”طريق الصبر اَخره جبر” بقلم - ندى مجاهد
يعد الصبر من افضل درجات الإيمان القوى،والتى تميز كل إنسان عن غيره ،كما يساعد الصبر على حل الكثير من العقبات التى تواجهنا فى حياتنا اليومية.
فجميعُنا نحتاج إلى التحلى بالصبر لمواجهه الأبتلاءات المختلفة،حيث أن الأبتلاء من الأمور التى يختبر بها الله -عز وجل- عباده ليرى مدى صبرهم وتحملهم على الأبتلاء،وجعل الله ثواب الصبر عظيم،لأن الإنسان بطبيعته خُلق عَجول ، يحب العيش فى رخاء دون ملل أو شده تواجهه،لذلك ليس من السهل أن كل إنسان يكون صبورا.
فعلينا أن نتحلى بالصبر لما له من منزله كبيرة وعظيمة ،ويُولد لدى المؤمن شعور بالراحة والطمأنينة والرضا، كما يعد الصبر عباده عظيمة لا يقدر عليها أى إنسان ،حيث أمر الله تعالى به فى القرآن الكريم وقد جاء ذكر الصبر فى العديد من الآيات القرآنية منها قوله تعالى:_
" إِنَهْ مَنْ يَتٌَقِ وَيَصْبِرْ فَأِنٌَ اللٌَه لَا يُضْيعْ أَجْرَ المُحْسنِينَ "
ويدل هذا على عظمه الصبر وأهميته، وقد ربط الناس الصبر بالفرج منذ القدم ،وهناك مقوله قديمة هى :-
"الصبر مفتاح الفرج" ، وفى الحقيقة أنها ليست مجرد جملة عابرة بل إنها عبارة صادقة ،فالجميع يأتى عليه أوقات صعبة كثيرة، لا يتحملها فى بعض الأحيان من شدتها ،لذلك لابد فى هذا الوقت أن يتحلى الإنسان بالصبر والرضا وعدم السخط على القدر، وأن يعلم إن كل صعب سوف يمر ،وأن ينتظر فرج الله دون شكوى،حتى ينال الخير الوفير من الله لما صبر وتحمل من ابتلاءات كثيرة.
وهناك أنواع كثيرة للصبر،كما يختلف كل نوع عن الآخر ،وأهم انواع الصبر هو :- الصبر على أداء الطاعات والفرائض التى أمر الله تعالى بها وتحمل مشقتها، ومن بينها الصبر على العطش والجوع فى صيام شهر رمضان،ومشقه قيام الليل والوضوء والصلاة ومن يحافظ على هذا النوع من الصبر ويحتسب أجره عند الله يُلاقى الكثير من الخير والنعم التى وعد الله بها عباده وأعدها للصابرين فى قوله تعالى:- " يَاأَيٌُهَا الٌذِينَ أَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصٌَبْر وَ الصٌَلاَهِ إِنٌَ اللٌَه مَعَ الصٌَابِرينَ "
فما أروع أن يكون الله معنا فى كل وقت ! وأن نكون فى رعاية الله الدائمه.
وهناك نوع آخر من الصبر وهو - الصبر عن إرتكاب المعاصى والأثام، وفى هذا النوع بُجاهد الإنسان نفسه ويُجاهد الشيطان حتى لا يقع فى الذنب، فأصبحنا اليوم فى مجتمع ضعيف انتشر فيه الفساد والسلبية لما اثر على الأشخاص وجعلهم لا يقدروا على مواجهه أنفسهم وان يقعوا فى معاصى كثيرة.
فعلينا أن نتخذ صبر الأنبياء قدوه لنا فى حياتنا ،وهناك العديد من الأمثلة منها صبر نبي الله يوسف عليه السلام عن الوقوع فى معصية الزنا بعد أن دعته امرأه العزيز إلى ذلك، وصبر نبي الله سيدنا ايوب عليه السلام على المرض الشديد ،وصبر رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على الأذى.
لذلك علينا أن نتخذهم قدوه لنا.
وهناك نوعا آخر من الصبر وهو-
الصبر على شر القدر والأحداث المؤلمة التى يمر بها الإنسان ،ومايترتب عليها من مشاعر سيئه وحزن دائم ، ويشتمل هذا النوع على الفقر والجوع والمرض التى يصيب الإنسان ، وقد ذكر الله تعالى فى القرآن الكريم آيات تدل على هذا النوع -: " وَلَنَبْلُونٌََكُمْ بِشَيْء مِنَ اَلخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَنَقْصٍ مَنَ الْاَمْوَالِ
وَالْاَنْفُسِ وَ الْثٌَمَرَاتِ وَبَشٌَرِ الصٌَابِرينَ "
فأمرنا الله بالصبر والتحمل عند فقد شخص عزيز علينا أو أبتلاء المرض المفاجئ ،كل هولاء الأبتلاءات لا يقدر علي تحملها إلا المؤمن القوى بالله عز وجل، فكل إنسان لديه إبتلاء مختلف عن الآخر هناك من يتحمل وهناك من لا يتحمل ،فهذه هى الحياة أمامنا يوم مبهج وسعيد ويوم آخر ألم ومشقه ، لذلك علينا أن نأمل من الله الصبر الدائم والرضا ، وأن نتأكد بأن فرج الله سوف يأتي قريب كان آم بعيد وأن يجعلنا الله من الصابرين المتقين ويرزقنا جنه النعيم .