أنباء اليوم
الخميس 21 نوفمبر 2024 11:51 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
 أنباء اليوم المصرية
رئيس التحريرعلى الحوفي
وزير الإسكان ومحافظ دمياط يتابعان موقف خدمات مياه الشرب والصرف الصحى وزير الري يتابع إجراءات حوكمة المياه الجوفية والإدارة الرشيدة لها بمحافظة الوادي الجديد رئيس الوزراء يبدأ زيارة محافظة الوادي الجديد لتفقد وافتتاح عدد من المشروعات وزير الرياضة: لن نتخلى عن أبناء محمد شوقي لاعب كفر الشيخ وسندعم زوجته صندوق النقد الدولي: مصر تنفذ إصلاحات جوهرية للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي نبذه عن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير ” محمد الشناوي” ”أصالة” تروي أولى ”حكايات الطرب” في موسم الرياض محافظ الوادى الجديد: انطلاق أول ”سباق هجن” محافظ الجيزة يقود حملة لمنع الإشغالات والتعديات للمحال والمنشأت التجارية البرلمان العربي يدين تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بضرب جمهورية العراق وزير الخارجية والهجرة يتوجه إلى الكونجو الديمقراطية في زيارة ثنائية الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب يكرم وزير التموين بجائزة التميز والانجاز المصرفي العربي للعام 2024

إلى السيد ميم ..بقلم - أميرة عبد الباري

 أميرة عبد الباري
أميرة عبد الباري

عزيزي السيد ميم : أرسل إليك وأنا في أشد أوقات تعبي ، فليس لديّ من هو أعز منك لأكتب إليه ، وحسب إعتقادي أن هذه الفترة من أسوأ الفترات "إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق" التي عشت فيها أعاني نهارا وبالأخص ليلا ، صلابتي تذوب مع العتمة ، لتكشف عن قلب صغير ضعيف خائف لا يحتمل الحزن والألم ، كنت أخبر الله في كل يوم أنه أحن وأكرم عليّ ، وهو أعلم بما يجول في صدري ، يعلم خوفي وضعفي ، أقول له بصوت خافت : يا رب أنت أعلم بي وأعلم بحالي ، وأنت وحدك تعرف أنني لا أحتمل هذا الألم .

أتعلم أن هذه كانت المرة الأولى التي بت أعاني فيها ليلاً من شيء دونك ، وما أقسى الليل يا عزيزي عندما يعاني كل منا من شئ يراه بعيد المحال وينسى أنه علي رب العالمين هين ، فهناك من يعاني من ألم الروح بسبب الوحدة ، وبالرغم من وجود الكثيرين حوله إلا أنه لا يجد من يستمع إليه ليخفف وطأة الألم وحدّته على نفسه ، وهناك من يعاني من ألم الجسد ، وهناك من يعاني الإثنين معاً ، وهناك من يظل يشعر بالقلق دون سبب واضح ، وأنت أكثر علماً مني بذلك جيداً ، وأكثر ما يُدمى قلبي أنني لا أستطيع أن أبوح لك بكل ما يجول في خاطري خشية أن اقلقك من كثرة مراسلاتي وتشعر بالضيق .

يا عزيزي أعجبني حديثك عن الحب الراقي النقي ، قد لا أكون متعسفة أو مبالغة إذا ما وصفت الإسلام بدين الحب ، ولا غيره معيناً لك على أن تخفف وطأة الألم وحدته على كل نفس تطرق بابك ، وأن تكون نصيراً للمستضعفين ، وسنداً لكل خائر النفس واهن العزيمة والطريق أمامه وعرة وطويلة يريد أن يرمم نفسه ولكنها تأبى .

كنت أترك أهلي نياماً ، ولا أستطيع البوح أمامهم بالألم الذي أعيشه ، وأذهب أدعو الله وأرجوه ، أنظر إلى السماء وأبكي ، وتنهار كل القوة التي كنت أدعي إمتلاكها في النهار ، وشعرت حينها أن الموت يلاحقني كل ليلة .

أتعلم يا عزيزي أنك الوحيد الذي إذا شارف على الموت فلن يغادر ويترك خلفه عَلِيلاً واحداً بحاجة إليه ، وسيقوم ليستجمع قواه ويوفي بعهده إلى الجميع ، ويعود ليتمسك بالحياة رغم لحظات الضعف التي تلاحقه من حينٍ إلى حين .

كنت واثقة أنك لم تتركني دون أن تطبطب عليّ وعلى ألمي من ندبات لا يزول أثرها حتى وإن توالت الأيام ومرت السنون ، أرجوك لا تقرأ كلامي كرواية تراجيدية لفتاة سوداوية ، تحولت من فتاة مقبلة على الحياة تنتظر فرحتها الكبرى ، إلى فتاة يائسة تبكي طوال الوقت ولا ترى سوى اللون الأسود ، وإذا بي أوثق ويلاتي ، وأدون على منصتي الرقمية كل ما أرى وأسمع من معاناة لا يمكن وصفها ، فالنفس ضعيفة وهشة لا تتحمل ..

أوصيك يا عزيزي بكل ما تعلمته من تلك المحنة إلى أن تنتهي ، ويريد الله بي أن أكمل مسيرتي في تلك الحياة : عندما تشعر بالهوان إجعل هذه الآية نصب عينيك "واصبِر وما صبرُكَ إِلا بالله" لتواجه بها عثرات الحياة من دوني .. وتذكّر دائماً أفراحنا وأيامنا الحلوة .