أنباء اليوم
السبت 21 ديسمبر 2024 04:29 مـ 20 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

قنديل البحر المُعَمِّر.. بقلم - ولاء مقدام

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يعتبر الكائن المائي "قنديل البحر المعمر" تابعا لسلسلة الرخويات والذي يصنف في شعبة اللاسعات، كما أنه لا يموت وانما ينتحر عندما يُعمر كثيرًا.اى أنة يؤذى نفسة ينتحر ،ينهى حياته قد يأكله بعض الحيوانات البحرية لانة جزء من السلسلة الغذائية ولكنة عندما يصيبه الكبر ينتحر .السؤال هنا هل يفعل الإنسان مثلما يفعل قنديل البحر المعمر ؟هل يؤذى نفسة ؟ إذا كانت الإجابة نعم كيف يؤذى الإنسان نفسة ؟ كيف يكون هو مصدر ل هلاك روحة ظننا منة أنة ينقذها ؟

دائما ما تجد الآخرين يتحدثون عن الشخصيات المؤذية التى تعاملوا معها اصابهم منها دمار نفسى أو حتى جسدى ،ولكن هل سأل الإنسان نفسة مرة واحدة هل أنا شخص مؤذى ؟هل وجودى فى حياة الآخرين ينتج عنة تعب لهم ؟هل أنا اترك لهم ذكريات سلبية أو حتى حضور مرهق لهم ؟لكى تدرك إذا كنت شخص مؤذى ام لا انظر الى علاقاتك وحاول أن تقيمها ولكن بموضوعية واسأل نفسك مجموعة من الأسئلة وحاول أن تعطى إجابة بكل صدق

اسال نفسك هل تتقبل أن تكون مخطئ ،هل تعتذر إذا أخطأت ام انك تتكبر ؟

هل تتحمل مسؤولية أفعالك ام انك دائما تلقى البوم على الآخرين ؟

عل تفرح للآخرين وشاركهم لحظات السعادة ؟ان انك لا تشعر بمشاعر الود والفرحة لسعادة غيرك ؟

هل انت شخص متعاون ومرن فى التعامل ام انك شخص لا يستطيع الآخرون التعامل معه ؟

جميعا نرى أن الأخطاء كلها تكون من الطرف الآخر ،وترفض الاعتراف بأننا قد نكون نحن المؤذيين فى قصص الآخرين .

كونك شخص مؤذى لا يتوقف فقط على إيذاء الآخرين ،فقد يمكن أن تكون شخص مؤذى لنفسك قبل الآخرين ،مثلما يفعل قنديل البحر المعمر ،لكن السؤال كيف اكون مؤذى لنفسى ؟

هناك طرق عديدة يمكن أن يكون الشخص مؤذى بها لنفسه

ومنها أن تتقبل وضع معين لا يليق بك ،ان لا تعطى نفسك حقها بالقدر الكافى ،ان تتقبل الإهمال والتقليل من شأنك اعتقادا منك انك تقدم تضحية أو عمل جليل ،

أن تتقبل أن تكون فى المكان الغير مناسب لك ،او مع الأشخاص غير المناسبين املا منك فى إصلاح الحال أو تغيرهم .

الحياة تقدم لنا اختيارات ،وكل انسان مسؤل عن اختيارة ،ولكن من أكثر الأشياء المؤذية التى يفعلها الشخص اتجاة ذاته أن يقرر ويختار شي غير مناسب له أو دون مصلحته ولكنة اختارة لانة مناسب المحيطين به ،ويعتقد هنا أنة يضحى من أجلهم ويعيش فى دور الضحية ويظل طوال عمرة مقتنع أنة ضحى من اجل غيرة ويطالب الآخرين بتقدير هذه التضحية ولكن حقيقة الأمر أنة اختار وانى مسؤل عن قرارة وليس من حقة أن يحمل الآخرين نتيجة قرارة ،

السؤال المهم هل إذا اختار الإنسان ما يناسبه وفكر فى مصلحتة يعتبر انسان انانى ؟

الإجابة لا ما دام لم يضر بالآخرين ولكن إذا قرر الإنسان أن يفضل مصلحة غيرة على مصلحتة مثال أن تختار الام مصلحه أطفالها على مصلحتها وراحتها فعليها أن تقتنع أنة قرارها واختيارها وليس لأطفالها ذنب أن يتحملوا نتيجة هذا القرار على من اختارت وقررت .

الغريب أن الإنسان هنا لن يختار نفسة أو يحبها و يقدرها ويطالب الآخرين بأن يفعلوا ذلك ،كيف ؟

اذا كان انت لم تحترمها وتعطها حقها من التقدير والاهتمام فكيف تطلب من الآخرين فعل ذلك

قد يضر الإنسان نفسة دون أن يدرك ،وقد يكون مؤذى لنفسه ولغيرة وهو يرتدى ثوب التضحية الايثار وفى حقيقة الأمر هو يدمر الاخر وينتحر نفسيا كما ينتحر قنديل البحر المعمر عندما يعمر كثيرا .