ولاء مقدام تكتب: لماذا أنا ؟

كثير ما نسأل أنفسنا هذا السؤال ،لماذا أنا ؟سواء كان هذا الموقف سلبى أو ايجابى .

أنت فريد من نوعك، ولكل شخص قيمته وجماله الخاص. التساؤل حول "لماذا أنا" يعكس رغبتك في فهم قيمتك الذاتية وتقديرها .سوف نتناول فى السطور القادمة جوانب تتعلق بتقدير الذات ومظاهر تقدير الذات واهميتة فى بناء علاقات صحية وسليمة .

ما هو تقدير الذات

تقدير الذات هو الرأي الإيجابي أو السلبي الذي يمتلكه الشخص عن نفسه. إنها القيمة والاحترام الذاتي والثقة في قدراتك وقدرتك على التعامل مع الحياة والعلاقات بشكل عام. يعتبر تقدير الذات أساسيًا في بناء علاقات صحية ومثمرة مع الآخرين.

يتأثر تقدير الذات بعوامل عديدة، بما في ذلك التجارب السابقة، والتربية، والبيئة، والمعتقدات الشخصية. إذا كان لديك تقدير ذات مرتفع، فمن المحتمل أن تكون لديك ثقة في نفسك وقدرتك على إظهار قيمتك وتحقيق أهدافك. وعلاوة على ذلك، قد يؤدي تقدير الذات المرتفع إلى اختيار شركاء يعاملونك بالاحترام والحب والرعاية.

من الجانب الآخر، إذا كان لديك تقدير ذات منخفض، فقد تكون لديك صعوبة في الثقة في قدراتك وتقييم نفسك بشكل إيجابي. قد يؤدي تقدير ذات منخفض أيضًا إلى اختيار شركاء يعاملونك بشكل غير لائق أو غير متناسب مع قيمتك الحقيقية.

لذا، لتعزيز تقدير الذات في العلاقات، ينبغي عليك:

1. تطوير الوعي الذاتي: قم بتحليل وفهم إيجابياتك وقدراتك ونقاط قوتك واعترف بما تقدمه في العلاقات.

2. ممارسة الاعتناء بنفسك: اهتم بصحتك العقلية والجسدية والعاطفية. امنح نفسك الوقت اللازم للاسترخاء والاستمتاع بالأنشطة التي تحبها وتساعدك على التعبير عن نفسك.

3. تحدى المعتقدات السلبية: حاول تغيير الأفكار السلبية التي تؤثر على تقديرك للذات، واستبدلها بأفكار إيجابية وتحفيزية.

4. احترام الحدود الشخصية: تعلم كيفية التعامل مع الآخرين وتحديد حدود صحية لحماية نفسك واحترامك الذاتي.

5. السعي للنمو الشخصي والتطوير: قم بتطوير مهارات جديدة وسعي لتحقيق أهدافك وطموحاتك. هذا سيعزز ثقتك في نفسك ويساعدك على بناء تقدير ذات أقوى.

اعتقد أن تقدير الذات هو أمر مهم جدا في بناء علاقات صحية وسعيدة.

أهمية تقدير الذات :

تقدير الذات له أهمية كبيرة في العلاقات الناجحة. إنه يعكس كيفية رؤية وتقدير الشخص لنفسه وثقته في قدراته وقيمته كإنسان. وعندما يكون لديك تقدير ذاتٍ عالي، فإنك تتعامل مع الآخرين بشكل صحيح وتبني علاقات صحية ومتوازنة.

لتحقيق تقدير ذاتٍ صحي وإيجابي في العلاقات، هنا بعض النصائح:

1. اعتنِ بنفسك: قم بالعناية بصحتك العقلية والجسدية والعاطفية. احرص على الحصول على قسط كافٍ من الراحة والتمرّن البدني والتغذية الصحية. قدّم لنفسك الاهتمام والرعاية التي تحتاجها.

2. قدّر نقاط قوتك: احكم على نفسك بناءً على ما تقدمه وقدراتك ومواهبك. ضع خطة لتطوير هذه القدرات واحتفل بنجاحاتك الصغيرة والكبيرة.

3. تعلم من الأخطاء: لا تعيش في الماضي ولا تلقِ باللائمة على نفسك في الأخطاء التي ارتكبتها في السابق. بدلاً من ذلك، قم بتحليل الأخطاء واستفد منها وحدد كيف يمكنك تحسين نفسك.

4. امنح لنفسك وقتًا للنمو: قم بتحديد أهداف وطموحات في حياتك وتحصيل المهارات التي تحتاجها لتحقيقها. كن صبورًا مع نفسك واحترم عملية التطور الشخصي والمهني.

5. تعامل بلطف مع الذات: كن لطيفًا مع نفسك في الكلام والتفكير. احرص على أن تكون الأفكار الداخلية إيجابية ومحفزة، وتجنب النمط السلبي للتفكير أو التحدث مع نفسك بشكل سلبي.

6. ابتعد عن النمط السلبي للمقارنة: لا تقارن نفسك مع الآخرين بشكل متواصل. النجاح والقيمة ليست قياسية واحدة تنطبق على الجميع. كل شخص فريد ولديه مسار خاص به.

7. المحافظة على علاقات صحية: اختر شركاء وأصدقاء يقدرونك ويدعمونك ويساهمون في بناء تقديرك للذات. تعاطف معك ومع مشاعرك ولا تقبل أي علاقة تجعلك تشعر بالذل أو الإهمال.

أن تقدير الذات ليس عملًا يحدث في لحظة واحدة، بل هو عمل مستمر يتطلب الوقت والجهد. قد يساعدك العمل مع مستشار أو مدرب لتطوير تقدير ذاتك والحصول على الدعم والإرشاد اللازمين.

مظاهر عدم تقدير الذات :

عدم تقدير الذات يمكن أن يتجلى في عدة مظاهر في العلاقات الشخصية. هنا بعض الأمثلة:

1. قبول السلبية: عندما لا يثق الشخص بذاته، فقد يتعامل بشكل سلبي مع الآخرين، ويتوقع الأسوأ دائمًا. قد يعتقد أنه ليس قادرًا على جذب الشريك المناسب أو أنه لا يستحق الحب والاهتمام.

2. الاعتذار المتكرر: إذا كان الشخص لا يثق بنفسه، فقد يجد صعوبة في الوقوف لنفسه والدفاع عن حقوقه. قد يعتذر بشكل متكرر عن أفعاله أو بالنسبة لأي شيء يتسبب فيه آخرون، حتى ولو كان ذلك غير مبرر.

3. الاعتماد الزائد على الآخرين: قد ينجذب الشخص الذي لا يقدر نفسه إلى الاعتماد بشكل زائد على الآخرين ليشعر بالأمان والراحة. يعتمد على الشريك لاتخاذ القرارات، والقيام بالأمور البسيطة، والشعور بالسعادة والاكتمال.

4. تلبية احتياجات الآخرين على حساب احتياجات الذات: يمكن أن يدفع قلة التقدير للذات الشخص لتضحية احتياجاته الشخصية من أجل رضا الآخرين. قد يكون الشخص دائمًا مستعدًا لتلبية رغبات الشريك أو الآخرين، حتى وإن تسبب ذلك في إهمال احتياجاته الخاصة.

5. الانطواء وعزلة الذاتية: قد يشعر الشخص الذي لا يقدر نفسه بالتردد في أخذ المبادرة في العلاقات الاجتماعية. قد ينعزل عن الآخرين ويتجنب المشاركة في الأنشطة الاجتماعية خوفًا من رفضه أو التقييم السلبي له.

هذه مجرد أمثلة قليلة من مظاهر عدم تقدير الذات في العلاقات. إذا كنت تعاني من هذه القضية، فقد يكون من الجيد العمل على تطوير ثقتك في ذاتك وتحسين تقديرك لنفسك. يمكن تحقيق ذلك من خلال التفكير الإيجابي وتحويل النظرة السلبية إلى نظرة إيجابية، والعمل على تحقيق الأهداف الشخصية، والعناية بالنفس وتلبية احتياجاتها.

أمثلة عن تقدير الذات :

1. احترام الحدود الشخصية: تؤكد على حقك في وجهات نظرك واحتياجاتك وتطلب من الآخرين احترامها أيضًا. عندما تحمي حدودك الشخصية، فإنك تظهر لنفسك وللآخرين أنك تعرف قيمتك وتحترمها.

2. التحدث بإيجابية عن نفسك: قد يكون من الصعب في بعض الأحيان قول أشياء إيجابية عن النفس، ولكن من المهم تعلم الاعتراف بنقاط القوة الفريدة التي تمتلكها وتوجيه الأفكار الإيجابية تجاه نفسك. يمكنك ممارسة التفكير الإيجابي عن طريق كتابة قائمة بالأشياء التي تفخر بها في ذاتك أو عن طريق تكرار التفكير الإيجابي الذي يعزز ثقتك بها.

3. الاستثمار في نموك الشخصي: حتى وإن كنت تفخر بالماضي والإنجازات في حياتك، فإنه مهم أيضًا أن تستثمر في نموك الشخصي وتطوير مهارات جديدة. تعلم شيئًا جديدًا أو تطوير قدراتك يمكن أن يعزز شعورك بالثقة والقدرة على التحدي.

4. التعامل مع الفشل بشكل إيجابي: الفشل هو جزء لا يتجزأ من النمو الشخصي. عندما تقابل فشلًا أو رفضًا، فلا تدع ذلك يؤثر على تقديرك لذاتك. بل ينبغي عليك أن ترى الفشل كفرصة للتعلم والنمو، وأن تصمد وتستمر في المحاولة.

5. العناية بنفسك بشكل عام: تهتم بصحتك الجسدية والعقلية والعاطفية. اعتنِ بجسمك ومظهرك الخارجي، وأخذ وقت للاسترخاء والاستجمام، وممارسة الرياضة وتناول طعام صحي. إذ يؤثر العناية بنفسك الجيدة على ثقتك بنفسك وتقديرك لذاتك.

نصائح لزيادة تقدير الذات :

1. قم بتطوير الثقة بالنفس: اعتقد بقيمتك وبقدراتك وتأكد من أنك تستحق الحب والاحترام في العلاقات. قم بتحسين مهاراتك وتعلم الأشياء التي تثير اهتمامك وتجعلك سعيدًا.

2. حافظ على احترام الذات: لا تسمح لأي شخص بالتعامل معك بطريقة تقلل من قيمتك أو تجعلك تشعر بالانتقاص. قم بوضع حدود صحية في العلاقات واحترم قيمك الشخص

4. ابتعد عن العلاقات السامة: قم بتحليل العلاقات التي تكون فيها وتحدد ما إذا كانت صحية ومستدامة أم لا. إذا كنت تجد نمطًا من الاستغلال أو الإهانة أو الإهمال، فقد تحتاج إلى ابتعاد عن هذه العلاقات لصالح صحتك العاطفية والذهنية.

5. صوّب أنظارك نحو إنجازاتك: قم بتقدير إنجازاتك ونجاحاتك الشخصية. احتفل بكل ما تحققت به في حياتك وتذكر أن الأمور الصغيرة يمكن أن تكون لها تأثير كبير على تقدير ذاتك.

التقدير الذاتي يأخذ الوقت والجهد في التطوير، وقد تحتاج إلى العمل على نفسك باستمرار. قد يكون من المفيد الاستعانة بدعم مختصين في العلاقات أو الصحة العقلية لمساعدتك على تطوير تقديرك الذاتي في العلاقات.

أخيرًا، يجب أن تتذكر أن تقدير الذات ليس عملية سهلة وقد تستغرق وقتًا للتطور والتحسين. استكشاف تقدير الذات وممارسته بشكل منتظم سيساعدك في بناء علاقات صحية ومتوازنة مع الآخرين.