الذى تستحقه ،ان لا يسمح لأى شخص ان يقلل منة ،ان يعرف قدراتة ،إمكانياته ،وأهدافه فى الحياة ،ان يدرك أنه أعظم مخلوقات الله على وجه الأرض وأن رب الكون كرمه فلا يسمح لمخلوق مثله أن يقلل منة أو يستخف به ،ان يحيا حياة لا تناسب وتناسب قدراتة ومكانته ظن منة أنه لا يستحق الافضل .

٥- تنمية وتطوير الذات المستمر يساعد الإنسان على اكتشاف مواطن القوة والتأكيد عليها واكتشاف مواطن الضعف ومحاولة التغلب عليها ،القراءة تنمى العقل والقلب والروح أيضا

تساعد الإنسان على اكتساب خبرات عديدة وتبنى وجهات نظر مختلفة .

٦-التعلم من أخطاء الماضي مع عدم جلد الذات يساعد الإنسان على التغلب على مشاعر الإحباط والخذلان ،اعتبار الماضي دروس وعظات وليس سقطات يساعد الإنسان على التقدم إلى الأمام .إدراك الإنسان أنه بشر وارد له الخطأ يساعد الإنسان على التقدم وتخطى الماضي بدون جلد الذات وانتقاص وتقليل من شأن النفس ،محاسبه النفس مطلوبة ولكن بدون تهويل حتى لا يتحول الأمر إلى قسوة مفرطة على النفس ،النفي بحاجة إلى طمأنينة وسلام داخلي لن يمنحة العالم الخارجي لك إنما هو من صنع الانسان نفسه

٧- قد تكون آخر نقطة من نقاط التغلب على شعور الخذلان ولكنها اهم خطوة هي الايمان بالقضاء والقدر وان كل شيء مكتوب وان اقتراب الأشخاص وابتعادهم رحمة من الله ولم يخلق الله الإنسان ليعذبه إنما ليهذبه ،لذلك لا تحزن على خروج الأشخاص من حياتك كما لا تفرح بوجود من ليس مناسب لك .الله اعلم بما يتناسب معك ،ليس هناك دائما وقت متأخر لأى شيء ف كل شيء يأتي بميعاده الذى يرى الله انك مستعد به وليس كما ترى انت .

اقراء الرسائل والإشارات الربانية التى يعطيها لك الله وافهم ما بين السطور حتى تسطيع الحفاظ على نفسك من الانكسار ،

الحياة متغيرة ،والاشخاص مراحل في دائرة الحياة والقلب بيد الرحمن يقلبها كيفما يشاء ،قد يصبح حبيب وصديق اليوم غريب الغد ،فلا تخزن وثق أنة افضل لك .

صاحب نفسك طمئنها ،لا تخذلها ولا تحرمها من احتوائك واهتمامك فإذا لم تهتم بها انت وتقديرها فلا تحزن من ظلم الآخرين لها .

لا تستهوون بشعور الخذلان لأنه فعلا مميت ،فهو يقتل الشخص ويحوله إلى شخص آخر ،من يفعل ذلك يرتد علية فعلة قد لا يكون مع نفس الأشخاص ولكن مع أشخاص آخرون يختبر نفس الشعور وبنفس المقدار

ومن يفعل ذلك هم في الحقيقة قتلة ولكن احرار .