أنباء اليوم
السبت 21 ديسمبر 2024 06:19 مـ 20 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

بين المطرقة والسندان بقلم - ولاء مقدام

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كثيرا ما نستمع الى جملة المطرقة والسندان: لكن ليس الجميع يدرك معنى الجملة المعنى الحرفي لهم هو وقوع الانسان بين امرين كلاهما شر أي وقع بي شقى رحى , احط به الخطر من جميع الجوانب .هو شعور صعب يجعل الانسان يفقد التوازن ويبدا في التصرف بطريقة غير صحيحة محاولة منة الخروج من هذه الدائرة .ما هي أسباب الشعور بذلك ؟ وكيف يمكن ان يتغلب علية الانسان ؟سوف نتحدث في السطور القادمة على التغلب عبى هذا الشعور وكيفية الوصول الى السلام النفسى .

الضغوط والمشاكل

يعيش جميع البشر في ضغوط ومشاكل نفسية واجتماعية وأيضا مادية وذلك ما يجعل الانسان يشعرا بالحزن أحيانا او الغضب او الإحباط او حتى الفشل . ويختلف كل فرد في طريقته في التعامل مع الضغوط والمشاكل حسب طبيعة الشخص ونوع المشكلة ,هناك من يتحمل وهناك من ينهار وكل حسب قدرته وتحمله وخلفيته النفسية والاجتماعية والبيئية ولكن جميعا مهما اختلفنا في جميع الجوانب نسعى الى الوصول الى السلام النفسي والانسجام الذاتي لأنه هو الطريقة المثلى للتغلب علبى الضغوط والمشاكل التي نمر بها .لكن ما هو السلام النفسي وكيف يمكن ان نصل الى مرحلة السلام النفسي والانسجام الذاتي ؟

السلام النفسي :

هو في ابسط معناة ان تكون في حالة عقلية وانفعاليه وعاطفية تشعر من خلالها بالراحة والسكينة ولا توجد أفكار او أمور مزعجة تعطلك عن التفكير .ان تشعر بهدوء داخلي سكينة راحة مغلفة بشعور رضى عن الذات عن النفس صداقة مع الذات ,صحبة طيبة تشعر من خلالها بطمأنينة حقيقية تخرجك من دائرة الإحباط والانزعاج والتشتت.

لقد خلقنا الله علة فطرة معينة وليس معنى ذلك ان الله خلقنا ملائكة لا نخطئ او شياطين تبث فساد في الأرض . لقد خلقنا الله نحمل بداخلنا الخير والشر ونحن نحدد أي طريق نسلك لكن خاق الله قلب الانسان سليم وليس به أي مرض وميزة بعقل ووعى لكل ما يحيط بة ومن هنا جاءت فكرة الثواب والعقاب , الجنة والنار . لذلك السلام والانسجام الداخلي يجعل الانسان يدرك ما يمر به من مشاعر وما يطلبه من احتياجات .قد لا يدرك البعض حقيقة مشاعرة وقد لا يعي باحتياجاته وهنا يحدث الخلل والفجوة النفسية بين ما يشعر به وبين ما يحتاجه .فهمنا لمشاعرنا هو نصف الطريق للشعور بالسلام النفسي ,هناك مشاعر سلبية جميعنا نشعر بها منها الحزن , الغيرة , الحقد أحيانا وكذلك الغضب عدم الاعتراف بمثل هذه المشاعر وترجمتها في الصورة الصحيحة يخلق ضبابية في التعامل مع الاخرين . يجب ان يسال الانسان نفسة لما اشعر الان بالحزن؟ لماذا اشعر بالغضب ؟ أيضا المشاعر الإيجابية يجب ترجمتها عل حقيقتها .يجب ان يكون الانسان صريح مع نفسة حتى يصل لمرحلة التصالح الذاتي وذلك يؤدى الى السلام النفسي .قد يعيش الانسان عمرة كلة ولا يستطيع ان يصل الى مرحلة السلام النفسي لأنه في الغالب لا يدرك حقيقة مشاعرة ولا يدرك كيفية تحقيق احتياجاته وبذل مهما سعى دائما مضغوط وحزين وغير مدرك للأسباب الحقيقية خلف انزعاجه .

روشتة علاج :

كيف احصل على السلام النفسي ؟ رغم كل الضغوط التي نمر بها نستطيع ان نحقق مرحلة السلام النفسي .

أولا : يجب الايمان بالقضاء والقدر ويدرك الانسان ان كل ما يحدث له خير حتى لو كان ظاهرة شر , ايمان حقيقي وليس مجرد كلام ظاهري مصداقا لوق الله تعالى قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا .وهذا يأتي من قوة الصلة بالله , عندما تشعر بتعب او انزعاج اذهب الى الله واطلب منة العفو والطمأنينة , القراءة في الكتب السماوية كل حسب معتقدة تساعد على بث الراحة النفسية وعمار القلوب .

ثانيا : الثبات والتوازن الانفعالي في المواقف الصعبة ومحاولة الاخذ بالأسباب ,والتفكير المنطقي في حل المشكلات .

ثالثا :عدم الاستعجال والصبر على الأمور الصعبة مصداقا لقول الله في سورة البقرة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}، قال الله تعالى في سورة الأنفال: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) صدق الله العظيم

رابعا : المرونة في التعامل مع المواقف الصعبة , تاتى من الخبرة والتجارب العديدة التي يمر بها الانسان. لابد ان يدرك الانسان ان هناك أمور لا يجب التهاون فيها وهى ما تمس المعتقدات الدينية والمبادئ والأخلاق وقيمة ولكن دون ذلك لابد ان يكون هناك مرونة في التعامل مع الأشخاص والمواقف حتى يستطيع التغلب على الصعاب .

خامسا الثقة بالنفس من اكثر الأمور التي تساعد على تحقيق السلام النفسي لدى الفرد . معرفة نقاط القوة والاشياء التي تميز شخصية الانسان عن غيرة تساعد الفرد على اكتساب ثقة عالية في نفسة .التعامل أيضا مع العيوب بذكاء عن طريق تقبلها ومحاولة اصلاح الذات وتطويرها على قدر المستطاع تساعد أيضا في الوصول الى الراحة النفسية .

سادسا : تقليل التوقعات من الاخرين يساعد الانسان الى الوصول الى الانسجام مع الذات . لأنه لين يشعر بالإحباط نتيجة لخذلان او عدم تحقيق امر ما .

سابعا :الحديث الإيجابي مع النفس وعدم جلد الذات .ان محاسبة النفس شي محبب ووجود ضمير داخل روح الانسان هو ما يميز الانسان عن باقي المخلوقات ولكن جلد الذات والنظرة السلبية للنفس تخلق فجوة كبيرة بينة وبين ذاته وهو ما يجعل الانسان يبتعد عن نفسة ولن يستطيع الوصول الى المصالحة الذاتية بدون ان يتحدث عن نفسة بصورة ايجابيةتجعلة فخور بذاته فهو من كرمة الله على سائر المخلوقات ومع ذلك هو يقلل من قدر نفسة وهذا ما يخلق التوتر والإحباط واحيانا الاكتئاب .

ثامنا :عش اللحظة قلل من الاهتمام بالمستقبل وتعلم من الماضي وفكر فقط فيما تملكه الان , حرر نفسك من ضغوط الماضي وخوف وقلق المستقبل وعش واستمتع بالحاضر

تاسعا :تحمل المسؤولية افعالك بدون تهويل لما حدث او تهوين ما وقع

عاشرا : كن في مجتمع إيجابي ابتعد عن السلبين لان السلبية فيرس معدى . ابتعد عن كل من يحبط ولا يقدر قيمتك .ابتعد عن المتشائمين الذين لا يدركون نعم الله المحيطة بنا .

واخير يجب ان تدرك ان مهما كانت الظروف محبطة او مؤلمة هي وقت وسوف يمر وان دوام الحال محال . ان سلامك النفسي نابع منك انت ولن يقدمه لك احد على طبق من فضة وانما انت من تنتزعه من الحياة فانت الذى تقرر ان تجعل حياتك جميعها بين المطرقة والسندان او ان تحيا بتفاؤل وطمأنينة وثقة في الله أولا ونفسك وقدراتك ثانيا وان الحياة لا تحتمل إلا عندما يون العقل والقلب على وئام , عندما لا تجد طمأنينة وسلام نفسى لديك لا فائدة من البحث عنة في مكان اخر