أنباء اليوم
الثلاثاء 25 مارس 2025 04:16 مـ 26 رمضان 1446 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
بيكو تتعاون مع مصر الخير لدعم الأسر الأكثر احتياجًا بمركز الفشن بمحافظة بني سويف وزير الخارجية والهجرة يجتمع بقيادات وأعضاء قطاع الشئون العربية بالوزارة رئيس الوزراء يتابع الإجراءات والخطوات الخاصة بإعادة صياغة برنامج متكامل للمساندة التصديرية مسار يبدأ حلم التأهل لدوري المحترفين 11 أبريل الإتحاد الإماراتي يكرم نادي بيراميدز وممدوح عيد محافظ المنوفية يترأس إجتماعاً موسعاً بالأجهزة التنفيذية الدكتورة رانيا المشاط تبحث مع سفير جمهورية أذربيجان آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري التنموي وزيرة التنمية المحلية تتابع الاستعدادات الخاصة باحتفالية افتتاح المتحف المصرى الكبير محافظ بورسعيد يستعرض استعدادات المحافظة لاستقبال عيد الفطر المبارك وزير العمل : الأول والثاني من شهر شوال إجازة للعاملين بالقطاع الخاص بمناسبة عيد الفطر المُبارك مياه الشرب بالجيزة تطلق حملات للتوعية بترشيد استهلاك المياه رسميًا.. النادي الأهلي يشكو برنامج ”ملعب البلد”

إلى السيد ميم ..بقلم - أميرة عبد الباري

 أميرة عبد الباري
أميرة عبد الباري

عزيزي السيد ميم : أرسل إليك وأنا في أشد أوقات تعبي ، فليس لديّ من هو أعز منك لأكتب إليه ، وحسب إعتقادي أن هذه الفترة من أسوأ الفترات "إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق" التي عشت فيها أعاني نهارا وبالأخص ليلا ، صلابتي تذوب مع العتمة ، لتكشف عن قلب صغير ضعيف خائف لا يحتمل الحزن والألم ، كنت أخبر الله في كل يوم أنه أحن وأكرم عليّ ، وهو أعلم بما يجول في صدري ، يعلم خوفي وضعفي ، أقول له بصوت خافت : يا رب أنت أعلم بي وأعلم بحالي ، وأنت وحدك تعرف أنني لا أحتمل هذا الألم .

أتعلم أن هذه كانت المرة الأولى التي بت أعاني فيها ليلاً من شيء دونك ، وما أقسى الليل يا عزيزي عندما يعاني كل منا من شئ يراه بعيد المحال وينسى أنه علي رب العالمين هين ، فهناك من يعاني من ألم الروح بسبب الوحدة ، وبالرغم من وجود الكثيرين حوله إلا أنه لا يجد من يستمع إليه ليخفف وطأة الألم وحدّته على نفسه ، وهناك من يعاني من ألم الجسد ، وهناك من يعاني الإثنين معاً ، وهناك من يظل يشعر بالقلق دون سبب واضح ، وأنت أكثر علماً مني بذلك جيداً ، وأكثر ما يُدمى قلبي أنني لا أستطيع أن أبوح لك بكل ما يجول في خاطري خشية أن اقلقك من كثرة مراسلاتي وتشعر بالضيق .

يا عزيزي أعجبني حديثك عن الحب الراقي النقي ، قد لا أكون متعسفة أو مبالغة إذا ما وصفت الإسلام بدين الحب ، ولا غيره معيناً لك على أن تخفف وطأة الألم وحدته على كل نفس تطرق بابك ، وأن تكون نصيراً للمستضعفين ، وسنداً لكل خائر النفس واهن العزيمة والطريق أمامه وعرة وطويلة يريد أن يرمم نفسه ولكنها تأبى .

كنت أترك أهلي نياماً ، ولا أستطيع البوح أمامهم بالألم الذي أعيشه ، وأذهب أدعو الله وأرجوه ، أنظر إلى السماء وأبكي ، وتنهار كل القوة التي كنت أدعي إمتلاكها في النهار ، وشعرت حينها أن الموت يلاحقني كل ليلة .

أتعلم يا عزيزي أنك الوحيد الذي إذا شارف على الموت فلن يغادر ويترك خلفه عَلِيلاً واحداً بحاجة إليه ، وسيقوم ليستجمع قواه ويوفي بعهده إلى الجميع ، ويعود ليتمسك بالحياة رغم لحظات الضعف التي تلاحقه من حينٍ إلى حين .

كنت واثقة أنك لم تتركني دون أن تطبطب عليّ وعلى ألمي من ندبات لا يزول أثرها حتى وإن توالت الأيام ومرت السنون ، أرجوك لا تقرأ كلامي كرواية تراجيدية لفتاة سوداوية ، تحولت من فتاة مقبلة على الحياة تنتظر فرحتها الكبرى ، إلى فتاة يائسة تبكي طوال الوقت ولا ترى سوى اللون الأسود ، وإذا بي أوثق ويلاتي ، وأدون على منصتي الرقمية كل ما أرى وأسمع من معاناة لا يمكن وصفها ، فالنفس ضعيفة وهشة لا تتحمل ..

أوصيك يا عزيزي بكل ما تعلمته من تلك المحنة إلى أن تنتهي ، ويريد الله بي أن أكمل مسيرتي في تلك الحياة : عندما تشعر بالهوان إجعل هذه الآية نصب عينيك "واصبِر وما صبرُكَ إِلا بالله" لتواجه بها عثرات الحياة من دوني .. وتذكّر دائماً أفراحنا وأيامنا الحلوة .