سور الحديقة .. بقلم/ ولاء مقدام
الحدود السياسية هي خطوط وهمية من صنع البشر ولا وجود لها في الأصل، ويتم رسمها كخطوط متصلة أو مقطعة على الخرائط باستخدام الصور الجوية لتبين الأراضي التي تمارس فيها الدولة سيادتها والتي تتمتع فيها هذه الدولة وحدها بحق الانتفاع والاستغلال، وذات خصائص معينة مثل اللغة والأفكار والميول والاتجاهات والعملة التي يستعملونها. وبفضل تقدم فن تقنية رسم الخرائط، أصبحت غالبية الحدود السياسية في العالم والتي تفصل دولة عن أخرى واضحة المعالم ومحددة بدقة.اى ان رسم الحدود اصبح شي مهم حتى تستطيع كل دوة السيطرة على ذمام الأمور والتحكم في مصير شعبها وحماية مصالحهم .ومن هنا يأخذنا الحديث الى أهمية رسم حدود أيضا بين البشر حتى نستطيع ان ننظم العلاقات وهذه المرة تسمى الحدود بالحدود النفسية . سوف نتناول بالتفصيل ما هي الحدود النفسية واهميتها وأيضا خصائصها لبناء علاقات امنة صحية مع الاخرين
ما هي الحدود النفسية ؟
هي مجموعة من المبادي والقوانين التي يضعها الشخص ليحدد طريقة التعامل مع الاخرين بصورة اكثر اريحية بالنسبة له وللأخرين .ولذلك لابد من وضع هذه الحدود في جميع العلاقات الإنسانية ،قواعد تنظم علاقة الام بابنها والأب بأولاده ,الاخوات وبضعهم البعض الزوج والزوجة وأيضا زملاء العمل لا يجب ان نستثنى اى علاقة عند وضع هذه الحدود مهما كانت علاقة خاصة لكى نضمن البقاء والاستمرارية لابد ان تكون هناك قواعد واضحة تحمى كلا الطرفين .
أهمية الحدود النفسية في العلاقات الإنسانية ؟
تساعدنا هذه الحدود على التعامل برقى مع الاخرين .
تساعدنا أيضا على ادراك واجباتنا وحقوقنا فلا نجد طرف يظلم طرف اخر او يسلبه حق من حقوقه .
توفر الراحة والطمأنينة لجميع الأطراف اذا ما تم الالتزام بها لان كل شخص يضع حدود الخاصة التي توفر له الأمان من وجهة نظرة .
تساعد على استمرار علاقات امنة وصحية لمدة أطول وتجعل الفرد على استعداد لتكوين علاقات اجتماعية لأنه امن .
خصائص هذه الحدود ؟
من المؤكد اننا مختلفين وكل فرد يضع حدوده الخاصة به في ضوء معتقداته وخبراته السابقة وأيضا مدى امانة وتقديره لنفسة وللأخرين
ولكن هناك مجموعة مشتركة من الخصائص تساعد على تكوين علاقات صحية ومريحة بين الاخرين ومنها
1-الاهتمام والرعاية المتبادلة : لابد ان يكون الشعور متبادل وخصوصا الاهتمام مما يساعد الشخص على الاستمرار في العلاقة مع الطرف الاخر ولكن اذا شعر بعدم الاهتمام سوف يؤدى ذلك الى خلل وتصبح العلاقة طرف يعطى وطرف يأخذ ولن تعتدل كفتا الميزان .
2- الراحة النفسية والطمأنينة : من اهم خصائص التي تساعد على تكوين علاقات صحية وجود راحة نفسية وتقبل بين الطرفين , شعور بالأمان والتقدير الذى يساعد على تطور ونمو العلاقات .
3- المرونة لابد ان تتسم العلاقات بالمرونة ومحاولة التجاوز والتخطي وعدم التشبث بالري عدم تصيد الأخطاء .
ولكى يتم وضع هذه الحدود الصحية لابد من مراعاة الاتي
الاستقلالية :
لابد ان يدرك جميع الأطراف أهمية استقلالية كل طرف وان الله خلق كل انسان حر وله عقل وتفكير لابد من احترام تفكير وعقلية الاخرين .
المساحة الشخصية :
ان لكل فرد مساحاته الخاصة به ولابد من احترامها وتقدير حريته في التعبير او التعامل .
المسؤولية :
ان يتحمل الفرد نتيجة أفعاله وان لا يلقى اللوم على الاخرين وان يتهرب من أفعاله عن طريق تعليقها على شماعة الغير لابد ان يدرك أهمية ان يكون الفرد حر وتتبعها مسؤولية كبير حتى لا تعم الفوضى .
الحدود النفسية مهمة حتى يستطيع الفرد التعايش في امان واستقرار مع الاخرين وان لا يسمح لأى شخص ان يتلاعب به او ان يتخطى هذه الحدود فهي تمثل له الأمان . الفرد هو من يقرر ما المناسب له وما غير مناسب والتقدير والاحترام المتبادل بين الاخرين هو من يضمن استمرار العلاقات بصورة سليمة .فالحدود هي السور الذى يحيط بحديقة حياتك يحميها من المتلصصين ومن يريدون سرقة ازهار عمرك .
تقديرك لذاتك واحترامك لها ,معرفة قيمة نفسك وتكريمها كما كرمها الله هي التي تساعد على وضع حدود نفسية تحترم انسانيتك وإنسانية الاخرين ان تدرك الوقت المناسب للقبول وأيضا الوقت المناسب لرفض إي شي لا ترحب به ان ترفض كل ما يقلل من شانك ولا يعطيك قدرك .بدون وضع الحدود المناسبة يصبح الانسان مستباح من الاخرين ويفقد مع كل علاقة جزء من إنسانيته وتقديره لذاته وطمأنينة قلبة