أنباء اليوم
السبت 19 أبريل 2025 07:05 مـ 20 شوال 1446 هـ
 أنباء اليوم
رئيس التحريرعلى الحوفي
ميناء دمياط اليوم السبت الموافق 19 / 4 / 2025 مكتبة مصر العامة تستضيف أعضاء الجمعية العامة للكشافة بالقاهرة رئيس الوزراء في تصريحات تليفزيونية: من خلال الجولات الميدانية لاحظنا نهضة كبيرة ملموسة بالمصانع مانشستر سيتي يفوز على ايفرتون بثنائية بالدوري الانجليزي الممتاز إنطلاق فعاليات التدريب الجوى المصرى الصينى المشترك (نسور الحضارة- 2025) الأهلي يتعادل سلبيًّا مع صن داونز بدوري ابطال أفريقيا وزير العمل يلتقي نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للعمل السعودي لبحث تفعيل التعاون المشترك وزيرة البيئة تهنئ أقباط مصر بعيد القيامة المجيد وتشاركهم الاحتفال بالكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة وزير العمل يُناقش مع نظيره القطري ملفات تنقل الأيدي العاملة و الربط الإلكتروني الرئيس السيسي يجري اتصالًا هاتفيًا مع رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية رئيس الوزراء يتفقد مصنعي ” الوايلر فريد حسنين للطلمبات إطلاق الدورة الأولى من “جائزة صالح كامل للاقتصاد الإسلامي” لدعم البحث والابتكار في الاقتصاد الإسلامي

هل نستحق الأفضل دائمًا؟ وهل من يتركنا يجب أن يتألم؟ رحلة بين الأنانية وتقبل الواقع

ولاء مقدام
ولاء مقدام


في أعماق كل منا، هناك صوت خفي يهمس بأننا نستحق الأفضل دائمًا، الأجمل، الأكثر إشراقًا. نحن نرى أنفسنا أحيانًا كأبطال قصصنا، وكأن الكون يدور حولنا، وأن كل من يجرؤ على تركنا أو الابتعاد عنا يجب أن يدفع الثمن. هذه الفكرة، وإن كانت تبدو مغرية، تحمل في طياتها بذور الأنانية ورفض الواقع. فهل نستحق حقًا الأفضل دائمًا؟ وهل من يتركنا يجب أن يتعذب؟

الوهم الجميل: أننا نستحق الأفضل

نحن نعيش في عالم يغذّي لدينا فكرة أننا "مميزون"، أننا نستحق كل ما هو جميل ورائع في الحياة. هذه الفكرة قد تكون محفزة أحيانًا، تدفعنا لتحقيق أحلامنا والسعي نحو الأفضل. لكنها أيضًا قد تتحول إلى سيف ذو حدين. عندما نعتقد أننا نستحق الأفضل دائمًا، دون جهد أو تضحية، نقع في فخ الأنانية. نبدأ في النظر إلى الآخرين وكأنهم أدوات لتحقيق سعادتنا، وإذا لم يلبوا توقعاتنا، نعتبرهم خائنين أو غير جديرين بنا.

من يتركنا يجب أن يتألم؟

هناك شعور غريزي بالرغبة في الانتقام أو الرغبة في أن يندم من يتركنا. نريد أن نرى الألم في عيونهم، وكأن هذا الألم سيعيد إلينا كرامتنا أو سيُشعرنا بأننا على حق. لكن هل هذا صحيح؟ هل الألم الذي نشعر به عندما يتركنا شخص ما يمكن أن يُشفى برؤيته يتألم؟ الحقيقة هي أن هذه الرغبة في الانتقام أو رؤية الآخر يتألم هي انعكاس لجرحنا الداخلي، وليست حلاً حقيقيًا. بل قد تكون هروبًا من مواجهة مشاعرنا الحقيقية: الحزن، الخسارة، والخوف من الوحدة.

الأنانية الخفية: عندما نضع أنفسنا فوق الجميع

عندما نصرّ على أننا نستحق الأفضل دائمًا، وأن من يتركنا يجب أن يتألم، نقع في فخ الأنانية. ننسى أن الآخرين أيضًا لديهم مشاعر، أحلام، وحقوق. ننسى أن العلاقات الإنسانية ليست مبنية على التملك، بل على التفاهم والتقبل. قد يكون من الصعب تقبل فكرة أن شخصًا ما لم يعد يرغب في البقاء معنا، لكن هذا لا يعني أنه شخص سيء أو أنه يجب أن يتألم. ربما هو فقط يسعى لطريقه الخاص، تمامًا كما نفعل نحن أحيانًا.

تقبل الواقع: الخطوة الأولى نحو الشفاء

بدلًا من التمسك بفكرة أننا نستحق الأفضل دائمًا، وأن من يتركنا يجب أن يتألم، ربما علينا أن نتعلّم تقبل الواقع كما هو. الواقع قد يكون قاسيًا أحيانًا، لكنه أيضًا مليء بالدروس والنمو. عندما نتقبل أن الحياة ليست دائمًا كما نريد، وأن الناس ليسوا ملزمين بتحقيق توقعاتنا، نبدأ في التحرر من قيود الأنانية والغضب. نتعلم أن السعادة الحقيقية تأتي من الداخل، وليس من خلال التحكم في الآخرين أو رؤيتهم يتألمون.

نحو فهم أعمق لأنفسنا والآخرين
في النهاية، الفكرة التي نؤمن بها بأننا نستحق الأفضل دائمًا، وأن من يتركنا يجب أن يتألم، هي فكرة تحتاج إلى إعادة نظر. ليست كل الأشياء الجميلة في الحياة ملكًا لنا، وليس كل من يبتعد عنا يستحق الألم. الحياة ليست دائمًا عادلة، لكنها تمنحنا فرصًا للنمو والتعلّم. عندما نتقبل هذا، نبدأ في رؤية العالم بشكل أكثر وضوحًا، ونصبح أكثر تعاطفًا مع أنفسنا والآخرين.
لذا، دعونا نترك فكرة "الأفضل دائمًا" جانبًا، ونتعلم أن نعيش بقلوب مفتوحة، مستعدين لتقبل كل ما تأتي به الحياة، بكل ما فيها من فرح وألم. لأن في النهاية، الحياة ليست عن الاستحقاق، بل عن التجربة والنمو.