أنباء اليوم
السبت 21 ديسمبر 2024 04:12 مـ 20 جمادى آخر 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي

من غير كلام.. بقلم - ولاء مقدام

من غير كلام
من غير كلام

من منا لا يعرف برنامج المسابقات من غير كلام الذى كان يعرض فى شهر رمضان ،كان يأتى بعد الافطار وكان يقدمة نجوم المسرح والسينما والتليفزيون فى ذلك الوقت ،كانت فكرتة قائمة على أن يوصل رسالة للفريق بدون أن يتكلم. أى عن طريق الإشارات ولغة الجسد ونظرات وتعبيرات الوجة ،كانت الرسالة عبارة عن اسم فيلم او مسلسل أو اغنية وكان برنامج يتابعة الكبار قبل الصغار .ولكن هل فعلا نستطيع أن نوصل رسالة بدون كلام ؟وكيف نستطيع ذلك هذا ما سوف نتناوله فى السطور القادمة .

هناك وسائل للتواصل بدون الكلمات .هناك نظرية فى علم النفس للعالم البرت مهربيان تتناول أن نعتمد على تواصلنا اللفظة أو الكلمات على ٧٪وان نعتمد على ٣٨٪على نبرة الصوت ونغمتة وان اكبر تواصل لنا يكون من خلال التواصل غير اللفظي هو ٥٥٪

إحدى النظريات الرائجة في مجال العلاقات الإنسانية هي نظرية الاتصال غير اللفظي. تعتبر هذه النظرية مجالًا شاملاً وشائعًا يعنى بالتواصل غير اللفظي بين الأفراد. ويقصد به التواصل غير اللفظي العبارات والاشارات غير اللفظية التي تستخدمها الأشخاص للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم وتوجهاتهم.

أن التواصل اللفظي يمثل فقط نسبة صغيرة من التواصل الفعلي بين الأفراد، وأن الاحتفاظ بالمعلومات والتفاهم العاطفي يتم بصورة أفضل من خلال التواصل غير اللفظي. وهناك عدة أشكال من التواصل غير اللفظي، بما في ذلك لغة الجسد، وتعابير الوجه، وتوزيع النظرات، وملامح الصوت، واتجاه الجسم، والمس وغيرها.

وذلك له علاقة للفهم الأعمق للعلاقات الإنسانية ونجاحها. فعلى سبيل المثال، يمكن للتعابير الوجهية المختلفة أن تنقل الكثير من المعلومات المفيدة عن حالة الشخص ومشاعره ورغباته حتى قبل اللجوء إلى التواصل اللفظي. وبالمثل، يمكن لتغير لغة الجسد وتوجه الجسم تأثير الشخص على الآخر وإلهام الثقة أو الازدياد في انزعاج الآخرين.

فهم الاتصال غير اللفظي في العلاقات يمكن أن يساعدنا على تحسين فهمنا لغيرنا ولإدراك الرسائل غير المباشرة إلى جانب تحسين تواصلنا وربطنا مع الآخرين.

الاتصال غير اللفظي (Nonverbal Communication) يركز على التفاعلات التي تحدث بين الأفراد عبر الإشارات غير اللفظية. وفيما يلي بعض الأمثلة المشهورة في علاقاتنا اليومية:

1. لغة الجسد (Body Language): يعتبر تحليل الحركات والتعبيرات الجسدية مثل ملامح الوجه والايماءات وموقف الجسم من أهم عناصر الاتصال غير اللفظي. على سبيل المثال، عندما يعبر الشخص عن غضبه من خلال تجاهل العين، عض الشفة، وعدم توجيه النظر إلى الشخص الآخر، يكون التواصل اللفظي والغير لفظي يعكسان رسالة واضحة للطرف الآخر.

2. انعكاس المشاعر (Emotional Reflection): تعتبر الاستجابة المشتركة للمشاعر والانفعالات واحدة من أبرز وسائل التواصل غير اللفظي. على سبيل المثال، يمكن أن يخبر الشخص آخر عن حزنه من خلال تظاهره بالبكاء أو بتعبير وجهي حزين.

3. تفاعل الارتباط الجسدي (Physical Proximity): يمكن أن يعكس التفاعل البدني بين الأشخاص قربهم وقرب شخصيتهم المشتركة. على سبيل المثال، قد تشعر بالراحة والوثوق عندما يقترب شخص ما منك بشكل قريب ويوضح لك أنه يهتم بك.

4. رموز غير لفظية (Nonverbal Symbols): تشمل الرموز الغير لفظية إشارات مثل الغمزة، والابتسامة، ومصافحة اليد، والتصافيح، والتكبير والتصغير في الحجم. تلعب هذه الرموز دورًا هامًا في تعزيز التواصل وتعبير الرغبات وتقريب المسافات الاجتماعية بين الأفراد.

هذه أمثلة بسيطة عن طرق التواصل غير اللفظي في العلاقات. يمكن أن تختلف هذه العناصر من ثقافة لأخرى، لذا فمن المهم أن نكون حساسين للعلامات والرموز المحيطة بنا وأن نحاول فهمها بشكل صحيح لتحسين تواصلنا وفهمنا للآخرين.

أهمية وجود تواصل غير لفظى فعال وقوى

من مميزات التواصل غير اللفظي الايجابى في العلاقات:

1. التواصل الفعّال: تلعب لغة الجسد والتعابير الوجهية دورًا هامًا في تحقيق فهم متبادل بين الأفراد. فعلى سبيل المثال، الابتسامة والعيون المشرقة يمكن أن تعبر عن السعادة والاهتمام، بينما التجاهل والنظرة الغاضبة يمكن أن تعبّر عن الاستياء وعدم الاهتمام.

2. تقوية العلاقات الإيجابية: عندما يكون لدينا تواصل لفظي وغير لفظي إيجابي ومتبادل مع الآخرين، فإن ذلك يعزز العلاقات الشخصية ويعمق الارتباط بين الأفراد. فمن خلال الإشارات غير اللفظية، يمكن للأفراد توجيه الدعم والتحفيز لبعضهم البعض وتبادل المشاعر الإيجابية.

3. فهم المشاعر والرسائل غير المعلنة: نظرًا لأن 70-93% من المعلومات المتبادلة بين الناس تأتي من خلال غير اللفظيات، فإن فهم الإشارات غير اللفظية يساعد في قراءة المشاعر ورسائل الآخرين التي قد لا يعلنون عنها بوضوح. وهذا يساهم في بناء الثقة وتعزيز الاحترام والتفاهم في العلاقات.

4. تفادي الخلافات والمشكلات: من خلال فهم التواصل غير اللفظي، يمكن للأفراد تجنب الخلافات والمشكلات المحتملة في العلاقات. فعندما نكون قادرين على قراءة لغة الجسد والإشارات الغير لفظية، يمكننا رؤية علامات الاستياء والتوتر والتصالح في الآخرين والتفاعل بشكل مناسب.

يمكن القول بفهمنا العميق لهذه الإشارات واستخدامها بشكل صحيح، يمكننا بناء علاقات أكثر تواصلًا وتعاونًا وتفهمًا مع الآخرين.

كيف يصبح التواصل الغير لفظى فعال ؟

يحظى التواصل غير اللفظي بأهمية كبيرة في التواصل بين البشر. فعلى سبيل المثال، تعتبر لغة الجسد وتعابير الوجه وحركات اليدين والتفاعل البدني مصدرًا قويًا وغنيًا للمعلومات الدقيقة والمشاعر غير المعبر عنها بالكلمات. إذا تمت ملاحظة انقطاع التواصل الغير لفظي بشكل مستمر في العلاقة، فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة أو انعدام الانسجام بين الأطراف المشاركة في العلاقة.

إذا أردنا تحسين جودة العلاقة وتعزيز التواصل بشكل عام، يجب أن نولي اهتمامًا كبيرًا للتواصل غير اللفظي. بعض الخطوات التي يمكن أن نتخذها تشمل:

1. الاهتمام بلغة الجسد: يجب أن نكون حريصين على إظهار اهتمامنا وتفاعلنا البدني خلال التواصل. من خلال استخدام حركات اليدين وتعابير الوجه المناسبة، نعبر عن مشاعرنا بصراحة ونظهر تفهمنا للآخر.

2. الانصات الفعال: يجب أن نكون مستعدين للاتصال الغير لفظي من خلال الانصات الفعال. هذا يعني أن نكون مركزين بشكل كامل على الشخص الآخر، وأن نبدي اهتمامًا حقيقيًا بما يقوله بدون انقطاع أو تشتيت الانتباه.

3. التواصل باللمس: يمكن أن يكون التواصل البدني عبر اللمس إشارة مهمة للانتماء والتواصل العاطفي. إذا كنت مرتاحًا ومتفقًا مع الشخص الآخر، يمكنك استخدام لمسة خفيفة على الكتف أو الذراع للإيضاح أكثر.

4. المرونة والتكيف: يجب أن نكون على استعداد لتكيف أسلوبنا ولغة جسدنا وحركاتنا مع احتياجات الشخص الآخر. قد يكون الأسلوب الذي يعمل مع شخص واحد لا ينجح مع آخر، لذا يجب أن نكون متفهمين وجاهزين للتعديل وفقًا لمتطلبات العلاقة.

باستخدام هذه النصائح، يمكن أن يصبح التواصل غير اللفظي أكثر فاعلية وأن يؤدي إلى تحسين جودة العلاقات الإنسانية بشكل عام. الاهتمام بلغة الجسد والتواصل الغير لفظي يمكن أن يساعد على تعزيز التفاهم وبناء علاقات صحية وناجحة.

يمكن القول إن

تعتبر العلاقات غير اللفظية جزءًا مهمًا من تواصلنا اليومي، حيث تساعدنا في تبادل المعاني والمشاعر والمعلومات دون الحاجة لاستخدام الكلمات. تشمل هذه العلاقات لغة الجسد، والتعبير الوجهي، وحركات اليدين، والملامح الصوتية، وتدليات العيون.

للعلاقات غير اللفظية دور هام في بناء الثقة وتعزيز التفاهم بين الأشخاص. فمثلاً، يمكن للنظرة المباشرة إلى العينين أن تعبر عن الاهتمام أو الاعتراف بالآخر. كذلك، يمكن للتفاصيل الصوتية مثل نبرة الصوت أن يؤثر في تفسير المعنى وزيادة التأثير على الآخرين.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد العلاقات غير اللفظية في فهم المشاعر والمزاج العام للشخص الآخر. فعلى سبيل المثال، يمكن للتقلص في الأكتاف أو التعبير عن الغموض أو الحزن في لغة الجسد أن يشير إلى حالة نفسية سيئة.

بصفة عامة، يُفضل استخدام الكلمات إلى جانب العلاقات غير اللفظية لتعزيز التواصل الفعال. فالجمع بين الإشارات اللفظية وغير اللفظية يساهم في إيصال الرسالة بشكل أكثر وضوحًا وفهمها بشكل أفضل. لذلك، من الضروري التركيز على تحسين هذه العلاقات غير اللفظية في حياتنا اليومية لبناء علاقات صحية ومثمرة مع الآخرين.