”نار النجاح.. بين ألسنة الغيرة ووهج الإبداع” بقلم - ولاء مقدام
الغيرة المهنية هي شعور طبيعي يظهر لدى الأفراد عند مقارنتهم أنفسهم بالآخرين في بيئة العمل. تتنوع أشكال الغيرة المهنية بين الإعجاب بإنجازات زملاء العمل والرغبة في التفوق عليهم، وقد تصل إلى مشاعر الحسد والتنافس السلبي. هذه الغيرة غالبًا ما تنشأ نتيجة اعتقاد الفرد بأنه أقل نجاحًا أو تأخر في تحقيق أهدافه المهنية مقارنة بالآخرين.
الجانب الإيجابي للغيرة المهنية:
قد يكون للغيرة المهنية جانب إيجابي إذا تم توجيهها بشكل سليم. فهي قادرة على أن تكون دافعًا للفرد لتحسين أدائه، وتطوير مهاراته، والعمل بجد أكبر لتحقيق أهدافه. قد تمنح الغيرة الحافز للابتكار والتفوق في مجال العمل، مما يعزز من إبداع الشخص ويحفزه على البحث عن سبل جديدة للنجاح. في هذه الحالة، تتحول الغيرة إلى طاقة إيجابية تدفع الفرد للنمو الشخصي والمهني.
الجانب السلبي للغيرة المهنية:
لكن الغيرة المهنية قد تتحول إلى أداة هدامة إذا لم يتم التحكم بها. عندما يستسلم الفرد لمشاعر الغيرة السلبية، قد يبدأ بالشعور بالإحباط والكراهية تجاه زملائه. قد تتسبب هذه المشاعر في تفاقم التوتر داخل بيئة العمل، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الأداء العام وعلاقات العمل. كما أن الشعور بالغيرة المتزايدة قد يؤدي إلى تآكل الثقة بالنفس وتثبيط الشخص عن تطوير نفسه بشكل صحيح.
كيفية التعامل مع الغيرة المهنية:
للتغلب على مشاعر الغيرة المهنية والخروج من دائرتها المفرغة، يحتاج الفرد إلى اتباع بعض الاستراتيجيات:
1. الاعتراف بالمشاعر: أول خطوة هي الاعتراف بوجود مشاعر الغيرة. فهم هذه المشاعر يساعد في التحكم بها بدلاً من تجاهلها.
2. التركيز على تطوير الذات: بدلاً من المقارنة مع الآخرين، يجب أن يكون الهدف هو مقارنة الفرد بنفسه، والتركيز على التقدم الشخصي.
3. طلب الدعم والمشورة التواصل مع
مديرين أو زملاء موثوقين للحصول على نصائح حول كيفية تحسين الأداء وتطوير الذات.
4. التعلم من النجاح
بدلاً من أن تكون الغيرة مصدرًا للإحباط، يمكن تحويلها إلى فرصة للتعلم من نجاحات الآخرين والاستفادة منها في تحسين الأداء الشخصي.
5. التعاون بدلًا من التنافس
تعزيز روح التعاون بين الزملاء يخلق بيئة عمل إيجابية ويقلل من تأثير الغيرة السلبية.
الخروج من دائرة الغيرة:
للخروج م وعن دائرة الغيرة المهنية، يحتاج الفرد إلى تغيير طريقة تفكيره من التنافس السلبي إلى التنافس الإيجابي. يجب أن يدرك أن نجاح الآخرين لا يقلل من فرص نجاحه، بل قد يكون مصدر إلهام لدفعه نحو تحقيق أهدافه الخاصة.