”أبو البنات” بقلم - رضا العزايزة
لي صديقة منذ الطفوله كنت احبها كثيرا كانت تحاول أن تقربني من أخيها التوأم لها
هي جميلة و رقيقه و تشفق على أخيها كثيرا
اما بالنسبة لحالته الصحيه كان به بعض التشوة الخلقي منذ الولادة ، كان قعيد ، يأتي المدرسه علي كرسي متحرك وأخته معه، يرتدي دائما نظاره سوداء
لكنه قمه في الذكاء و الجاذبية... يتحاشي التعامل مع الجميع ليس له سوى أخته و صديق واحد فقط
لا أعرف لماذا كنت معجبه به و أتودد لأختة من أجله ، رغم إنه لا يهتم لأمري
و لكني إكتشفت بعد ذلك أنه يحبنى كثيرا أيضاً
و كان يتعمد علي الدوام أن يبتعد عني و يتلاشي الحديث معي بسبب أو لظروفه الصحية
ولأن صديقه الوحيد أيضاً معجب بي
كان يكره الشعور بالضعف و الشفقه ، و يتحاشي أن يقابلني ، و يتعارك معي دائماً حتي لا أتحدث معه
و قال لي أن أبتعد عنه و أتركه رغم إنه يتألم
بكيت كثيراً ، ولكن تجاوزت الأمر
كنت عندما أرتبط بأحد يصيبنى الملل سريعاً ، لا أعرف لماذا ، وتعبت حينها أبى وأمي كثيراً ، بسبب دلعى هذا....
..... لا أُخفى عليكم أبى وأمى فى شجار دائم حتى قمنا بتغير السكن وإنفصل أبي وامي بعد شجار دام لسنوات
قمت بالعمل فى إحدى الشركات لكسر الملل في حياتي أعجب بى الكثير فى العمل و السكن الجديد
تزوجت أمى وأبى ظل معنا، وجاء لى أكثر من فرصه للزواج ولكني تركت الصالح كله ، وتمسكت فى الطالح الذى دمر حياتي فيما بعد.......
لمجرد أنه كان يمسل أنه لا يرغب بي...... مع إني عرفت أنه يريدني، ولكن كان يفعل هذة الأشياء لأنه يعلم أني مغروره ....
وقعت فى تلك الشباك الوهميه الواهيه ، وأخذت رأى أمى واخواتى في هذا الشاب، الذى كان يكبرنى بأكثر من عشر سنوات.....
لم يوافق احد عليه ، وقالوا أنتي تستاهلى أحسن منه لم تبحثى عن العذاب والفقر ؟!!!!!
على حد قولهم إنه جاء لي الكثير أفضل منه ولكني لم أوافق عليهم.
لم أسمع الكلام، وتم الزواج ، و الإنجاب من أول شهر الزواج حتى يكون العقاب عقابين....
بدأت المشاكل سريعاً، بعد شهور من تلك الزواج ، وكان دائماً يعايرنى بأني أريد الطلاق مثل أمي
كنت أريد أن أبنى بيت دون مشاكل ولكن كان إنسان إتكالي، ليس لديه أي طموح ، أشتد الفقر والحرمان مع عدم وجود عمل ، وكنت أعمل وأقترض من الجميع حتى أُساعد أمور البيت ....
غضبت أكثر من مره وأرجع مره أخرى وأنجبت مره ومره حتى وصل الأطفال لاربع بنات...
وكنت أريد أن افرحه ، وأن أنجب له ولد ، كل مره تأتي فتاة ، أُفكر فى الإنجاب مرة أخرى....
ولا أعرف كيف كنت أفعل ذلك الغباء ، مع أن حالتي الماديه ليست جيدة ،وهو ليس بأخلاق حسنة.....
ومضي العمر ، حتى أنجبت ولد ،لأجلب له الفرح ، وكان أهلى كل طفل أنجبه يغضبون و أقول لهم ليس من شأنكم هذا.....
وأرد عليهم بمنتهى القسوة، " انتم لا تنفقون علينا"
أنا احب الاطفال "
مع الوقت عرفت أن كل ما كانوا يقولونه لي حق.
ولكن جاء الولد أخيراً وانا فى قمه الكره والخلاف معه
عرضني لأشياء كثيرة من الإهانات، والضعف
والضياع فى الحياة لأنه إنسان غير مسؤول
مع إنى كنت عندما أرى وجهه أشفق عليه ، رغم السب والمعايره على الأهل ، والماضى، والفقر ، وكل شيء بينى وبينه
أصبحت حياتى كارثيه وأنا السبب
بسبب التسويف والعند وعدم الأعتراف بأني أنا السبب فى مأساتي
ومر العمر والحياة فى فقر، وصراع، وأحتياج للحب الصادق المسؤول، الذي أفتريت عليه سابقاً
.........ولكن ماذا يفيد العويل........
ومع الوقت لم يعد يهتم لمظهره، وأصبح رهيب
غير مهندم، وأنا لا زلت أتمتع بالجمال ، وطبعاً لأنى فى إحتياج دائم ، قمت بالعمل لسد بعض إحتياجات الأولاد
ولكن كان كل تعبى يمر مرور الكرام مع الأولاد و أبيهم تعبى مهدور مع الكل
وهو كان يتمسكن حتى يشفق عليه الأولاد ، ويجعلنى أنا الشريرة، التى ترى نفسها جميلة وأبيهم مسكين ضعيف.
تعبت أعصابي من إنتقاد الأهل، والأولاد، على أنه إختياري ، ويجب أن أتحمل و أعيش و أن الناس كلها تعبانه ، وإني كبرت، وانتهى الأمر ، وتأخرت في أخذ القرار .
بعد زواج بنتي ، كنت أنظر إلى المرآه ، أرى شكلي أصبح منهك ، وتعبان، ومطفى، كنت أبكى من داخلى ضاع جمالى ، وشبابى، فى هذا الفقر والشقاء ، دون أن أدرى.
كيف وصلت لهذه الحاله قررت الإنفصال أكثر من مره ولكن الأهل يقوموا بالصلح ، وينتهي الأمر ، ويعود هكذا الأمر عبثاً.
شعرت بشيء داخلى يقول كفا كفا ، إلى هنا يجب أن أعيش.
ولكني دمرت نفسىي أكثر وأصبحت بحاجه إلى الحنان والكلام المعسول الذى كنت أسمعه طول عمري
وأحب أن أرى الرجل الذى أحبه يضع بعض العطور ومهندم الثياب ، وسيم ،وراقى فى الحديث
هل هذا كثير ؟؟؟؟
بعد أن دُمرت أشياء بداخلى كثيرة، خصوصاً بعد وفاة والدى ، لأني كنت أغلب وقتى أعيش معه، وكان يحبنى كثيراً ، ونقضى أفضل الأوقات معه انا وأولادي
كان شديد الحنان علينا ويغمرنا بالعطاء والحب
أصابتني حاله من اليأس والكره لكل شيء حولي
وشعرت إني أعيش كابوس ، ويجب أن أقوم من النوم
الطامه الكبرى على نفسى، أنه لم يكن كابوس بل حقيقه وهى ضياع عمري ، وعقلي ، وفرحتي ، فقط بسبب قرار خاطيء وشعور كاذب بالحنان والإحتواء
قمت برفع دعوى قضائية بمساعدة بعض الأصدقاء لأنه أصبح يمد يدة علي وأصبح الأمر جلل.
تعرفت على شخص كان شديد الحنان، ظهر فى وسط ظلام حياتي و فى وقت كنت فى أشد ضعفي ، وكأنه النور ، والكلمة الطيبة ، والمنقذ لى للعودة لنفسى القديمة
.....
ساعدني على أن أنفصل و أعيش وحدي انا و أولادي ، وأنه يجب أن انقذ نفسي من هذة الحياة البائسة ، لأنى أستحق الحب والحنان ، وقال لي ابحثي عن نفسك وسلامك الداخلي دون النظر لاى شخص
عارضني الجميع على هذا الإنفصال، لأنه غير مناسب للأطفال والوقت قد فات لهذا
صممت على ذلك الإنفصال ، على أن أعيش كما أحب
ولكن بعد الإنفصال عادت لي الحاله القديمة ، و هى كرهي لكل العلاقات ، وأحببت فقط الحرية، وبُعدى عن الإلتزام إتجاه أى أحد
وما عاد شيء يغريني، أو يهمني ، ويجعلني أنبهر ، سوى راحة أطفالي ، وسعادتهم، ظلمني الجميع ، مع إني لم أفعل شيء خطأ
ولكني الآن أرى أن كل العلاقات هشه ولا تستحق الركض ، وكل سعادتي هى أولادي
وأكتفيت من الدنيا إلى هنا ، وإنتهت كل الرغبات لدي ولم أعد أكترث لأحد ، أو لأى شيء.......
إنفصلت عنه ولازال يطاردني ....